طرق التعامل مع خصوصية المراهق

يعتمد حُسن استغلال المراهق للخصوصية الممنوحة له في المقام الأول على التعامل الصحيح للأهل معه في هذه المسألة؛ فلا بدّ أن يجمع تعاملهم بين الثقة وبين الحدود التي تُلزم المراهق بعدم تجاوزها، كي يشعر كلا الطرفان بالاطمئنان، ويتم تجنب المشاكل والصدامات قدر الإمكان، ومن الطرق الصحيحة التي يمكن للأهل من خلالها التعامل بشكلٍ صحيحٍ مع خصوصية المراهق ما يلي:[١][٢]

  • عدم معاملة المراهق كطفل: قد يجد بعض الأهالي صعوبة في منح المراهق الخصوصية التي يحتاجها بسبب عدم إدراكهم بعد أنه لم يعد طفلاً، وبسبب عدم قدرتهم على الفصل بين احتياجاتهِ التي كانت تخلو من الحاجة للخصوصية أثناء مرحلة الطفولة، وبين احتياجاته القائمة على الخصوصية خلال مرحلة المراهقة، ولهذا فإن الخطوة الأولى في التعامل الصحيح مع خصوصية المراهق هي تفهم وإدراك أنه قد كبر، وأنّ احتياجاته قد كبرت أيضًا، ولا يستطيع الأهل التدخل في جميعها.
  • طرح الأسئلة الشخصية بحكمة: هناك أوقاتٌ يطرح فيها الأهل أسئلة على المراهق بهدف معرفة معلومات عن حياته الشخصية وعلاقاته بشكلٍ يشبه إلى حدٍ كبير الاستجواب؛ الأمر الذي قد يسبب الإزعاج للمراهق ويُشعره أنّ خصوصيته في خطر وأنها عرضة للتطفل، مما قد يؤدي به إلى تجنب التواصل مع أهله؛ لهذا يجب طرح الأسئلة الشخصية على المراهق بأسلوبٍ عفوي وحكيم، وعدم تكرارها، أو الإصرار على الحصول على إجابة، مع الحرص على انتقاء الكلمات المناسبة، وذلك لإبقاء سكة التواصل مفتوحة دائمًا أمام المراهق في حال رغبته في الحديث عن أمرٍ ما يخصه.
  • منح الحرية والاستقلالية: يتردد بعض الأهالي في منح المراهق الخصوصية بسبب خوفهم من أنه ليس راشدًا بما فيه الكفاية ليتخذ قراراته بمفرده؛ لذلك يجب تعويد المراهق على الاستقلالية ومنحه مساحة من الحرية، من أجل ترسيخ مفهوم المسؤولية لديه، وجعله قادرًا على التعامل مع المواقف المختلفة التي لا تكون فيها رقابة الأهل حاضرة دائمًا، بالإضافة إلى أنّ هذا الأمر يسهل على الأهل تقبل حاجة المراهق للخصوصية، ويدفعهم لاحترامها.
  • اكتساب ثقة المراهق: عندما يكتسب الأهل ثقة المراهق؛ فإنه في هذه الحالة سيقوم بإخبارهم بالأمور والمجريات المهمة في حياتهِ الخاصة من تلقاء نفسه، على عكس الأهل الذين يتبعون أسلوب التنفير مع المراهق، ويدفعوه إلى جعل الخصوصية وسيلة يخفي في طياتها أمورًا لا يجب عليه إخفاؤها أو تحمل مسؤوليتها لوحده، مما يوقعه في مشاكل يكون في غنىً عنها.
  • عدم التدخل في صداقات المراهق: يجب على الأهل تجنب اقتحام خصوصية المراهق من خلال المبالغة في تعاملهم مع أصدقائه وتجاوز الحدود معهم؛ كيلا يسبب هذا الأمر إحراجًا للمراهق، ويدفعه لإخفاء هوية من يعرفهم عن أهله.
  • وضع القواعد ومتابعتها: ويكون هذا من خلال التحديد للمراهق الأمور التي يُسمح له القيام بها وتلك التي لا يستطيع تجاوزها، إضافةً إلى العواقب التي تنتظره في حال مخالفتها، مثل السماح له بالخروج مع الأصدقاء في العطلة حتى ساعةٍ محددة، وأنّ تجاوز الوقت المسموح سيؤدي لمنعه من الخروج مرة أخرى؛ فبهذه الطريقة ينال المراهق خصوصيته، ويكون الأهل في نفس الوقت على اطلاع بما يقوم به.


أخطاء الأهل في التعامل مع خصوصية المراهق

من أهم هذه الأخطاء التي تُحدث فجوة في علاقة المراهق بأهله:[١]

  • التنصت على محادثات المراهق الهاتفية.
  • التفتيش في الأشياء الموجود في غرفة المراهق الخاصة وفي الأدراج.
  • قراءة مذكرات المراهق أو الرسائل التي تصله دون إذن.
  • الاتصال بالمراهق طوال الوقت وبشكل مبالغ فيه من أجل الاطمئنان عليه.


أهمية منح المراهق الخصوصية

تعتبر الرغبة في الحصول على الخصوصية من سمات مرحلة المراهقة، وتتزامن هذه الرغبة مع حاجة المراهق في نيل بعض الاستقلالية والحرية، بعيدًا عن تدخلات الأهل وقراراتهم، ولا بأس في منح المراهق الخصوصية في نطاقٍ مقبول، يبقيه بعيدًا عن الوقوع في المشاكل ويعزز من نموه في هذه المرحلة من عمره، بل يمكن القول أنّ منح المراهق الخصوصية المعقولة أمرٌ مهم، وينعكس بشكلٍ إيجابيٍ عليه من خلال عددٍ من الفوائد، والتي من أهمها ما يلي:[٣][٤]

  • تنمية الشخصية: يستغل المراهقون خصوصيتهم في كثيرٍ من الأحيان في اكتشاف أنفسهم واهتماماتهم، وفي التفكير بالخطط المستقبلية، وبناء مهاراتهم الاجتماعية التي تساعدهم في اختيار الأشخاص الذين يستحقون أن يكونوا جزءًا من حياتهم، وقد يشعر الأهل أحيانًا بالقلق من مثل هذه الأمور التي يخفيها المراهق عنهم، ويكمن علاج خوفهم هذا في إدراك أنّ رغبة المراهق بالخصوصية لا تعني بالضرورة أنه يقوم بشيء خاطئ؛ بل هي حاجة طبيعية تعد جزءًا من نموه الطبيعي وتكون شخصيتهِ وأفكاره خلال هذه المرحلة.
  • احترام تغيرات المراهقة: يمر المراهق بعدد من التغيرات الجسدية، والتي تجعل من الخصوصية أكثر أهمية خلال هذه المرحلة الحساسة من عمره، وقد يلجأ المراهق في هذه الحالة إلى التعبير عن حاجتهِ للخصوصية من خلال إغلاق باب غرفة النوم مثلاً، ولا يدعو هذا الأمر الأهل إلى القلق أبدًا بقدر ما يدعوهم إلى احترام خصوصيتهِ التي قد تنبع في بعض الأحيان من شعور المراهق بالخجل وعدم الراحة.
  • تعزيز الثقة بالنفس: إنّ منح المراهقين الخصوصية التي يحتاجونها يساعدهم أن يكونوا أكثر استقلالية، كما يعزز فيهم شعور الثقة بالنفس، والتي تنعكس بشكلٍ إيجابي على جوانب أخرى من حياة المراهق، مثل اتخاذه للقرارات الصحيحة، وتجنبهم للسلوكيات الخاطئة.



المراجع

  1. ^ أ ب "Privacy, monitoring and trust: pre-teens and teenagers", raisingchildren, Retrieved 18/7/2022. Edited.
  2. "How to Respect a Teenager's Privacy", parentcircle, Retrieved 18/7/2022. Edited.
  3. to use privacy appropriately,skills and learn important lessons. "Why Teens Need Privacy From Their Parents", verywellfamily, Retrieved 18/7/2022. Edited.
  4. "Why Parents Should Respect Teens’ Privacy", moms, Retrieved 18/7/2022. Edited.