السلوك العدواني عند المراهقين

أسباب السلوك العدواني عند المراهقين

يُعرف السلوك العدواني عند المراهقين على أنه أي فعل يهدف من خلاله المراهق إلى إلحاق الأذى بشخص آخر، أو حيوان، أو تخريب الممتلكات المادية، ومن الأمثلة على أشكال السلوك العدواني خلال مرحلة المراهقة: استخدام الأسلحة، والتدمير المتعمد للأشياء، ومحاولات أذية الغير، وغيرها،^[١][٢] ويقف وراء السلوك العدواني عند المراهقين عددٌ من الأسباب، والتي من المهم الاطلاع عليها لمساعدتهم على التخلص منها، ومن أبرز هذه الأسباب وأكثرها شيوعًا:^[٣][٤]

• اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه: يعتبر هذا النوع من الاضطرابات من الأسباب المؤدية للسلوك العدواني عند المراهقين المصابين به؛ فهو يدفهم للتصرف بدون تفكير في عواقب أفعالهم، مما يؤدي بهم في كثيرٍ من الأحيان إلى خوض الشجارات مع الآخرين أو أذيتهم.
• تأثير التكنولوجيا: هناك احتمالية في أن يكتسب المراهق السلوك العدواني بسبب طبيعة المحتوى العنيف الذي يطلع عليه من خلال الألعاب الإلكترونية، ومواقع التواصل الاجتماعي، والتلفزيون، والأفلام، والموسيقى، والإعلانات، وغيرها.
• صعوبات التعلم والصعوبات الاجتماعية: في بعض الأحيان، قد يعاني المراهقون الذين يعانون من صعوباتٍ في التعبير عن مشاعرهم بسبب ما يعانون منه من نقصٍ في المهارات الاجتماعية، ومهارات التواصل مع الآخرين، إلى جانب صعوبات التعلم، من القلق والإحباط بسبب وضعهم؛ الأمر الذي يؤجج فيهم مشاعر الاستياء، وقد يعبرون عنها بالسلوكيات العنيفة والعدوانية.
• البيئة المحيطة: عندما يعيش المراهق في بيئة يطغى عليها العنف والسلوك العدواني؛ فهناك احتمالية كبيرة أن يتأثر بذلك، ويتصرف بنفس الطريقة.
• اضطرابات السلوك: قد يميل المراهقون الذين يعانون من اضطراباتٍ في سلوكهم؛ أي أنّ سلوكياتهم غير سوية أو منضبطة بسبب الافتقار إلى التربية، إلى ممارسة العنف مع الآخرين والممتلكات، ويعتبر التنمر على الآخرين من أشكال اضطرابات السلوك عند المراهقين.
• العنف الأسري: يكتسب المراهق سلوكياته بشكلٍ مباشر من أهله؛ ولهذا، فإن المراهق الذي يعيش في أجواءٍ أسرية غير مستقرة، تسودها الخلافات العائلية والعنف، فإنه من المحتمل جدًا أن يمارس هو نفسه السلوكيات العدوانية.
• حساسية الطعام: يمكن أن تؤدي معاناة المراهق من الحساسية تجاه بعض أنواع الأطعمة إلى عدد من المشكلات في نفسيته وسلوكه، بما في ذلك السلوك العدواني، وفرط النشاط، والتعب، والتهيج المفرط، والقلق، ومن أكثر أنواع حساسية الطعام شيوعًا في هذا السياق: الحساسية من الغلوتين، والسكر، وفول الصويا، والذرة، ومنتجات الألبان، والمُحليات، والمواد الحافظة، والأصباغ الاصطناعية.
• ضغط الأقران: من المسببات الأخرى للسلوك العدواني عند المراهقين ضغط الأقران؛ بمعنى أن يتأثر المراهق بسلوكيات أصدقائه ورفاقه العدائية، ويسير على خطاهم في ذلك، وقد يشجع الأصدقاء المراهق للقيام بهذه السلوكيات أيضًا.
• التعرض لإصابات الرأس: هناك احتمالية في أن يعاني المراهقون الذين تعرضوا لإصابات في الرأس، سببت لهم ارتجاجًا أو تلفًا في الدماغ، من السلوكيات العدوانية؛ وذلك بسبب تأثير هذه الإصابات على المناطق التي تضبط المشاعر والتصرفات، مما يؤدي بالمراهقين في مثل هذه الحالات إلى فقدان القدرة على التحكم في حالتهم المزاجية، وقد يغدون بسبب ذلك مندفعين نحو أذية الآخرين والممتلكات.
• التعرض للاعتداء: من أشكال الاعتداء الذي قد يتعرض له المراهقون، ويصبح سلوكهم بسبب ذلك عدوانيًا وعنيفًا: الاعتداء الجسدي والاعتداء الجنسي.
• تعاطي المواد المحظورة: إنّ تعاطي المراهقين للمواد المحظورة يدمر وظائف المخ، ويؤدي بهم إلى أن يصبحوا عنيفين، بسبب التأثير السلبي لمثل هذه المواد على القدرة بالتحكم بالتصرفات والانفعالات.
• اضطرابات المزاج: أظهرت دراساتٌ أنّ هناك علاقة بين إصابة المراهقين بالاضطراب ثنائي القطب وبين السلوك العدواني، كما أظهرت دراسات أخرى ميل كثيرٍ من المراهقين المصابين بالاكتئاب إلى العنف والتصرف بعدوانية.

مؤشرات السلوك العدواني عند المراهقين

هناك عدد من العلامات التي قد يدل وجودها عند المراهق على أنه يعاني من مشكلة السلوك العدواني، وتشمل هذه العلامات ما يلي:^[٥][٦]

• انخراط المراهق في شجارات تتضمن عنفًا جسديًا.
• حمل المراهق للسلاح.
• غضب المراهق وفقدانه لأعصابه يوميًا.
• تعاطي المواد المحظورة.
• تخطيط المراهق للقيام بأعمال عنف.
• الاستمتاع بأذية الحيوانات.
• تخريب الممتلكات وإلحاق الأضرار بها.
• تهديد الآخرين، أو التخطيط لإلحاق الأذى بهم.
• ميل المراهق للسلوكيات التي تتضمن مخاطرة ومجازفة بغض النظر عن العواقب.

طرق التعامل مع السلوك العدواني عند المراهقين

تساعد الطرق التالية على تقويم أخطاء المراهق واحتواء السلوك العدواني عنده:^[٧][٨]

• إشعار المراهق بالاستعداد لمساعدته: أول خطوة في معالجة السلوك العدواني عند المراهق إشعاره أنّ مشكلته قابلة للعلاج، وأنّ هناك من يقف إلى جانبه، ويُنصح في هذه الحالة بعدم رفع سقف التوقعات إزاء ردة فعل المراهق عند إخباره بذلك، فقد يُظهر سلوكًا عدوانيًا ورفضًا لذلك، ولا يجب اتخاذ هذا الأمر ذريعة للاستسلام.
• الصراحة مع المراهق: يجب أن يتم توجيه الكلام بوضوح للمراهقين من أصحاب السلوكيات العدوانية بخصوص العواقب التي سيلاقونها في حال تكرار تصرفاتهم غير المقبولة والعنيفة، بالإضافة إلى أنه من الضروري متابعة تطبيق هذه العواقب بجدية، وعدم التهاون بها أبدًا.
• عدم مقابلة السلوك العدواني بالعنف: هناك من الأهل من يستجيبون للسلوكيات العدوانية الصادرة من المراهق بسلوكيات عدوانية، من باب المعاملة بالمثل، وليس لمثل هذا التصرف أي تأثير سوى أنه يولد مزيدًا من العنف، ويعقد من المشكلة التي يعاني منها المراهق، لهذا يجب الحفاظ دائمًا على الهدوء، وترك المراهق حتى يهدأ قبل التحدث معه.
• الاتحاد ضد السلوك العدواني: عندما يعاني والدان من مشكلة السلوك العدواني عند أحد أولادهم المراهقين، يجب على كلاهما الاتحاد لعلاج هذه المشكلة، ولا يجب أبدًا عليهما الانقسام بالمواقف، بحيث يقوم أحدهما بمحاولة تصحيح سلوك المراهق، في حين أنّ الآخر يدافع عنه، لأن هذا لن ينتج عنه سوى المزيد من المشاكل الأسرية والتعقيد في علاقة المراهق بأهله، ومواصلته في السلوكيات العدوانية.