كيفية التعامل مع المراهق الكذاب

أسباب الكذب عند المراهقين

يُعد الكذب أحد أكثر مشاكل مرحلة المراهقة شيوعًا، وهو من المشاكل التي تستدعي تدخلاً كي لا يصبح عادةً لدى المراهق ترافقه في مراحل حياته الأخرى، وقبل التعرف على طرق التعامل مع المراهق الكذاب، من المهم التعرف أولاً على الأسباب التي تدفعه للكذب؛ فتحديد أصل ومسببات المشكلة يُسهل حلها، ويمكن تلخيص أسباب الكذب عند المراهقين بالنقاط التالية:^[١][٢]

• تجنب الوقوع في المشاكل، التي سببها كسر المراهق للقواعد والضوابط التي من المفترض أن يلتزم بها.
• عدم الرغبة في الشعور بالإحراج، بسبب قيام المراهق بأمر يجعله يبدو كأنه غير ناضج.
• حماية أحد الأصدقاء؛ وذلك عندما يقع صديق في مشكلةٍ ما، أو يقوم بشيء خاطئ قد يسبب له مشكلة مع عائلته أو المدرسة.
• إخفاء حقيقة المشاعر، وعدم رغبة المراهق بالتصريح عن مشاعره الحقيقية تجاه الأشياء، خوفًا منه أن يبدو غير ناضج أو أن يسبب ذلك له الإحراج.
• التظاهر بشيء غير حقيقي بهدف لفت الانتباه؛ كي يبدو المراهق أمام الآخرين بشكلٍ أفضل.
• الرغبة في الاستقلالية، ومنع الأهل من التدخل في الحياة الشخصية والقرارات الخاصة.

طرق التعامل مع المراهق الكذاب

من المهم أن يكون التعامل مع المراهق الكذّاب قائمًا على هدف مساعدتهِ للتخلص من هذه العادة السيئة، وليس ترسيخها فيه أكثر، ومن أبرز الطرق وأكثرها فعالية لعلاج مشكلة الكذب عند المراهقين ما يلي:^[٣][٤]

• تقوية العلاقة مع المراهق الكذاب: عندما يدرك المراهق الذي يعاني من الكذب أنّ باب التواصل مع أهله مفتوحٌ دائمًا، فلن يخشى قول الحقيقة مهما كانت النتائج، ولن يلجأ بسبب هذا إلى الكذب أبدًا من أجل التملص من العواقب.
• عدم الشعور بالإساءة: المراهقة مرحلةٌ حساسة، ويكون المراهق فيها في طور النمو الجسدي والشخصي، ولهذا فإن لجوئه إلى الكذب قد يكون في بعض الأحيان مفروضًا عليه بسبب ضغوطات هذه المرحلة؛ لذلك يجب تجنب اعتبار كذب المراهق إساءة مقصودة منه دائمًا، والبحث عن دوافعه الحقيقية في كل مرة.
• الحفاظ على الهدوء: يتطلب التعامل مع المراهق الكذاب الحفاظ على الهدوء، وعدم إظهار الغضب أو إصدار الأحكام عليه، حتى لو كان ما يقوم به مستفزًا؛ فهذا الأمر يجعل المراهق يدرك أنّ مشكلته قابلة للحل، وهناك خيارات يمكن اللجوء إليها غير الكذب.
• تجنب الإيقاع بالمراهق الكذاب: يلجأ بعض الأهل إلى أسلوبٍ خاطئ في تعاملهم مع المراهق الكذاب، وهو عدم مصارحتهِ بشكلٍ مباشر باكتشاف كذبه، وقيامهم بدلاً من ذلك بمجاراتهِ في ما يقوله من كذب، ودفعهِ إلى الكذب أكثر، من أجل الإيقاع به، ويؤثر هذا الأمر على علاقة المراهق بأهله بشكلٍ سلبي.
• تذكير المراهق بالعواقب: من المهم إعلام المراهق وجعله على دراية بالعواقب التي تنتظره في حال لجوئه إلى الكذب أو تكرارهِ له؛ كسحب الامتيازات منه مؤقتًا، أو حرمانهِ منها.
• بناء ثقة المراهق بنفسه: وذلك من خلال منحهِ مزيدًا من الاستقلالية والخصوصية، وجعله يبدي رأيه في المسائل التي تتطلب اتخاذًا للقرارات، من أجل إشعاره بأهميتهِ، وتشجيعهِ على الصدق دائمًا.
• التطبيق العملي للصدق: يجب على الأهل أن يكونوا قدوةً لأولادهم في مسألة الصدق، وأن يتجنبوا الكذب أمامهم، وأن يكونوا صريحين دائمًا بخصوص مشاعرهم، وأفكارهم، وتجاربهم في الحياة، حتى تلك التي تتضمن الإخفاقات والفشل.
• تقدير صدق المراهق: عندما يقول المراهق الحقيقة، حتى لو كان من الصعب تقبلها أو سماعها، فيجب في هذه الحالة الثناء عليه بسبب صدقه، وعدم معاقبتهِ على قولهِ لها؛ فهذا الأمر ينزع منه الخوف بسبب العواقب التي قد يواجهها في حال اختار الصدق على الكذب.

أنواع الكذب عند المراهقين

إنّ للكذب عند المراهقين 3 أنواع رئيسية، وتاليًا تفصيلٌ لكل واحدٍ منها:^[٥]

• الكذب بهدف التجنب: يقوم المراهق في هذا النوع من الكذب بإخفاء الحقائق وتجنب كشفها عن طريق المراوغة، في محاولة منه لصرف الانتباه عن المعلومات التي لا يرغب في مشاركتها.
• الكذب بهدف التجاوز: يتجاوز المراهق في هذا النوع من الكذب ذكر التفاصيل المهمة من المعلومات التي يعرف أنها مهمة للطرف الآخر، في محاولة منه لمنع إظهار الحقيقة بشكل كامل.
• الكذب الصريح: يتضمن هذا النوع من الكذب قول المراهق لأمورٍ وقصصٍ غير صحيحة تختلف عن الواقع بشكلٍ كامل، ويؤثر الكذب الصريح على العلاقة بين المراهق والأطراف الأخرى بشكلٍ سلبي.