ابني المراهق لا يتكلم معي، ما الحل؟

نُشر في 19 يوليو 2022

أسباب الصمت عند المراهقين

قد يصبح المراهق خلال مرحلة المراهقة قليل الكلام، وقد يصل به الأمر إلى تجنبه قدر الإمكان في حالة تُسمى "صمت المراهقين"، وهناك العديد من الأسباب التي تُفسر لجوء المراهق إلى الصمت مع والديه تحديدًا، ومن أبرزها ما يلي:^[١]^[٢]

طرح الكثير من الأسئلة: هناك من الأهل من يظن أنّ طرح الكثير من الأسئلة على المراهق شكلٌ من أشكال التواصل الفعال معه، ولكنه قد يبدو بالنسبة له وكأنه يخضع لاستجوابٍ مستمر؛ الأمر الذي قد يدفعه للصمت من أجل تجنب هذه الأسئلة التي تُسبب له الإزعاج.
الإهمال: يشعر المراهق بالإحباط عندما يتجاهله أهله ولا يستمعون إليه، مما قد يدفعه للتعامل معهم بنفس الطريقة من خلال عدم الاستماع إليهم.
تحويل كل شيء إلى محاضرة: عندما يقوم الأهل بتحويل كل أمر يقوم به المراهق مهما كان صغيرًا إلى محاضرة؛ فإن المراهق في هذه الحالة سيتجنب الحديث معهم لإخبارهم عمّا يواجهه، خوفًا من ردة فعلهم على الأمور.
قلة التفهم: في بعض الأحيان، قد يحتاج المراهق إلى الحديث مع والديه فقط، دون الرغبة لسماع نصائحهم وتوجيهاتهم، وذلك من باب التنفيس عمّا يجول في نفسه من أفكار ومخاوف، ولكن عندما يقابل الأهل هذا الحديث بالتوجيهات غير المرغوبة، فإن هذا قد يدفع المراهق لتجنب الكلام معهم.
الاستهزاء بالمشاعر: قد تتمالك المراهقين خلال هذه المرحلة الحساسة من حياتهم أحيانًا مشاعر مبالغٌ فيها وغير منطقية، وقد يتجاهل الأهل هذه المشاعر بسبب اعتقادهم أنها سخيفة وليس لها أهمية؛ الأمر الذي قد يدفع المراهقين للتوقف عن الحديث عن هذه المشاعر معهم خوفًا من النقد والاستهزاء.
الخوف من الغضب والعقاب: هناك من الأهل من يلجؤون إلى أسلوب الغضب والعقاب في التعامل مع المراهق، في محاولة منهم لضبط سلوكياتهم والتغيرات التي تطرأ عليهم في الجوانب النفسية والعقلية، وتعتبر هذه الطريقة من أسوأ الطرق للتعامل مع المراهقين؛ فهي تعيق نمو شخصياتهم ونموهم العاطفي، كما أنها تحدث فجوة في العلاقة بين المراهق وأهله.

طرق التعامل مع الصمت عند المراهقين

من أهم الطرق والاستراتيجيات التي يمكن من خلالها علاج الصمت عند المراهقين ما يلي:

الاستماع إلى المراهق

يكمن علاج الصمت عند المراهقين من خلال منحهم الفرصة للتعبير عن أنفسهم، وأفكارهم، ومخاوفهم، والاستماع لها دون مقاطعة ودون توجيهٍ للنصائح؛ فالمراهقين بطبيعة المرحلة الحساسة التي يمرون بها يلجأون لطلب النصيحة عندما يحتاجونها، ولكنهم عندما لا يحتاجونها يكونون فقط في حاجة إلى التنفيس عن أنفسهم لمنع تراكم الضغوطات عليهم.^[٣]

تقديم الدعم

يكون المراهق بحاجة إلى دعم والديه أكثر ما يكون عندما يمر بوقتٍ عصيب، وتعتمد ثقة المراهق بأهله ومشاركته مشاكله معهم بشكلٍ أساسي على شكل الدعم الذي يقدموه له، والذي ينبغي أن يكون صحيحًا وبناءً لضمان أن يستفيد المراهق من تجاربه، وليس هدامًا؛ كي لا يفقد المراهق الثقة بأهله ويخشى مشاركتهم مشاكله.^[٤]

حل المشاكل بشكل تشاركي

يجب أن يشارك الأهل المراهقين حل مشاكلهم، وأن يتجنبوا القيام بهذا بشكلٍ فردي؛ فالمراهق ليس كالطفل، ولا يحتاج أن يتخذ الأهل عنه جميع قرارات حياته، ولهذا يجب مناقشة المشاكل التي يواجهها المراهق معه، ومنحه الفرصة لاقتراح الحلول من وجهة نظره الخاصة، فهذا يعزز ثقته بنفسه وبوالديه.^[٥]

تجنب إصدار الأحكام

عندما يتسرع الأهل في إصدار الأحكام على المراهق، ويعرضوه للنقد المستمر، فإن هذا يؤثر على علاقتهم سلبًا، في حين أنّ مراعاة المراهق، والتعاطف معه، وتفهم ما يمر به دون جرحٍ لمشاعره ودون إصدارٍ للأحكام عليه، يجعله لا يخشى التواصل مع أهله والحديث معهم في كل المسائل.^[٥]

التحدث عن الأمور الإيجابية

لا يجب أن يحصر الأهل حديثهم مع المراهق في المشاكل والمحاضرات، ويجب بدلاً من هذا تشجيع المراهقين على الحديث عن مسائل ومواضيع أخرى تتضمن جوانب إيجابية وتثير اهتمام المراهق؛ كالحديث مثلاً عن هواياته، وأحلامه، إلى جانب أمور ممتعة أخرى مثل الأفلام، والرياضة وغيرها.^[٦]

الاهتمام بغذاء المراهق

عندما يتناول المراهق الوجبات السريعة أكثر من الطعام المعد في المنزل والغني بالعناصر الصحية المفيدة؛ فإنّ هذا يؤثر على مزاجه بشكل سلبي، ويجعله مضطربًا، وسريع الانفعال، مما يجعله أكثر عنادًا وأقل تجاوبًا مع أهله واستماعًا لهم، ولهذا يجب تشجيع المراهق على تناول الغذاء المتوازن وتجنب الأطعمة الضارة قدر الإمكان.^[٣]