تُعد مرحلة المراهقة من المراحل المحورية التي يمر بها الأبناء، حيثُ يتطلب بها المراهق معاملة خاصة، وعلاقة صحية تربطه بوالديه من أجل مساعدته ودعمه بالطريقة المُثلى، وعليه فقد جاء المقال أدناه ليُناقش معك علاقة المراهق بالوالدين وتأثيرها فيه، إلى جانب طرق توطيدها، وأخطاء قد تكون سببًا في خللها.
5 طرق لتوطيد علاقة المراهق بالوالدين
تكمن أهمية العلاقة مع المراهق في دور الوالدين في مساعدة المراهقين على التخلص من عاداتهم السيئة، وقد يظهر هذا جليًّا في سلوكياته وطريقة تعامله مع الأحداث من حوله، وعليه يُمكن النظر بالسطور الآتية التي توضح 5 طرق فعالة لبناء علاقة صحية بينهم:
قضاء وقت أطول معه
يميل المراهق إلى الانفصال عن عائلته في سن المراهقة، الأمر الذي يُشعره بالراحة والاستقلالية، لذا، فإنه يترتب على الوالدين تعزيز العلاقة بقضاء وقت أطول معهم من خلال ترتيب العديد من الواجبات المنزلية بعيدًا عن استخدام الهواتف النقالة أو مشاهدة التلفاز، مثل: تنظيف المنزل، أو زراعة بعض الأشجار في الحديقة، وغيرها.[١]
كما يُمكن مشاركة المراهق في التخطيط لنزهة عائلية من اختياره، فعلى سبيل المثال، يُمكن الطلب من أفراد العائلة جميعًا طرح اقتراحات لأماكن يُمكن الذهاب لها، واختيار المكان الذي يختاره المراهق بالاتفاق مع البقية، فهذا بدوره يُعزز العلاقة بينه وبين والديه، ويُضيف نوعًا من الراحة التي تمنحه المساحة الآمنة لنقاشهم، والحديث معهم.[١]
بناء قدوة حسنة له
يُمكن للسلوكيات والأساليب التي يتبعها الوالدان في حياتهما أن تترك أثرًا في طبيعة العلاقة بينهما وبينه، حيثُ يُفضل أن يكون الوالدان قدوةً حسنةً له، ومثالًا يُحتذى به في المبادئ الأساسية والركائز الرئيسية في الحياة، وهنا تكمن إجابة السؤال المطروح دائمًا (لماذا يكره المراهق أهله؟)، فمثلًا، من الصعب منع التدخين عند المراهق، ووالده يُدخن، أو منعه من أمور يفعلها والداه، فهذا قد يُشعره بالكره اتجاههم.[١]
وضع الحدود والقواعد
يعد بناء قائمة من القواعد الواضحة بهدوء وحزم أمرًا مهمًّا عند تعامل الوالدين مع ابنهم المراهق في المنزل، حيثُ تُوضح له هذه القواعد حدوده التي لا يُمكن له تجاوزها، كما ترسم له أُطر حريته غير المفتوحة، وهذا قد يبدو مزعجًا في البداية بالنسبة له، ولكنه مع الوقت سيعتاد عليه، وسيفهم لاحقًا أنّها كانت من باب حمايته.[١]
منح الاهتمام
يُعدّ الاهتمام أحد أبرز الأساليب التي تترك أثرًا نافعًا في العلاقة بين المراهق ووالديه، إذ إنّ الكثير من الحزم والأسلوب المتسلط، قد يُفقد الأهل ثقة ابنهم، وقد يبني حاجزًا بينهم يصعب تجاوزه لاحقًا، لذا فقد يحتاج الوالدان إلى إظهار مشاعرهم اتجاهه بين الحين والآخر، فمثلًا، يُمكن الثناء على إنجازه ومدحه، كما يُمكن مشاركته مقدار حبهم له واحترامهم لأفكاره.[٢]
الصراحة والانفتاح
يتكرر سؤال الأهل عادة: (ما هو تفكير المراهقين؟)، إذ تشغلهم الإجابة، لأنها تعتبر الوسيلة لمساعدتهم، لذا عليهم العلم أن المراهق في هذا السن يحتاج إلى الحديث المريح مع والديه، وذلك لأنّ لديه العديد من الأمور التي يحتاج إلى مناقشتها، كما أنّ هناك أمورًا وتغييرات فسيولوجية يحتاج الوالدان توضيحها له، وهذا لن يكون إلا بجلسات متكررة وحوار غني مبني على الصراحة والانفتاح.[٢]
5 أخطاء من الوالدين تؤثر سلبًا على علاقتهم مع المراهق
يُمكن لبعض السلوكيات المتبعة في المنزل أن تكون من أسباب الخلاف بين المراهق وأسرته؛ بما فيها الوالدان، وعليه فإنّ النقاط أدناه توضح 5 أخطاء من الوالدين تؤثر سلبًا على علاقتهما مع ابنهم المراهق:[٣]
- التوقعات السلبية
إذ قد يُفكر الوالدان بطريقة سلبية بابنهم المراهق، كما قد يبنون توقعاتً سلبيةً عديدةً بما يتعلق بإنجازهم، فمثلًا، قد يُفكرون أنّ ابنهم يُفكر في التدخين أكثر من الدراسة، الأمر الذي قد يدفعهم إلى معاملته بشكل سلبي والضغط عليه من ناحية دراسته بطريقة مفرطة بناء على هذا التوقع الذي قد يخلو من الصحة.
- الاطلاع المفرط على مصادر تربية خارجية
يُمكن أن يشعر الوالدان بقلة حيلتهما وعدم قدرتهما الجيدة على التعامل مع ابنهما المراهق معظم الوقت، مما قد يجعلهما يلجآن إلى القراءة المفرطة لكتب التربية المختلفة، واستشارة المختصين بهذا السن، وهذا لا يُعتبر أمرًا خاطئًا، إلا في حال استخدامه كبديل عن مشاعرهم الفطرية اتجاه ابنهم، وتعاملهم معه كآلات منفذة للأمور بعيدًا عن العاطفة.
- التركيز على الأمور الصغيرة غير المهمة
يُفضل أن يترك الوالدان القليل من الحرية لابنهم المراهق في بعض اختياراته التي لا تُعتبر مصيرية دون التركيز عليها، ومعارضتها دائمًا، فمثلًا، قد لا يُعجب الوالدان بقصة شعر ابنتهم المراهقة، أو اختيارها للملابس، إلا أنّها أمور يُمكن تجاوزها وفسح المجال للحرية فيها بدلًا من إثارة المشكلات الأسرية عند المراهق.
- تجاهل الأمور الكبيرة
قد تميل بعض الأسر إلى تجاهل الأمور الكبيرة التي تثير الشكوك من خلال تصرفات ابنهم المراهق، وهذا بدوره يُعتبر تصرفًا خاطئًا قد يزيد من تفاقم المشكلة لاحقًا، وقد يؤدي إلى وقوع المراهق بمشاكل أكبر، فمثلًا، لا يُمكن التغاضي عن شرب الكحول، أو التدخين المفرط.
- الحزم الشديد في التعامل
يُمكن أن يلجأ الوالدان إلى الحزم الشديد في التعامل مع المراهق في أثناء وقوعه في الخطأ، كما قد يخرج غضبهم وعصبيتهم بشدة، الأمر الذي قد يدفعهم لتصرفات غير مدروسة معه؛ كضربه مثلًا، وهذا يُعتبر أمرًا سلبيًّا للغاية؛ لأنّ أثره يدوم طويلًا، وقد يكون سببًا من أسباب مشاكل المراهقين النفسية، ومشاكل المراهق مع المجتمع.
تأثير علاقة المراهق بالوالدين على سلوكياته
يُمكن للعلاقة الصحية بين المراهق ووالديه أن تنعكس إيجابًا على سلوكياته، والنقاط الآتية توضح هذا التأثير:[٤]
- تحصيل أكاديمي مرتفع، ودرجات علمية متقدمة على المدى القريب والبعيد.
- قلة تأثر المراهق بالأمور السلبية المحيطة، وقلة تعرضه للمخاطر؛ كشرب الكحول، أو تعاطي المخدرات، وغيرها من المخاطر التي تهدد هذا السن.
- تحسين الصحة النفسية والعقلية لدى المراهق.
- زيادة الثقة بالنفس، وتعزيز السلوكيات الإيجابية مع المجتمع المحيط، مثل: التعاون والتعاطف مع الآخرين.
- احترام الذات، والسعادة، والرضا بظروف الحياة، والتعامل السليم معها.
المراجع
- ^ أ ب ت ث Christie Hopkins (23/1/2016), "Teenager Parent Relationship: How to Build a Healthy Relationship", PsychCentral, Retrieved 5/7/2023. Edited.
- ^ أ ب Dr. David Wolfe, "Tips for Building Healthy Relationships with Your Teenagers", camh, Retrieved 5/7/2023. Edited.
- ↑ Joanne Barker (21/3/2022), "5 Mistakes Parents Make With Teens and Tweens", WebMD, Retrieved 5/7/2023. Edited.
- ↑ "THE IMPORTANCE OF HEALTHY PARENT-TEEN RELATIONSHIPS", MIDDLE ME EARTH, 25/7/2022, Retrieved 5/7/2023. Edited.