التعامل مع مشكلة عدم احترام المراهقين لأهلهم
قد يعاني كثيرٌ من الأهالي من مشكلة عدم احترام أولادهم المراهقين لهم، مما يصعب التواصل والتعامل معهم، وهناك العديد من الأسباب التي تقف وراء عدم احترام المراهق لأهله، ومنها: رفض المراهق تدخل أهله في حياته الخاصة، أو شعوره بالقلق والتوتر، بالإضافة إلى رغبته بالاستقلال عن أهله وتحكمهم، أو بسبب تأثير أقرانه عليه، ولا سيما من يتصرفون بنفس الطريقة مع أهلهم، كما أنّ كثيرًا من المراهقين في هذه الحالة يلجأون للتصرف بمثل هذه الطريقة مع أهلهم لأن تربيتهم لهم لم تغرس الاحترام فيهم منذ سنٍ مبكرة، أضف إلى ذلك أنّ نمو الدماغ عند المراهقين، وتعرضه للتغيرات خلال سن المراهقة، قد تلعب دورًا في جعل المراهقين لا يحترمون أهلهم، بسبب عدم قدرتهم على ضبط ردود أفعالهم، والتعامل بحساسية مبالغ بها مع مختلف المواقف،[١][٢] ويستطيع الأهل معالجة مشكلة عدم احترام أولادهم المراهقين لهم من خلال اتباع عددٍ من الطرق الخاصة عند التعامل معهم، والتي من أبرزها ما يلي:[٣][٤]
التعامل بحكمة مع الجدالات
إنّ دخول الأهل في جدال أو شجار مع المراهق الذي لا يحترمهم أمرٌ لا فائدة منه البتة؛ بل إنه يزيد المشكلة تعقيدًا ويصعب حلها أكثر، ولا سيما إذا رافق هذا الأمر ردود أفعال عنيفة، وقول أمور ستُشعر الأهل بالندم تجاهها في وقتٍ لاحق، ولهذا على الأهل ضبط أعصابهم عندما يتعمد المراهق إثارتها لدفعهم إلى الشجار معه، وعدم التجاوب معه في كل مرة يقلل فيها من احترامهِ لهم، وعلى الرغم من الصعوبة المتوقعة لتطبيق هذا الأمر على أمر الواقع، إلا أنه يساعد الأهل والمراهق على تجنب حصول خلافٍ بينهم، كما أنه يجعل المراهق يدرك مدى رشد أهله، وعدم استطاعته التلاعب بأعصابهم ومشاعرهم متى أراد.
وضع حدود للتعامل وتوضيح التوقعات
عندما يتهاون الأهل في وضع وتطبيق الضوابط والقواعد في المنزل، فإن تعامل أولادهم المراهقين معهم بقلة احترام وأدب يكون أمرًا مُتوقعًا؛ فالمراهق الذي ينشأ ويعيش في جوٍ أسري يفتقر إلى تطبيق القواعد التي تضبط سلوكه وتعامله مع أهله، لا يدرك مدى جدية أو أهمية الاحترام في حياته، وقد يغدو بالنسبة له أمرًا ليس بذا أهمية، وهناك عددٌ من العوامل المتصلة بمسألة ضوابط وقواعد التربية، والتي تؤدي بالمراهقين إلى التعامل بقلة احترامٍ مع أهلهم، وهي كالآتي:
- عدم الالتزام بتطبيق القواعد والضوابط في المنزل بشكلٍ دائم؛ وذلك من خلال تطبيقها ليوم واحد أو لفترة محدودة، ثم الرجوع إلى التساهل بها، ثم تطبيقها مرة أخرى، ثم التساهل بها، وهكذا على نفس المنوال.
- عدم تعاون الوالدين في مسألة تطبيق القواعد ووضع الحدود؛ بمعني أن يكون أحدهما صارمًا، ويكون الآخر متساهلاً، أو أن يتعمدا مخالفة بعضهما في تطبيق هذه القواعد على الأولاد عندما يختلفان.
- عدم التوضيح للمراهق ومصارحته بشكلٍ مباشر بخصوص ما يُتوقع منه اتباعهُ من القواعد التي عليه الالتزام بها، والتي يعتبر احترام الأهل من ضمنها، والتوقع منه في نفس الوقت الالتزام بها، وهو لا يدرك ما هي، أو مدى جديتها.
عدم أخذ المشكلة على محمل شخصي
كما ذكرنا سابقًا؛ فإن تعرض المراهقين للكثير من الضغوطات الخارجة عن سيطرتهم خلال مرحلة المراهقة، بما في ذلك التغيرات النفسية والجسدية، والهرمونات، ونمو الدماغ، يؤدي بهم في بعض الأحيان إلى إساءة الأدب عند تعاملهم مع أهلهم، وعلى الأهل في هذه الحالة تفهم هذه النقطة جيدًا، وعدم الشعور بالحقد تجاه المراهق، وأخذ ما يقوم به بشكل شخصي؛ لأن هذا يعني التركيز على المراهق نفسه وليس على مشكلته التي تتطلب حلاً، كما أنّ تصرف المراهق بعدم احترام مع أهله قد يكون بسبب شعوره بالخوف وعدم الطمأنينة خلال هذه المرحلة الحساسة من حياته، وعدم تجاوب أهله مع مشكلته بالشكل الصحيح قد يؤدي إلى تفاقم هذا الشعور، وإطالة تأثيرات هذه المشكلة، بدل أن تكون مؤقتة.
الثناء على المراهق
عندما يلاحظ المراهق أنّ أهله لا يركزون إلا على تصرفاته السيئة والجوانب السلبية من شخصيته؛ فإنه في هذه الحالة قد يلجأ للتعامل معهم بقلة احترام وبالتصرف بعناد، كطريقةٍ منه للتعبير عن انزعاجه من هذا الأمر، ولهذا من المهم جدًا على الأهل أن يلحظوا الجوانب الأخرى في شخصية المراهق، ولا سيما الجوانب الإيجابية، ويظهرون له أنهم يدركونها جيدًا ويقدرونها، من خلال الثناء عليه، ومدحه، والتعبير عن الفخر به، عندما يصدر عنه سلوكٌ جيد، فهذا الأمر يسهم في تقوية العلاقة بين المراهق وأهله، ويزيد من احترامهِ لهم.
تمثيل القدوة الحسنة في حياة المراهق
هناك من الأهالي من يصابون بالدهشة عندما يعاملهم أولادهم المراهقون بقلة احترام، رغم أنهم هم أنفسهم يعاملون الآخرين، سواءً أكانوا مقربين من أفراد العائلة أو غيرهم، بقلة احترامٍ أيضًا؛ فعندما يفتقر الأهل إلى الاحترام في التعامل والسلوك، فإنه من المتوقع أن يكتسب المراهق هذا الأمر منهم كذلك، فهم القدوة الأولى والأساسية في حياته، ومنهم يتعلم كل شيء، ومن ضمنه التعامل باحترام، ولهذا، على الأهل إذا ما أرادوا تنشئة أولادهم المراهقين ليكونوا محترمين معهم ومع غيرهم، التزام الاحترام في كل المواقف، وأن يتصرفوا فيها تمامًا كما يرغبون أن يتصرف معهم أولادهم ومع الآخرين.
المراجع
- ↑ "Disrespectful behaviour in pre-teens and teenagers", raisingchildren, Retrieved 13/9/2022. Edited.
- ↑ "Disrespectful Kids and Teens: 5 Rules to Help You Handle Their Behavior", empoweringparents, Retrieved 13/9/2022. Edited.
- ↑ "6 Tips That Will Help You Deal With Teenage Disrespect", parentingteensandtweens, Retrieved 13/9/2022. Edited.
- ↑ "How to Deal With a Disrespectful Teenager: 10 Tips for Frustrated Parents", daniel-wong, Retrieved 13/9/2022. Edited.