يعاني الكثير من الأهالي من مشكلة عدم استماع أولادهم المراهقين لهم، والتي يقف وراءها الكثير من الأسباب، والتي من أبرزها: محاولة المراهق إثبات نفسه واستقلاليته، إلى جانب رغبتهِ في لفت انتباه أهله ونيل اهتمامهم، ومعاناتهِ من مشكلة تجاهلهم له، بالإضافة إلى المشاكل النفسية والمخاوف العديدة، التي يحتفظ بها نفسه، ويرفض مشاركتها مع أهله، ويصبح بسببها مشغول البال ومهمومًا،[١][٢] أما علاج مشكلة عدم استماع المراهق لأهله، فهو أمرٌ ممكن، ويعتمد على اتباعهم عددًا من الأمور في تعاملهم معه، والتي نستعرض أهمها في العناوين التالية:[٣][٤]


توضيح قواعد السلوك للمراهق

في كثيرٍ من الأحيان، يكون السبب وراء عدم سماع المراهق لكلام أهله وتنفيذ ما يطلبونه منه أنه لا يدرك جدية هذا الأمر، ولا يعلم ببساطة أنه عليه فعل ذلك، بسبب غياب القواعد والضوابط التي يحددها الأهل لأولادهم في المنزل، لهذا، يجب على الأهل قبل توقع تجاوب المراهق معهم، العمل على تحديد عددٍ من القواعد والحدود الخاصة بالسلوك، والتي عليه الالتزام بها وعدم تجاوزها، والتأكد من توضيحها للمراهق وشرحها، إلى جانب متابعة تطبيقها، وتطبيق أي عقوبة تترتب على مخالفتها.


تعليم المراهق مهارة الاستماع النشط

قد يعاني المراهق من عدم التركيز وتشتت الانتباه عندما يتكلم معه أهله، ويخبرونه بأمورٍ مهمة، أو يطلبون منه القيام بمهمةٍ معينة؛ الأمر الذي قد يعيقه عن الاستماع لهم، ولعلاج هذه المشكلة، يجب على الأهل تعليم المراهق مهارة الاستماع النشط، والذي يقصد به تعويد المراهق على الاستماع للكلام الموجه له وفهمهِ بشكلٍ كاملٍ واستيعابه، ومن الطرق الفعالة لتعليمهِ هذه المهارة استخدام أسلوب تكرار الكلام؛ أي الطلب من المراهق في كل مرة يُوجهُ له فيها الكلام تكرار ما تمّ قوله له، للتأكد من أنّه قد استوعب ما قيل له، ولن يتجاهله لاحقًا.


الاستماع للمراهق واحترامه

من المعروف أنّ الأهل يمثلون القدوة الأولى للمراهق في كلِ شيء تقريبًا، بما في ذلك استماعهم له وللآخرين أو عدمه؛ ولهذا، إذا كان الأهل يعانون من مشكلة عدم استماع أولادهم المراهقين لهم، فيجب أن يقوموا بمراجعة أنفسهم أولاً، لرؤية ما إذا كانوا هم أنفسهم يستمعون لهم ولغيرهم، لأن المراهق قد يتجاهل كلام أهله إذا لاحظ أنهم يهملونه ولا يستمعون لكلامه، كما قد يتجاهلهم بسبب ملاحظة تجاهلهم للآخرين عند تفاعلهم وتواصلهم معهم اجتماعيًا، ولهذا، يجب أن يحرص الأهل على تخصيص الوقت للتحدث مع المراهق والاستماع إليه، بالإضافة إلى أنه يجب عليهم الاستماع للآخرين واحترامهم في كل المواقف الاجتماعية.


تعزيز السلوك الإيجابي

من أشكال تعزيز السلوك الإيجابي عند المراهقين منحهم المكافآت والثناء عليهم عندما يقومون بأمرٍ جيد، ويمكن تطبيق هذا الأمر لعلاج مشكلة عدم استماع المراهق لأهله، من خلال العمل على تعزيز سلوكهِ بالثناء أو بالمكافآت البسيطة عندما يستمع لكلامهم، لتحفيزه على تكرار هذا السلوك في المرات القادمة.


تجنب انتقاد المراهق

يؤدي انتقاد الأهل لسلوك المراهق، ولا سيما الانتقاد الهدّام واللاذع، إلى إغلاقه لباب التواصل مع أهله، وجعلهِ مراهقًا عنيدًا؛ فالمراهقون يشعرون بالحساسية تجاه الانتقادات والأحكام التي يوجهها الأهل لهم، لدرجة التجاوب معها في كثيرٍ من الأحيان بالتوقف عن الاستماع لهم، للتعبير عن استيائهم ورفضهم لها، ولهذا يجب على الأهل أن يكونوا حكماء في توجيه أولادهم المراهقين، واختيار الكلمات والأساليب المناسبة، التي تضمن تجاوبهم معهم، ولا تُنفرهم.


المراجع

  1. "5 Reasons Why Teenagers Don’t Listen", allprodad, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  2. "Reasons why Children disobey their Parents", slideshare, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  3. "7 Ways to Get Teenagers to Actually Listen to You", psychologytoday, Retrieved 19/9/2022. Edited.
  4. "Correcting Behavior in a Child Who Won't Listen", verywellfamily, Retrieved 19/9/2022. Edited.