يميل العديد من المراهقين إلى التصرف بقلة احترام خلال مرحلة المراهقة، ويعتبر هذا الأمر من مشاكل المراهقة السلوكية الشائعة، والتي يقف وراءها العديد من الأسباب، والتي من بينها: تعرض المراهق للتغيرات النفسية والجسدية، ومعاناتهم من الضغوطات التي يفرضها عليهم الأهل والمجتمع، بالإضافة إلى تعرضهم للإهمال خلال سنوات المراهقة، ولا سيما من قبل الأهل،[١] وعلى الرغم من صعوبة هذه المشكلة، إلا أنه يمكن احتواؤها من خلال اتباع الطرق الصحيحة في التعامل مع المراهق قليل الأدب، والتي تساعد الأهل في تقويم سلوكه، والتخلص من مشكلة قلة الأدب والاحترام التي يعاني منها ابنهم، ومن هذه الطرق ما يلي:[٢][٣]
التزام الأهل بدورهم والتصرف كبالغين
عندما يعاني الأهل من مشكلة قلة الأدب عند ابنهم المراهق؛ فإنّ أول وأهم خطوةٍ في تعاملهم معه يجب أن تكون التزامهم بدورهم كأهل ومربين، لأنّ هذا يساعدهم على تعديل سلوك المراهق، وإبقاء الأمور تحت سيطرتهم، ومن الطرق التي يمكن للأهل اتباعها لضمان تحقق هذا ما يلي:
- الحفاظ على هدوء الأعصاب: الانفجار غضبًا على المراهق قليل الأدب لن يحل المشكلة أبدًا؛ بل قد يؤدي إلى تعقيدها أكثر، ولهذا على الأهل عند مواجهتهم موقفًا يُظهر فيه ابنهم المراهق قلة احترام، عليهم بذل جهدهم للحفاظ على هدوئهم أمامه، مثل مغادرة المكان، والتنفس بعمق.
- تنبيه المراهق لمرة واحدة: في كل مرة يتصرف فيها المراهق بقلة أدبٍ مع أهله، عليهم توجيه تنبيهٍ له لمرةٍ واحدة فقط، دون تكرار، ويجب إخباره في هذا التنبيه أنّ تكراره لتصرفهِ غير المقبول سيترتب عليه عواقب في المرات القادمة، ويجب على الأهل تطبيق هذه العواقب في حال لم يسمع كلامهم أو يأخذه على محمل الجد وكرر فعلته مرة أخرى.
- احتواء المراهق: كما ذكرنا سابقًا، فإن تصرف المراهق بعناد وبقلة أدبٍ مع أهله قد يقف وراءه العديد من الأسباب، والتي من بينها أيضًا وجود فراغٍ عاطفي في نفسه، يجعله يشعر بأنه غير محبوب، ولهذا على الأهل تعزيز تواصلهم مع ابنهم المراهق، عبر الاستماع لكل ما لديهِ لقوله، دون مقاطعة، بالإضافة إلى التأكيد له أنهم يحبونه حبًا غير مشروط، وموجودين دائمًا لأجله إذا أراد طلب مساعدتهم أو نصيحتهم، بالإضافة إلى ذلك، على الأهل انتقاد قلة الأدب التي تصدر من ابنهم المراهق، باعتبارها سلوكًا غير مقبول، وليس انتقاده شخصيًا.
- عدم الاستسلام: عندما يرضخ الأهل لابنهم المراهق ويفعلون ما يريده، لمجرد تصرفهِ معهم بقلة أدب، فإنّ هذا الأمر يجعله يعتقد أنه قادرٌ على الحصول على ما يريده منهم وقتما يشاء من خلال اتباع هذا الأسلوب معهم، ولهذا؛ على الأهل عدم الاستسلام أو التأثر بقلة الأدب الصادرة من ابنهم المراهق، والتزام موقفهم، والإصرار عليه، لجعل المراهق يغير من أسلوبهِ معهم.
تمثيل القدوة الإيجابية في مسألة الاحترام
من بين الأمور التي قد تدفع المراهق للتصرف بقلة أدب عيشهُ في وسطٍ أسري لا يتم فيه احترامه، ولا يحترم فيه أفراد العائلة بعضهم الآخر، أو حتى يحترموا الآخرين، ولهذا، على الأهل إذا ما أرادوا أن يتوقف ابنهم عن التصرف بقلة أدبٍ معهم مراجعة أنفسهم، والنظر في طريقة تعاملهم معه ومع غيره، وأن يلتزموا الاحترام والأدب دائمًا في جميع المواقف، قولاً وفعلاً، كي يكونوا قدوة له في سلوكه، ومن الأمور التي يجب على الأهل التركيز عليها في هذا السياق كذلك التوقف عن التحدث بالسوء عن الآخرين، والانتباه إلى الكلمات التي تصدر منهم في أوقات الغضب.[٤]
عدم خوض كل جدال مع المراهق
من أشكال تصرف المراهق بقلة أدبٍ مع أهله محاولتهِ اختلاق المشاكل معهم من خلال استفزازهم بالسلوك وبالكلام، وقد يشعر المراهق بأنه نجح في تحقيق ذلك عندما يتجاوب معه أهله بنفس الأسلوب، ولتجنب هذا الأمر، على الأهل اختيار معاركهم التي عليهم خوضها مع ابنهم المراهق قليل الأدب بحكمة، وعدم التأثر بمحاولات الاستفزاز البسيطة التي تصدر منه، ومن الطرق التي يمكن أن تساعد الأهل في ذلك قيامهم بتجاهل سلوك المراهق في مثل هذه الحالات، وعدم التجاوب معه، ليدرك أنه لا يستطيع التأثير عليهم من خلاله، ومن أشكال السلوك المستفز أو الذي قد يدل على قلة الاحترام، والتي على الأهل تجاهلها: صوت التأفف، ورفع الحاجبين، والتظاهر بالملل.
الثناء على السلوك الإيجابي
عندما يعتاد المراهق على تلقي ملاحظات وتعليقات الأهل على السلوكيات السيئة التي تصدر منه فقط، فإنه سيظن أنّ هذه شخصيتهِ بالفعل، ولن يكون قادرًا على تغيير سلوكياته، والتي يمكن أن تكون قلة الأدب من بينها، ولذلك على الأهل الحرص دائمًا على الموازنة في ملاحظاتهم بين السلوكيات الإيجابية والسلبية، من خلال الثناء على المراهق عندما يقوم بسلوكٍ جيد، وتكمن أهمية هذا الأمر في أنه يعزز من ثقة المراهق في نفسه، ويجعله يرى الجوانب الإيجابية في شخصيتهِ وينميها.[٤]
تطبيق العواقب
من الأخطاء الشائعة التي تصدر من الأهل في تعاملهم مع ابنهم قليل الأدب تهديده بالعقاب عندما يقوم بتصرفٍ غير مقبول، ثم تجاهل الأمر، كما لو كانوا لم يقولوا شيئًا؛ حيث يؤدي هذا الأمر إلى جعل المراهق لا يَردَعه رادع، ويصر على سلوكياتهِ أكثر، لأنه بات يعرف أنّ أهله غير جادين في مسألة العواقب وتطبيقها، ولتجنب هذا الأمر، على الأهل التصرف بجديةٍ تجاه مسألة معاقبة المراهق على قلة أدبه، ومن النصائح التي يمكن أن تفيدهم في الأمر ما يلي:
- عدم انتقاد أو إهانة المراهق عند تنفيذ العقاب، والقيام بدلاً من ذلك بالتوضيح له لماذا استحق العقاب، وما هو الشكل الذي سيتخذه.
- الحرص على ألا يكون العقاب شديد القسوة.
- تجنب استفزاز المراهق وإثارة أعصابه.
- اختيار عواقب قصيرة المدى وذات تأثير فعال في نفس الوقت، لضمان استفادة المراهق منها لتعديل سلوكهِ.
المراجع
- ↑ "WHY TEENAGERS SHOW RUDE BEHAVIOUR", ecoleglobale101.medium, Retrieved 22/9/2022. Edited.
- ↑ "Dealing With a Disrespectful Teen Who Talks Back", verywellfamily, Retrieved 22/9/2022. Edited.
- ↑ "12 Tips For Parents To Deal With A Disrespectful Teenager", momjunction, Retrieved 22/9/2022. Edited.
- ^ أ ب "Disrespectful Child or Teen? 5 Things Not to Do as a Parent", empoweringparents, Retrieved 22/9/2022. Edited.