تعد مرحلة المراهقة من المراحل العمرية الصعبة والتي يمر بها الجنسين، بحيث يمر المراهق بتغيرات جوهرية على حياته ونموه وحتى تغيرات في تفكيره كما يصاحبها تغيرات جسمية وهرمونية تزيد من أعراض التوتر والغضب عند المراهق، كما أن التكنولوجيا الحالية فاقمت من مشاكل وتحديات المراهقين حيث يكتفي المراهق باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي ليعبر عن التغييرات التي يمر بها ويفتقر بذلك إلى مهارات الاتصال والتواصل مع الآخرين والاندماج مع المجتمع مما يزيد من مظاهر العصبية والتوتر.[١]


يخشى المراهقون بشكل عام من التغيرات التي يمرون بها أهمها الأداء السيء في المدرسة مما يولد لديهم الشعور الدائم بالقلق، ويعد سن البلوغ محفزًا كبيرًا للعصبية والقلق لدى المراهقين، ويبرع المراهق في إخفاء عصبيته وقلقه ويلجأ إلى اختلاق الأسباب غير المنطقية لتوتره، وعند المراهقات الأمر قد يختلف قليلًا حيث تعتبر هذه المرحلة متقلبة جدًا عند المراهقة وتبدأ فيها شعورها بأنها فتاة كبيرة ولديها مسؤوليات جديدة مما يخلق لديها مشاعر بالعصبية الزائدة والتوتر المستمر.



أسباب العصبية الزائدة عند المراهقات

هناك العديد من الأسباب التي تخلق العصبية لدى المراهقات وتختلف من بيئة إلى أخرى وبحسب ما تتعرض له كل مراهقة في هذه المرحلة، فهناك مراهقات يضطرن للعمل بمجهود يفوق قدراتهن الجسمية ومنهن من تخضع لتجربة الزواج المبكر بالرغم من صغر سنها، بالإضافة إلى أسباب أبرزها:


التغيرات الهرمونية

تمر المراهقة في فترة البلوغ وما بعدها بتغيرات على الهرمونات وممكن أن تصاب بحالة من الاختلال الهرموني وتسبب لها أعراض نفسية وجسدية ملحوظة ولا يمكن التغافل عنها، وترتبط هذه الاختلالات بحدوث مشاكل عدة مثل الإصابة بتكيس المبايض أو اختلال الدورة الشهرية وانخفاض في هرمون التستوستيرون.


اضطراب ما قبل الدورة الشهرية

حيث تصاب العديد من المراهقات والنساء بشكل عام باضطرابات نفسية في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، مثل تقلبات في المزاج، تغير في شكل الجسم وانتفاخ في بعض الأماكن، الحساسية المفرطة تجاه أي موقف.


أسباب تتعلق بالكمال

تواجه بعض المراهقات ضغوطات للوصول إلى الكمال والأداء الجيد في كل أمر تخوضه، سواء في المدرسة أو الجامعة بحيث تبذل قصارى جهدها لإثبات نفسها والحصول على درجات عالية أمام زميلاتها في نفس عمرها أو حتى أمام عائلتها ويسبب هذا الكمال التوتر والعصبية المستمرة والتي قد تتفاقم إلى القلق المفرط والتفكير الدائم بالكمال.


كيفية احتواء عصبية المراهقات

تعتبر عملية الاحتواء مهمة صعبة نوعًا ما، إذا كان لديك صديقة أو أخت تشعر بالعصبية والقلق، ففي الوقت الذي تحاول تهدئتها وجعلها تخطط بشكل سليم لحياتها عليك أن تقدم الدعم لمساعدتها والاستماع إليها وتَفهم ما تمر به وعدم اللجوء إلى إصدار الأحكام عليها أو نصحها بشكل قاسٍ أو إلقاء اللوم عليها بسبب عصبيتها، وهناك بعض الأمور التي قد تساعدها في تخطي هذه المرحلة والوصول إلى الاستقرار النفسي:


تخصيص وقت للتنفس والاسترخاء

خصص لها فترة زمنية خلال اليوم للتهدئة والتنفس بعمق، وأداء مع بعضكم البعض تمارين التنفس الصحيحة والتي تعزز عملية الاسترخاء، لذا عليك أن تختار معها مكانًا هادئا وتجلسان بشكل مستقيم والعمل على إرخاء الكتفين واليدين والتنفس بعمق دون التفكير بأي أمر واستمرا بالتنفس للوصول إلى ذروة الاسترخاء وتخيُل أن المصاعب ابتعدت.


أداء بعض التمارين

مارسا بعض التمارين والأنشطة البدنية التي تعتبر وسيلة فعالة للتخفيف من التوتر وتغيير الحالة المزاجية، وتولد الشعور بالنشاط والإقبال على الحياة، كاللعب أو المشي لمسافات بين الجبال أو أداء تمارين اليوغا.


أداء تمارين التخيل

اصطحب صديقتك أو شقيقتك إلى مكان هادئ وابدأ باستخدام العقل لتخيل مكان يشعركما بالسعادة والأمان واسترجاع ذكريات جميلة مشتركة بينكما.


تحدي المخاوف

غالبًا ما تكون مشاعر العصبية والقلق نابعة من وجود أفكار لا منطقية ولا معنى لها، وتلجأ المراهقات إلى تخيل السيناريو الأسوأ والبقاء في دائرة مغلقة من التخيلات السيئة، لذا ساعدها على مواجهة هذه الأفكار وتفنيدها بأسئلة تلغيها، مثل؛ هل هذه فكرة منطقية؟ هل من المحتمل أن يحدث هذا؟ هل حدث هذا لكِ من قبل؟ ما أسوء شيئ يمكنه الحصول؟ هل يمكنك التعامل معها؟ بعد توجيه هذه الاسئلة، يأتي الوقت لإعادة التفكير بشكل إيجابي ومحاولة تغيير تركيزكها، وترك الأمور تسري في اتجاه آخر لاتخاذ القرار المناسب بحالة هادئة وغير غاضبة.[٢]


وفي حالة كان الأمر يمر بصعوبة بالغة ولم تفد جميع محاولات التهدئة والاحتواء، واقترن الغضب بحالات أخرى كالحالات العصبية، عليك اصطحاب المراهقة إلى المختص النفسي المناسب لإيجاد حلول عملية أكثر فعالية ولمساعدتها على تخطي هذه الأوقات براحة ودون خوف من المستقبل أو أي متغير جديد يولد لديها القلق والعصبية.

المراجع

  1. Caroline Miller, "How Anxiety Affects Teenagers", childmind institute, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  2. Juli Fraga (1/10/2018), " Facts About Women’s Anger That’ll Help You Keep It Healthy", healthline, Retrieved 28/12/2021. Edited.