كيفية التعامل مع المراهق العنيد

أسباب العناد عند المراهقين

يشعر المراهقون بالضغوطات خلال مرحلة المراهقة؛ نتيجة التغيرات الجسدية، والنفسية، والعقلية التي تؤثر عليهم، ولهذا لا بد من تفهم ما يمرون به، والتعامل معهم بصبر، دون التضييق عليهم بحجة ضبط سلوكياتهم، ويعتبر العناد من أبرز المشاكل التي يعاني منها المراهقون، وقبل التعرف إلى طرق التعامل مع المراهق العنيد، يجب أولاً معرفة الأسباب التي تؤدي به إلى التصرف بعنادٍ وتمرد، والتي يمكن تلخيص أبرزها بالنقاط التالية:^[١][٢]

• الرغبة في الاستقلالية: تراود المراهقين رغبة في نيل الاستقلالية والحرية بعيدًا عن أهلهم خلال سنوات المراهقة، مما يؤدي بهم إلى التصرف بعناد والتمرد على عائلاتهم في محاولة لنيل بعضٍ منها؛ خاصة إذا واجهوا مقاومة منهم ضد هذا الأمر.
• تحكمات الأهل المفروضة: يحب المراهقون اتخاذ القرارات الخاصة بهم وبحياتهم بأنفسهم، ويبدأون بالتصرف بعنادٍ عندما يفرض الأهل قراراتهم الخاصة عليهم دون مراعاةٍ لرغبتهم.
• تأثير الأقران: يتأثر المراهقون بشكلٍ كبيرٍ بأقرانهم، لدرجة أنهم قد يلجؤون إلى تقليدهم في كل شيء يتعلق بمعيشتهم وأسلوب حياتهم في محاولة لمواكبتهم؛ الأمر الذي يعرضهم للضغوطات ويدفعهم للتصرف بعناد، بسبب محاولاتهم إحداث التغير في حياتهم، والذي قد لا يتوافق مع خيارات الأهل ومعيشتهم.
• لفت الانتباه: يحب المراهقون بطبيعتهم لفت الانتباه إلى كل ما يقومون به، وإلى مظهرهم، وأسلوب معيشتهم، وعندما لا يلقى المراهقون الانتباه والاهتمام الكافيين من أهلهم، فإنهم يحاولون اكتسابه من الأشخاص الآخرين في محيطهم، والذين قد يؤثرون عليهم وعلى سلوكياتهم بشكلٍ سلبي، يجعلهم أقل انضباطًا، وأكثر عنادًا وتمردًا.
• مبالغة الأهل في القلق: عندما يبالغ الأهل في مخاوفهم وقلقهم على أولادهم المراهقين، ويعبرون بشكلٍ صريحٍ عنها لهم؛ فإن هذا الأمر ينمي العناد لديهم، ويجعلهم أكثر تجاهلاً لأهلهم.
• التغيرات الهرمونية: قد ينجم العناد عند المراهقين بسبب التغيرات الجسدية التي يمرون بها خلال المراهقة، والتي يصاحبها تقلباتٌ في الهرمونات، تجعل من المراهق مندفعًا، ومتمردًا، وعنيدًا.

طرق التعامل مع المراهق العنيد

يجب أن يكون التعامل مع المراهق العنيد قائمًا على الصبر والحكمة، وإلا فلن يكون التعامل معه فعالاً أو يؤتي بنتائج إيجابية، ومن أهم الطرق التي يمكن من خلالها التعامل مع المراهق العنيد ما يلي:^[١][٣]

• الحوار بشأن نقاط الاختلاف: يعتبر الحوار حلاً للعديد من المشاكل، والتي من ضمنها عناد المراهقين؛ لهذا عندما يتصرف المراهق بعناد بسبب أمرٍ ما، يمكن الجلوس معه، ومناقشة الأمر، والاستماع إلى وجهة نظره بتفصيل، وجعله يفهم أنّ الأمور يمكن أن تحل بطرقٍ أخرى تُرضي جميع الأطراف.
• تعزيز الثقة والاحترام: يجب أن تكون العلاقة بين المراهق ووالديه علاقة متينة، يلتزم فيها الوالدان بدورهما كما يجب، ويضعان الحدود ويطبقانها، ويجب أن تكون في نفس الوقت تواصلية، ولا تضع الحواجز بين المراهق وعائلته؛ فهذا الأمر كفيل بجعل المراهق العنيد أكثر احترامًا لوالديه، وأكثر انضباطًا في السلوك.
• تجنب الخلافات المتكررة: عند التعامل مع المراهق العنيد، يجب تجنب خوض الخلافات والمناوشات الدائمة معه في كل شيءٍ؛ فالخلافات المتكررة تخلق جوًا مشحونًا وغير مريحٍ في المنزل، كما قد تدفع المراهق للتصرف بعنادٍ أكثر، كما يجب الحرص على عدم إظهار التذمر من كل شيء يقوم به المراهق، وتركيز إبداء الملاحظات والتوجيهات فقط على الأمور الضرورية.
• التفكير من وجهة نظر المراهق: بالإمكان تفهم تفاصيل ودوافع العناد الذي يعاني منه المراهق من خلال التفكير من وجهة نظره، وتصور الأمور كما يتصورها؛ فهذا الأمر يكشف عن الجوانب التي تدفع المراهق إلى التصرف بعناد، وتجعل من التعامل معه أكثر سهولة.
• التشجيع على السلوك الإيجابي: لا يجب أن يتم تجاهل الجوانب الإيجابية الأخرى في سلوك المراهق العنيد؛ فتصرفه بعناد لا يعني أنّ كل شيءٍ آخر يصدر منه سيئ لهذا ينبغي استغلال هذه النقطة، ومدح المراهق عندما يقوم بسلوكٍ جيد أو يحقق إنجازًا ما، ويمكن أيضًا التعبير عن مدى الفخر به وبما يحققه أمام الآخرين.

أمور يجب تجنبها عند التعامل مع المراهق العنيد

يوجد عددٌ من الأمور التي يجب تجنبها عند التعامل مع المراهق العنيد، وتشمل هذه الأمور الآتي:^[٤][٥]

• الإساءة للمراهق العنيد في لحظات الغضب، ونعتهِ بصفاتٍ غير محببة.
• أخذ الأمور على منحىً شخصي، واعتبار أنّ عناد المراهق أمرٌ مقصود، ويقصد منه توجيه الإساءة المتعمدة.
• عدم الاستماع إلى المراهق العنيد، والاكتفاء بتوجيهه وإعطائه الدروس حول تصرفاته باستخدام النقد غير البناء.
• التذمر المستمر من عناد المراهق، وتسليط الضوء على الأمور السيئة التي يقوم بها فقط.
• السخرية من المراهق العنيد، والتي تؤدي إلى خلق فجوة في العلاقة معه.