أسباب الكذب عند المراهقين

أسباب الكذب عند المراهقين

قد يترسخ لدى العديد من المراهقين خلال فترة المراهقة عادة الكذب، والتي يلجؤون إليها لعدة أسباب، تتوافق مع طبيعة هذه المرحلة الحساسة التي يمرون بها، ومن أهم الأسباب التي تدفع المراهقين للكذب ما يلي:^[١][٢]

• حماية النفس: قد يكذب المراهق عندما يقوم بشيءٍ خاطئ، خوفًا من التعرض للعقاب، وكطريقة للتملص من المواقف التي قد تُسبب له المشاكل.
• حفظ ماء الوجه: في بعض الأوقات، قد يقدم المراهق على فعلٍ يجعله يبدو أحمق أو غير ناضج؛ الأمر الذي قد يدفعه لإخفاء حقيقة ما حصل حتى لا يظهر بهذه الصورة أمام الآخرين.
• الدفاع عن الأصدقاء: لا تقتصر دوافع الكذب دائمًا على المراهق وحده؛ فقد يكذب أيضًا لحماية صديقٍ له واقعٍ في مشكلةٍ ما، وقد يتعرض للعواقب بسببها، من خلال قول أمورٍ لم تحصل، أو إنكار معرفة ما قام به.
• تخبئة المشاعر: يتولد لدى المراهقين عادة مشاعر تجاه الأشياء، قد يعتبرونها مزعجة، أو مخيفة، أو محرجة، وقد لا يرغب المراهقين في مثل هذه الحالة في إظهار هذه المشاعر، ولا سيما أمام الآخرين، مما قد يزج بهم إلى الكذب في المواقف التي تتطلب إظهارًا لها ولحقيقتها.
• التباهي: يحب كثيرٌ من المراهقين بسبب طبيعة المرحلة التي يمرون بها أن يكونوا محطًا للاهتمام ولفت انتباه وأنظار أقرانهم والآخرين، وقد يلجأون بسبب هذا في بعض الأحيان إلى الكذب بخصوص الأمور التي حققوها، من أجل إثارة الإعجاب ونيل المديح.
• الاستقلال بالذات: هناك أوقات يكذب فيها المراهقون بلا سببٍ وجيه، فقط من باب رغبتهم في منع الآخرين، ولا سيما الأهل، من التدخل في حياتهم.
• الخصوصية: يحب المراهقون الخصوصية، وقد يقوم بعضهم بالكذب على أهلهم بخصوص مجريات وأحداث حياتهم الشخصية؛ ولذلك لأجل الاحتفاظ بهذه الأمور للنفس، وعدم الرغبة في مشاركتها مع الآخرين.
• لعب دور الضحية: يكذب بعض المراهقون بسبب حبهم للعب دور الضحية؛ وذلك من خلال اختلاق القصص الكاذبة، والتي تثير التعاطف تجاههم، مثل القصص التي تتعلق بالمشاكل الصحية والعائلية.
• النقص: يشعر بعض المراهقون بتدني احترام الذات وفقدان الثقة بالنفس، ويلجأ بعضهم للكذب لتعويض هذه المشاعر وللتأقلم مع الأقران الذين هم أفضل منهم، من خلال اختلاق مواقف وقصص لم تحدث على أرض الواقع، ودفع الآخرين لتصديقها.

علامات الكذب عند المراهقين

هناك عددٌ من الإشارات والعلامات التي قد تظهر على المراهق عندما يكذب بخصوص أمرٍ ما، ومن أكثر هذه العلامات شيوعًا ما يلي:^[٣]

• التوقف المؤقت أثناء الكلام: من أشكال التوقف المؤقت أثناء الكلام عند المراهق الذي يكذب قيامه بالتوقف قبل الإجابة عن الأسئلة، بالإضافة إلى التوقف لفترة طويلة أثناء الإجابة؛ حيث يدل ذلك على محاولته اختلاق إجابات لا تتوافق مع الحقيقة.
• التواصل البصري: من علامات الكذب عند المراهقين النظر إلى الأسفل أو في اتجاهاتٍ مختلفة.
• جفاف الفم والنفس الثقيل: تدل هاتين العلامتين على أنّ المراهق يعاني ويبذل جهدًا لأجل التوصل لإجابات على الأسئلة التي تحاول كشف حقيقة المواقف التي يكذب بخصوصها.
• الهدوء والثبات الجسدي: يشير هذا إلى أنّ الدماغ مشغول في اختلاق الأكاذيب؛ مما يجعل الجسد ساكنًا وهادئًا.
• لمس الحلق أو الفم: تعتبر هذه العلامة من العلامات الشائعة على الكذب عند المراهقين، وتدل على رغبتهم في التملص من المواقف التي يكذبون بها.
• تذبذب تفاصيل الكلام: عندما يكذب المراهق فإنه سرده لروايتهِ يتضمن إعطاءً للكثير من التفاصيل، أو تجنبًا للحديث عنها قدر الإمكان.

نصائح للتعامل مع المراهق الكذاب

توضح النقاط التالية عددًا من النصائح، والتي يُنصح باتباعها عند التعامل مع المراهق الكذاب:^[٤]

• إظهار الاهتمام لعلاج مشكلة الكذب: من المهم أن يشعر المراهق أنّ أهله أو الشخص الذي يرغب في مساعدته للتخلص من الكذب جادٌ في نيته، لهذا ينبغي عدم صد المراهق الذي يعاني من هذه المشكلة عندما يرغب في التحدث عنها ومناقشتها، أو الاعتراف بالحقيقة.
• تجنب الترهيب من قول الحقيقة: يقع كثيرٌ من الأهل في خطأ ترهيب أولادهم من المراهقين من قول الحقيقة، من خلال تعريضهم للعقاب أو التأنيب أو غيرها من الأمور عندما يعترفون بأخطائهم، لهذا ينبغي أن يتعامل الأهل بحكمة مع ما يصدر من أولادهم من أخطاء، لحمايتهم من اللجوء إلى الكذب خوفًا من العواقب.
• القدوة في الصدق: إذا أراد الأهل من المراهق أن يكون صادقًا ولا يكذب؛ فيجب عليهم هم أيضًا التزام الصدق، وتجنب الكذب أمام المراهق، ليظهروا أمامه دائمًا بمظهر القدوة الصادقة.
• تجنب إنكار كذب المراهق: يجب على الأهل تجنب التظاهر بعدم معرفة كذب المراهق، والضغط عليه للاعتراف به، فهذا الأمر سيؤثر سلبًا على علاقة المراهق بعائلته، ويجعله لا يثق بهم.
• تجنب إهانة المراهق: عندما يكتشف الأهل قيام المراهق بالكذب؛ يجب عليهم عدم وصمه بالكاذب، ومناداته دائمًا بهذا اللقب، لأن المراهق في هذه الحالة سيعتقد أنّ الكذب شيمة دائمةٌ من شيمه، ولن يكون قادرًا على التخلص منها أبدًا، مما يجعلها عادة دائمة لديه، حتى عندما يكبر.