يتعرض الكثير من المراهقين في مرحلة المراهقة لمشكلاتٍ نفسية، يقف وراءها العديد من الأسباب، والتي من أبرزها: المعاناة من التنمر، والتعرض للصدمات المبكرة، والوقوع ضحية للعنف بمختلف أشكاله، بالإضافة إلى العوامل الوراثية، والإصابة بالأمراض المستعصية، وتناول المواد المحظورة، وغيرها مما يؤثر سلبًا على المراهق في مراحل حياته المبكرة، وبعد دخوله مرحلة المراهقة،[١] وترتبط إصابة المراهقين بالمشكلات النفسية بعددٍ من المؤشرات العامة، التي يمكن أن تساعد الأهل على الانتباه إلى أنّ خطبًا ما يعاني المراهق منه، ومن الأمثلة على هذه المؤشرات: التقلبات المزاجية، وتراجع الأداء المدرسي، وإهمال النفس والنظافة الشخصية، وفقدان الثقة بالنفس، وتجنب التواصل مع الأصدقاء والأهل،[٢] وفي العناوين التالية، نستعرض عددًا من أهم المشكلات النفسية التي يعاني منها المراهقون:[٣][٤]
اضطرابات الأكل
حسب نتائج دراسة قام بها المعهد الوطني للصحة العقلية (بالإنجليزية: Editing National Institute of Mental Health) في الولايات المتحدة الأمريكية؛ فإن 2.7% من المراهقين بين سن 13-18 عامًا يعانون من اضطرابات الأكل، كما صرحت منظمة التحالف الوطني للمرض العقلي (بالإنجليزية: National Alliance on Mental Illness) أنّ اضطرابات الأكل تعد مشكلة نفسية شائعة جدًا، يعاني منها الأفراد في مرحلة المراهقة، وفي أوائل العشرينات من أعمارهم، وكثيرًا ما يتم تجاهل تشخيص إصابة الرجال والمراهقين من الفتيان بهذا النوع من الاضطرابات، بسبب شيوع الإصابة به أكثر بين المراهقات والنساء، أما أشكال اضطرابات الأكل، فهي عديدة، وتشمل كلاً من: اضطراب نهم الطعام، وفقدان الشهية العصابي، والشره المرضي العصبي، وتُسبب اضطرابات الأكل، في حال لم يتم علاجها عند المختصين، مخاطر صحية جسيمة، مثل: البدانة، ونقص التغذية، وحتى الوفاة المبكرة.
اضطرابات القلق
وفقًا لإحصاءات منظمة الصحّة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization)؛ فإن ما نسبته 5% من المراهقين، بين سن 15-19 عامًا، يصابون باضطرابات القلق، مما يجعل من هذه المشكلة النفسية أول وأكثر المشاكل من هذا النوع انتشارًا بين المراهقين، ولاضطرابات القلق العديد من الأنواع، والتي منها اضطراب القلق الاجتماعي (الرهاب الاجتماعي)، والذي يجعل المراهق يتجنب المواقف الاجتماعية والتواصل والتفاعل مع الآخرين، بالإضافة إلى ذلك، تؤثر اضطرابات القلق سلبًا على حياة المراهق بشكلٍ كامل، وعلى كافة الأصعدة، بما في ذلك الجوانب الشخصية، وحتى أدائه في المدرسة، وتواصله مع أصدقائه، كما أنها تثير في نفسه الخوف الدائم، حتى من الأشياء العادية التي لا تمثل أي خطورة في الأوضاع العادية، ويمكن علاج مثل هذه الاضطرابات عبر العلاج بالكلام، الذي يعلم المراهقين طرق التحكم بالقلق وضبطه، أما أعراض اضطرابات القلق ومؤشراته فتشمل الآتي:
- اضطرابات النوم.
- الشعور بالإعياء والتعب.
- اضطراب المعدة.
- التشاؤم في مختلف الأمور، وتوقع حدوث الأسوأ دائمًا.
- الشعور بالتوتر، والغضب، والخوف.
- الشعور بضيق التنفس، وضربات القلب المتسارعة.
اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط
تُسمى هذه المشكلة النفسية الشائعة بين المراهقين أيضًا بقصور الانتباه وفرط الحركة، ويعاني منها 9% من المراهقين الذين تبلغ أعمارهم 14-17 عامًا، وقد لا يتم تشخيص الإصابة بها إلى حين بلوغ الطفل سن 4 سنوات، وهناك حالاتٌ يتم تشخيص الإصابة بها حتى بلوغه سن المراهقة، لتبدأ تأثيراتها بالظهور عليه، والتسبب في مشاكل عديدة، مثل تدهور أدائه في المدرسة، وصعوبة التركيز، والاكتئاب، والقلق، أما علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط؛ فهو متاحٌ بالأدوية المخصصة لمثل هذه المشكلة، ولكن يجب على أهل المراهق المصاب بهذا الاضطراب المشاركة أيضًا في عملية العلاج، من خلال تقديم الدعم الأسري وتحمل الحالة التي يعاني منها المراهق، والتعامل معه بصبر، وتشمل أعراض قصور الانتباه وفرط الحركة ما يلي:
- التهور في التصرفات دون التفكير في العواقب.
- عدم القدرة على الانتباه للآخرين أو التركيز بشكل عام.
- بطء فهم واستيعاب المعلومات.
- مقاطعة كلام الآخرين، والتحدث كثيرًا.
- صعوبة الجلوس لمدة طويلة.
- عدم القدرة على إكمال المهام والواجبات المدرسية.
- سرعة الشعور بالملل.
- العبث في كل شيء.
الاكتئاب
أظهرت الدراسات أنّ 3% من المراهقين في العالم، الذين تتراوح فئتهم العمرية بين 15-19 عامًا، يصابون بالاكتئاب؛ الأمر الذي يجعل منه ثاني أكبر مشكلة نفسية يعاني منها المراهقون، كما أنه يُعد من أبرز مشاكل الفتيات المراهقات تحديدًا، بسبب ارتفاع مستوى الإصابة به بينهن مقارنةً بالفتيان، ويسبب الاكتئاب للمراهقين تقلباتٍ مزاجية حادة، كما أنه يفقدهم الرغبة والدافع للقيام بأي شيء، ويولد فيهم مشاعر الاستسلام والعزلة، وعلى الرغم من أنّ اكتئاب المراهقة قابلٌ للعلاج؛ إلا أنه يصبح مشكلة نفسية خطيرة في حال تمّ إهماله، أما عن مؤشرات وعلامات الإصابة بالاكتئاب بين المراهقين، فمن أبرزها ما يلي:
- فقدان القدرة على التركيز.
- اضطرابات النوم والأكل.
- الإصابة بالآلام والوعكات الصحية.
- فقدان الاهتمام في ممارسة الهوايات والاهتمامات، وحتى التواصل مع الأصدقاء.
اضطراب المعارض المتحدي
يتم تشخيص واكتشاف الإصابة بهذا الاضطراب في السنوات المبكرة من حياة المراهق، وتحديدًا في الصفوف الأولى من المدرسة الابتدائية، ولكن اهماله وتركه دون علاج يؤدي إلى تفاقمه وامتداد تأثيره حتى مرحلة المراهقة، ويمتاز اضطراب المعارض المتحدي بأنه مشكلة نفسية شائعة عند المراهقين يصاحبها سلوك عدواني عنيف، وقد أظهرت دراسة تابعةٌ للأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين (بالإنجليزية: American Academy of Child and Adolescent Psychiatry) أنّ ما نسبته 1-16% من المراهقين يعانون من اضطراب المعارض المتحدي، الذي يؤدي بالمراهق إلى ممارسة العنف الجسدي واللفظي، والاتسام بالعناد الشديد للغاية، إلى جانب تولد مشاعر الحقد في نفسه؛ الأمر الذي ينفر الآخرين منه، ويجعله يعاني لتكوين العلاقات الصحية والحفاظ عليها.
المراجع
- ↑ "WHAT CAUSES MENTAL ILLNESS IN ADOLESCENCE", polaristeen, Retrieved 14/9/2022. Edited.
- ↑ "10 Early Warning Signs Your Teen Is Struggling With Mental Illness", sbtreatment, Retrieved 14/9/2022. Edited.
- ↑ "5 COMMON MENTAL HEALTH DISORDERS AMONG TEENS", turnbridge, Retrieved 14/9/2022. Edited.
- ↑ "Common Mental Health Issues in Teens", verywellfamily, Retrieved 14/9/2022. Edited.