تعتبر الدراسة من الضروريات بالنسبة للمراهقين، فهي أساس تمتعهم بمستقبل آمن من جميع النواحي، ولا سيما من النواحي المادية،[١] ولكن على الرغم من ذلك، يوجد من المراهقين من يكرهون التعلم، ومن أبرز أسباب كره الدراسة عند المراهقين: عدم إدراكهم لأهميتها الحقيقية، واعتقادهم بأنها مملة، إلى جانب شعورهم بالدونية عند مقارنة أنفسهم مع أقرانهم من المراهقين المتفوقين، ولا شكّ أنّ كره المراهقين للدراسة من المشاكل التي يعاني منها الأهل، وللتعامل مع هذه المشكلة واحتوائها، نقدم عددًا من الحلول المقترحة، والتي نستعرضها في النقاط التالية:[٢][٣]


مشاركة التجارب الواقعية مع المراهق

عندما يكون المراهق كارهًا للدراسة، ومعتقدًا بأنها غير ممتعة، فإنه من غير المجدي أن يحاول الأهل إقناعه بعكس ذلك، من خلال إخباره أنها ممتعة، بل عليهم في هذه الحالة أن يكونوا صادقين مع أنفسهم ومع المراهق، من خلال مشاركة تجاربهم المماثلة معه، وإخباره عمّا كانوا يعانون منه بسبب الدراسة، وكيف أنهم على الرغم من ذلك واظبوا عليها بسبب أهميتها الكبيرة في الحياة، بالإضافة إلى ذلك، تساعد مصارحة المراهق بخصوص الدراسة في تعليمهِ أحد دروس الحياة المهمة، وهي أنّ الفرد يضطر في كثيرٍ من الأحيان إلى القيام بأمورٍ لا يعتبرها ممتعة، أو لا يحب القيام بها من الأساس، ولكنها مهمةٌ جدًا كي تستمر الحياة، ويستفيد من الفوائد والأمور الإيجابية التي تجلبها له.[٤]


تحويل الفشل إلى نجاح

أول خطوةٍ على الأهل القيام بها، لتحويل فشل المراهق الذي لا يحب الدراسة إلى نجاح، هي تجنب لومه، أو توبيخه، أو معاقبته عندما لا يكون تقييمه الأكاديمي بالمستوى المطلوب، والقيام بدلاً من ذلك بالجلوس معه، وخوض نقاشٍ بكل هدوء عن الأمر، وعلى الأهل في هذه الحالة سؤال المراهق عمّا يشعر به تجاه أدائه المتدني في المدرسة، وما هو موطن الخطأ بالتحديد، وبعد ذلك على الأهل والمراهق التعاون فيما بينهم لوضع خطة للدراسة، تساعد المراهق على تحسين أدائه في المرات القادمة، ولا بدّ من التأكيد في هذا السياق على ضرورة اشتراك المراهق وأهله معًا في حل مشاكل الدراسة التي يعاني منها المراهق، وألا يكتفي الأهل بالطلب من المراهق بذل جهدٍ أكبر في المرات القادمة فقط، دون اقتراحٍ للحلول، لأن المراهق قد يكون قد بذل أقصى جهدٍ له بالفعل، ولكنه على الرغم من ذلك لم ينجح، ومطالبته ببذل جهدٍ أكبر قد يزيد من المشكلة تعقيدًا، ويمنعه من الإصغاء إلى أهله.[٤]


تجنب إثارة التوتر والضغوطات عند المراهق

هناك من الأهل من يعتقدون أنّ حل مشكلة كره المراهق للدراسة يكمن في تذكيرهِ بها دائمًا، وتحفيزهِ عليها باستخدام الضغوطات، التي تثير لديه التوتر، وهذه الطريقة خاطئةٌ كليًا، ولا تجلب سوى نتائج سلبية، من أبرزها التسبب بالإجهاد النفسي للمراهق، ولهذا على الأهل تجنب هذا الأسلوب نهائيًا، لأن المراهقين بطبيعة الحال ينفرون أكثر من الدراسة إذا شعروا أنهم مجبرون عليها بالإكراه.


مشاركة المراهق في الدراسة

إنّ من الطرق التي تساعد في احتواء مشكلة كره التلميذ المراهق للدراسة مشاركتهُ فيها، وعلى الرغم من أنّ بعض الأهل قد يجدون صعوبةً في تطبيق هذه الخطوة، بسبب عدم معرفتهم الكافية بالموضوعات التي تتضمنها المناهج الدراسية الخاصة بالمراهق، إلا أنه بإمكانهم في هذه الحالة الاستفادة من هذه النقطة، والطلب من المراهق أن يشرح لهم هذه الموضوعات، كشكل من أشكال مشاركتهِ في الدراسة، وتعزيز ثقتهِ بنفسه بخصوص قدراتهِ الدراسية.[٤]


عدم مبالغة الأهل في هوس الأداء المدرسي المتفوق

هناك من المراهقين من يكرهون الدراسة نتيجة هوس أهلهم المبالغ به بخصوص أدائهم في المدرسة، والعلامات التي يحصلون عليها، والوقت الذي يمضونه في الدراسة، وعلى الأهل في هذه الحالة أن يخففوا من حدة هذا الهوس، لما له من آثار سلبية على المراهق ونظرتهِ إلى الدراسة والحياة المدرسية، وعلى الأهل أن يعوا جيدًا أنّ الحياة لا تتمحور فقط حول الأداء في المدرسة، فالمراهق قد تكون له اهتماماتٌ أخرى غير الدراسة، ومواهب وأحلام مميزة من الصعب أن تكون لدى المراهقين الآخرين، ولا بدّ من الإشارة إلى أنّ مبالغة الأهل في هوسهم بخصوص تجاه أداء المراهق في المدرسة يضعف من العلاقة بينهم، ويحرم المراهق في بعض الأحيان من امتلاك الدوافع والحوافز الذاتية المُشجعة على الدراسة، باعتبار أنّ كل شيء متعلق برغبات الأهل وميولهم.


تشجيع النشاطات المحفزة لهرمون السعادة

يُعرف الدوبامين بأنه هرمون السعادة، وله العديد من الفوائد، مثل تحسين الصحة العقلية والحالة المزاجية، إلى جانب وجود علاقة بينه وبين تحسين الوظائف المعرفية في الدماغ، ولهذا يُنصح الأهل الذين يعانون أولادهم المراهقين من مشكلة كره الدراسة، بتشجيعهم على الأنشطة الجسدية التي تساعد في إفرازه، مثل ممارسة التمارين الرياضية، حيث يساعد الدوبامين في التحفيز على التعلم، وتحسين الأداء في المدرسة بشكل عام.


المراجع

  1. "Importance of Studies- A Teenager Perspective", indianbroadcastnetwork, Retrieved 17/10/2022. Edited.
  2. your teenager is struggling,your child to work on. "How to Motivate Teenager to Study Using Brain Science", parentingforbrain, Retrieved 17/10/2022. Edited.
  3. "Do Your Children Dislike Studying? Here Are 9 Things You Can Do", daniel-wong, Retrieved 17/10/2022. Edited.
  4. ^ أ ب ت "How to Help Your Teen Like Studying", drrjjackson, Retrieved 17/10/2022. Edited.