طرق تقديم النصيحة للمراهق

خلال مرحلة المراهقة، تكون شخصية المراهق حساسة للغاية تجاه كل الأمور، وقد يصل به الأمر إلى الشعور بالحساسية تجاه النُصح والتوجيه المقدم له من الأهل، مما قد يدفعه أحيانًا إلى عدم تقبل ما يقال له، والتصرف كأنه لم يسمع شيئًا، وفي الحقيقة، يعتمد تقبل المراهق للنصيحة على عدة عوامل، من أهمها الأسلوب الذي يتمّ من خلاله توجيهها له، لهذا، نستعرض في السطور التالية عددًا من الطرق الفعالة التي يُنصح الأهل باتباعها عند تقديمهم النصيحة لابنهم المراهق:[١][٢]


الاستماع للمراهق أولاً

من المهم عند تقديم النُصح للمراهق جعله يدرك أنّ هذا الأمر منصبٌ لمصلحته، وعدم احتكار الأهل لجزئية الكلام والتعبير؛ بل يجب أيضًا إتاحة الفرصة للمراهق للتحديث والتعبير عمّا يدور في داخله، ومشاركة مجريات حياته إذا كان يرغب بذلك، دون تعريضهِ للضغوطات ودفعهِ مرغمًا إلى القيام بذلك.


إظهار التعاطف

من المهم ألا تتخذ عملية نصح وتوجيه المراهق منحىً هجوميًا، واستهتارًا بمشاعره، أو استهزاءً بما تعرض له، فعندما يحتاج المراهق لنصيحةٍ بخصوص مشكلة أو مسألة ما تزعجه، يجب إظهار التعاطف مع مشاعره وما يمر به، وبناء النصيحة على هذا الأساس، بهدف جعله يشعر بالأمان، وبهدف مساعدته بالشكل الصحيح لإيجاد الحلول لما يواجهه.


التركيز على إيجابيات المراهق

في الوقت الذي قد يظن فيه المراهق أنّ النصيحة الموجهة له تنتقص من شأنهِ، يجب الحرص على إظهار ومدح ما يتميز به من صفاتٍ وخصال إيجابية، وذلك لتعزيز ثقتهِ بنفسه، وجعلهِ يشعر بهذه الثقة أيضًا من جانب أهله، وتجدر الإشارة أنّ لهذه الطريقة العديد من الفوائد الأخرى، مثل تشجيع المراهق على السلوك السوي، وتقوية العلاقة معه.


ضبط الأعصاب والتحكم في العواطف

في بعض الأحيان، قد يقل المراهق من أدبه واحترامه خلال توجيه النصيحة له، وهنا يجب الحرص على عدم معاملتهِ بالمثل أبدًا، والحفاظ بدلاً من ذلك على الهدوء وضبط الأعصاب، لأن صبّ الغضب عليه لن يولد سوى الغضب من جانبه، أما في حال خروج الأمور عن السيطرة، وتجاوز المراهق لفقدان أعصابه، يجب التوقف حالاً عن الحديث، والانتظار لإجراء حديثٍ آخر عندما يهدأ.


توظيف لغة جسد الفعالة

من المهم أن يدرك المراهق عند تقديم النصيحة له أنه وكلامه في محط اهتمامٍ من أهله، ومن الطرق التي يمكن من خلالها تحقيق ذلك استخدام لغة جسدٍ مناسبة أثناء توجيه الكلام له، مثل الحفاظ على التواصل البصري، والتأكيد على كلامه من خلال هز الرأس، أو تغيير نظرة العينين حسب تغير المشاعر، وعلى الرغم من أنّ هذه الأمور قد تبدو بسيطة، إلا أنها فعالة لأقصى الحدود في جعل المراهق مُتقبلاً للنصيحة.


أخطاء شائعة عند تقديم النصيحة للمراهق

من الأخطاء الشائعة التي يقع فيها الأهل عند تقديمهم النُصح لابنهم المراهق وعليهم تجنبها قدر الإمكان ما يلي:[٣][٤]

  • الضغط على المراهق للاستماع إلى النصيحة بعد كل تجربةٍ يمر بها، وعدم السماح له بتجربة حل الأمور وتسوية المشاكل بنفسه أبدًا، خوفًا عليه، ولا سيما في الأمور البسيطة التي لا تتضمن عواقب خطيرة.
  • خصام المراهق عندما يظهر أي تصرفٍ متعجرف أو غاضب، وأخذ تصرفهِ بشكل شخصي، والتعامل معه على أساسهِ، من خلال التوقف عن التواصل معه ومتابعة مجريات حياتهِ.
  • الاستمرار بمقاطعة المراهق أثناء كلامه، وعدم منحه المساحة الكافية للتعبير عن نفسه وإبداء رأيه.
  • محاولة اقتحام خصوصية المراهق، والقيام بذلك من ورائه ودون علمهِ، اعتقادًا بأن هذا يساعد في تقديم النصيحة بشكلٍ صحيح له.


المراجع

  1. "Tips for Communicating With Your Teen", childmind, Retrieved 7/8/2022. Edited.
  2. "11 tips for communicating with your teen", unicef, Retrieved 7/8/2022. Edited.
  3. "10 Mistakes Parents of Teens Need to Avoid", psychologytoday, Retrieved 7/8/2022. Edited.
  4. "5 Mistakes Parents Make With Teens and Tweens", webmd, Retrieved 7/8/2022. Edited.