تُعد تربية الأبناء في سن المراهقة بشكلٍ عام من الأمور التي تُشكّل تحديًا صعبًا أمام الآباء والأمهات، كما يُعتبر سن 14 عامًا تحديدًا عند الأبناء الذكور سن مهمًا جدًا تحدث فيه العديد من التغيّرات الجسدية والنفسية بسبب البلوغ، مما يزيد من صعوبة التعامل مع الطفل، ولكن فيما يأتي إليك أبرز النصائح التي يُمكن الاستفادة منها للتعامل مع الطفل في هذا السن:
التواصل الفعّال والمستمر مع الطفل
يُصبح الطفل في عمر 14 عامًا معرضًا أكثر لمواجهة مواقف وتجارب جديدة، خاصًة لدخوله المدرسة الثانوية في بداية هذا العمر تقريبًا، لذا تُصبح الحاجة إلى التواصل الفعّال والمستمر معه في غايّة الأهمية؛ لتوعيته في كل ما يتعلق بالحفاظ على سلامته بشكلٍ عام وكيفية التعامل مع أي مشكلة قد يتعرّض لها، مثل ضغط الأقران أو التنمّر، وكذلك التعامل مع أي سلوك خطر يُمكن أن يُجربه، مثل التدخين، مع شرح العواقب المترتبة على ذلك.[١]
التحلي بالصبر والهدوء عند التعامل مع الطفل
يمر الطفل في عمر 14 عامًا بالكثير من التغيّرات الهرمونية والبيولوجية، مما يُؤثر على طريقة تفكيره واتخاذه للقرارات، وكذلك على مشاعره، بحيث تظهر عليه الكثير من الانفعالات العاطفية والاندفاعية والتقلّبات المزاجية، وغير ذلك.[٢]
لذا من المهم جدًا تفهّم ما يمر به الطفل، والتحلي بالصبر عند محاولة تعديل أي سلوك سلبي يتصرّف به، مع منحه وقتًا للتفكير في تصرّفاته ومراجعة نفسه، بالإضافة إلى التحلي بالهدوء عند التعامل معه وتجنب الصراخ أو الجدال، والتغاضي عن بعض السلوكيات غير المرغوب فيها والشائعة بين المراهقين في هذا العمر، مثل هزّ الكتفين أو التظاهر بالملل عند التحدّث معهم.[٢]
منح الطفل الخصوصية التي يحتاجها ضمن حدود معينة
في عمر 14 عامًا، سُيظهِر الطفل حاجة أكبر للحصول على المزيد من الاستقلالية والخصوصية، لذا من المهم أن يُراعي الوالدان ذلك، ويمنحانه المساحة الخاصّة التي يحتاجها ضمن حدود وقواعد معينة.[٣]
يجدر الذكر أنّ بعض الأطفال في هذا العمر قد يُظهرون عدم الاحترام للوالدين، ويبدأون بالشعور أنّهم يعرفون كل شيء، وأنّهم يستحقون الحرية والاستقلالية دون أيّة ضوابط، ولكن هنا يجب التعامل مع الطفل في هذه الحالة بحذر وعدم الاستجابة لجميع تصرّفاته، مع التوضيح له أنّه لا يُمكنه الحصول على أيّة امتيازات يُريدها، مثل الاستقلالية والحريّة، إلّا بضوابط، مع إظهاره تحمّل المسؤولية وإنجاز المهام المطلوبة منه واحترام والديه.[٣]
وضع قواعد واضحة ومُتسقة لتعديل سلوك الطفل
يُنصح بوضع قواعد وحدود واضحة للتعامل مع المشاكل السلوكية عند الطفل المراهق، مع ضرورة توضيح العواقب المُترتبة على تجاوز هذه القواعد وعدم الالتزام بها، ومتابعة تنفيذها في حال تصرّف الطفل بطريقةٍ غير صحيحة.[٢]
دعم الطفل والاهتمام به وتلبية احتياجاته
يُظهر الأطفال المراهقين في عمر 14 عامًا حاجة أكبر للحصول على القبول والدعم من الآخرين، وفي حال لم يحصلوا على ذلك من قِبل والدين، فقد يُؤدي ذلك إلى ضعف شخصية الطفل المراهق، وقد يلجأ إلى الحصول على القبول والدعم من خلال التواصل مع أشخاص غرباء قد يكونون غير أكفّاء.[١]
لذا من المهم تلبية احتياجات الطفل وتقديم الدعم الكافي له والاهتمام به، مع الحرص على قضاء الكثير من الوقت معه والتحدّث إليه والاستماع إلى مخاوفه والتعرّف على مشاكله، كما تجدر الإشارة إلى أنّ السلوك غير المحترم عند الطفل في هذا العمر قد يكون وسيلة لجذب الانتباه وعلامة على عدم تلبية احتياجاته العاطفية.[٢]
المراجع
- ^ أ ب Sherri Gordon (10/3/2022), "14-Year-Old Child Development Milestones", verywellfamily.com, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث Rohini Radhakrishnan (2/7/2021), "How Do I Deal With My 14-Year-Old Son?", medicinenet.com, Retrieved 6/3/2023. Edited.
- ^ أ ب "Your Son at 14: Milestones", webmd.com, 4/5/2021, Retrieved 6/3/2023. Edited.