تعزيز الثقة بالنفس عند المراهقين

طرق تعزيز الثقة بالنفس عند المراهقين

يتعرض كثيرٌ من المراهقين خلال مرحلة المراهقة إلى تدني مستوى الثقة بالنفس، بسبب حساسية المشاعر التي تواجههم، والتي قد تكون مفرطة في بعض الأحيان، مما يجعلهم يشعرون أنّهم أقل من الأقران والآخرين في العديد من الأمور، وقد يدفعهم هذا إلى العزلة الاجتماعية، والخوف من خوض التجارب الجديدة، التي تكسبهم مهاراتٍ حياتية هم في أمس الحاجة لها، والثقة بالنفس عند المراهقين أمرٌ قابلٌ للإصلاح والتعزيز، ويتحمل كلٌ من الأهل والمراهق مسؤولية ذلك، من خلال عددٍ من الطرق التي نستعرض أبرزها في النقاط التالية:^[١][٢]

طرق خاصة بالأهل

من أهم الطرق التي يُنصح الأهل باتباعها من أجل تنمية شخصية المراهق وتعزيز ثقته بنفسه ما يلي:

• تقديم الحب غير المشروط: يجب أن يشعر المراهق أنّ حب أهله له لا علاقة له بأي شيءٍ آخر، مثل المستوى الدراسي أو الشكل، ويعتبر هذا الأمر أول شرطٍ لبناء ثقة النفس عند المراهقين.
• مشاركة التجارب الخاصة: عندما يشارك الأهل تجاربهم الخاصة ذات المعاني الإيجابية والتي لها علاقة ببناء الثقة بالنفس خلال مرحلة المراهقة، فإن هذا سيساعد أولادهم المراهقين، ويجعلهم يتأكدون أنّ ما يمرون به من مشاكل ذات علاقة بالثقة بالنفس مؤقت، وأنهم قادرون على تخطيه.
• تشجيعهم على اكتساب المهارات: من المهم أن يُوجه الأهل أولادهم المراهقين إلى المهارات التي ستساعد في بناء شخصياتهم وتعزيز ثقتهم بالنفس، كما يتوجب عليهم أيضًا متابعة استمرارية المراهقين في تعلم هذه المهارات، وما إذا كان لها تأثير إيجابي فعلي عليهم.
• القدوة في الثقة بالنفس: عندما يكبر المراهق وسط عائلة تمتاز بالثقة بالنفس، فإنه حينها لن يواجه أي مشاكل في هذا الأمر، فالمراهق يعتبر والديه قدوة، ويتحلى بنفس شخصيتهما؛ لهذا من المهم التحلي بالثقة بالنفس أمامه دائمًا.
• الاستماع والإنصات: عندما يجري الأهل حوارًا ما مع المراهق، يجب أن يستمعوا له ولآرائه، وألا يقاطعوه أو يسخروا من كلامه، كما يجب على الأهل أخذ كلامه على محمل الجد، واللجوء للمراهق في بعض الأحيان لطلب النصيحة، بما يتناسب مع طبيعة الموقف، وذلك لتعزيز ثقته بنفسه، ولتشجيعهِ على طلبها منهم بدورهِ عندما يحتاجها.

طرق خاصة بالمراهقين

من الطرق التي يساعد اتباعها المراهقين على تعزيز ثقتهم بأنفسهم ما يلي:

• تجنب الشخصيات السامة: يجب أن يحيط المراهق نفسه بدائرة اجتماعية تتكون من الأشخاص الذين يحسنون معاملته، وأن يخرج منها كل الأشخاص الذين يتصرفون معه بطريقة مزعجة ومؤذية، كما يجب أن يختار المراهق أصدقاءه من الأشخاص الذين يساعدونه في الشعور بالرضا عن نفسه، والذين يمكنه أن يكون على طبيعته برفقتهم.
• تعزيز الإيجابية الذاتية: من الطرق التي يمكن استخدامها لتحقيق هذا كتابة الرسائل الإيجابية الموجهة للنفس، والتي يخاطب من خلالها المراهق نفسه، ويشجعها على البقاء على المسار الصحيح، والإبقاء على الثقة في مستوىً عالٍ.
• التخلص من وهم المثالية: من المهم أن يدرك المراهق أنه لن يكون قادرًا على تحقيق المثالية، هو وأي شخصٍ آخر، أبدًا؛ لأنها ليست من السمات البشرية، ولهذه الخطوة إيجابية كبيرة، تتمثل في أنها تساعد المراهق في الشعور بالرضا عن نفسه وعما يحققه.
• الإقدام على تحقيق الأهداف: تتولد الثقة بالنفس عند المراهق عندما يتعلم وضع الخطط لأهدافهِ وتنفيذها ومتابعة ذلك، فهذا الأمر يعلمه الاستمرار وعدم الاستسلام ببساطة، إلى جانب تعليمه النهوض بعد الفشل في كل مرة يتعثر فيها.
• الأعمال التطوعية: يساعد تطوع المراهق في هذه الأعمال على بناء احترامهِ لذاته واكتسابه احترام الآخرين، ولا يشترط أن يكون التطوع مع جهاتٍ مختصة، بل يمكن أن يكون في أمرٍ بسيط، مثل مساعدة أحدهم على الدراسة، أو تنظيف الحي.

أمور تدمر الثقة بالنفس عند المراهقين

تهتز ثقة المراهق بنفسه بسبب عددٍ من الأمور، والتي يجب معرفتها لتجنبها، وللتعامل مع المراهق بشكل صحيح، وتشمل ما يلي:^[٣][٤]

• المشاكل مع الأهل، والتي سببها تعريضهم المراهق بشكلٍ مستمر للإحباط، وعدم تهيئة الأجواء المريحة له خلال هذه المرحلة الحساسة، إضافة إلى المشاكل الأسرية، مثل الطلاق.
• عدم الثقة بالمظهر وشكل الجسم، والذي يؤدي لتزعزع صورة الذات، والنظر إليها نظرة دونية، باعتبار أنها أقل شأنًا من صورة الآخرين.
• التوقعات غير الواقعية، والمتمثلة بأهداف يعجز المراهق عن تحقيقها بسبب طبيعة المرحلة العمرية التي يمر بها، مما يجعله يستسلم ويعتقد أنّه فاشل.
• التعرض للسخرية والتنمر من قبل الأقران، وتصديق كلامهم الساخر.
• التعرض للصدمات في المراحل المبكرة من الحياة.
• اضطرابات المزاج، مثل الاكتئاب، والقلق.