يتعامل بعض الأبناء المراهقين بطريقةٍ غير لائقة مع والديهم، فقد يُسيئون إليهم لفظيًا، مثل شتمهم أو تهديدهم، وفي بعض الحالات جسديًا، مثل رمي الأشياء عليهم، أو رفع اليد للتهديد بضربهم أو حتى ضربهم فعليًا، وهنا على الوالدين تدارك الأمر ومعرفة الطريقة الصحيحة للتعامل مع أبنائهم المراهقين في هذه الحالة؛ حتى لا تتفاقم المشكلة أكثر من ذلك، وهذا ما نُقدمه لكم فيما يأتي:


محاولة معرفة الأسباب التي دفعت المراهق لضرب والديه

يجب أولاً على الوالدين محاولة معرفة وفهم الأسباب التي جعلت ابنهم المراهق يعتدي عليهما بالضرب ويُسيء معاملتهما، حيث يُساعد ذلك على حل المشكلة بشكلٍ جيّد، ومن أبرز الأمثلة على أسباب ضرب المراهق لوالديه ما يأتي:[١]

  • وجود مشكلة سلوكية عند المراهق، مثل تعاطي المخدّرات.
  • معاناة المراهق من أحد اضطرابات السلوك، مثل اضطراب التحدّي المُعارض.
  • تأثّر المراهق بالبيئة المحيطة وسلوك البالغين العنيف بشكلٍ عام من حوله.
  • عدم امتلاك المراهق مهارات جيّدة في التواصل والتعامل مع الآخرين.
  • عدم شعور المراهق بالاستقرار والأمان الأسري.[٢]
  • معاناة المراهق من ضغوط نفسية بسبب وجود مشاكل في الدراسة عنده أو بسبب تعرّضه للتنمّر أو غير ذلك.[٢]




يُنصح لتحديد الأسباب بشكلٍ أفضل التحدّث مع المراهق وقضاء بعض الوقت معه عندما تكون العلاقة مستقرّة، ولا يُوجد خلافات.




التوضيح للمراهق حدود التعامل مع الوالدين وعواقب تجاوز هذه الحدود

يجب على الوالدين التوضيح لابنهم خلال مرحلة المراهقة حدود التعامل معهما، سواءً كانت الحدود لفظية أو جسدية، على سبيل المثال، القول له: "ليس من المقبول أبدًا الصراخ على الوالدين أو ضربهم أو حتى تهديدهم بذلك".[٣]


يجدر الذكر أنّه يجب أيضًا التوضيح للمراهق عواقب تجاوز هذه الحدود، مثلاً القول له: "إذا هددتني بالضرب أو ضربتني بالفعل، أو أذيتني جسديًا بطريقةٍ أخرى، فهذا يُسمى عنفًا واعتداءً أُسريًا، وعلى الرغم من أنني أُحبك، سأتصل بالشرطة أو بإحدى الجهات المختصّة بالعنف الأُسري، وستتم محاسبتك على سلوكك"، وذلك في حال كانت حالات الضرب متكررة جدًا وشديدة، ولكن في حالات الضرب البسيطة والنادرة، يُمكن تطبيق عواقب أقل شدّة، مثل منع المراهق من المصروف لمدةٍ معينة أو ما شابه ذلك.[٣]




يجب أن يحرص الوالدان على تطبيق عواقب تجاوز الحدود مع ابنهم المراهق وعدم تجاهل ذلك، ففي حال إيذاء المراهق لوالديه جسديًا، وتجاهل الوالدان تطبيق عواقب مناسبة على ابنهم نتيجة تصرفاته، فسينقل ذلك رسالةً ضمنية له أنّه من المقبول ضرب الوالدين أو تهديدهم.




طلب المساعدة من طبيبٍ نفسي أو استشاري اجتماعي وتربوي

يُنصح أيضًا للتعامل مع عنف المراهقين وعدوانهم، بما في ذلك ضرب الوالدين والإساء لهما، طلب المساعدة من طبيبٍ نفسي أو استشاري اجتماعي وتربوي مختص، حيث يكون لديه خطة مدروسة للتعامل مع مثل هذه التصرّفات عند المراهقين وعلاجها.[٤]


كما يُفضل في البداية تحدّث الوالدان إلى الطبيب النفسي أو الاستشاري التربوي وحدهما وإعطائه أكبر قدر ممكن من المعلومات عن حالة ابنهم المراهق وحال الأسرة بشكلٍ عام، ثم إقناع المراهق بزيارة هذا الطبيب أو الاستشاري لمساعدته على حل المشكلة وتعديل سلوكه.[٤]




تجدر الإشارة إلى أنّه لا تُعد حاجة المراهق لطبيبٍ نفسي أو تربوي مشكلة أو أمر ينقص من شأنه، بل وسيلة فعّالة لمساعدته على فهم مشاعره ومخاوفه، وكذلك للتعامل مع مشاكله المختلفة بطريقةٍ منهجية مدروسة.



المراجع

  1. "Teenager Hitting Parents", bestforteens.com, 15/12/2022, Retrieved 11/4/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Teen violence at home", familylives.org.uk, Retrieved 11/4/2023. Edited.
  3. ^ أ ب Kim Abraham, "Parental Abuse: What to Do When Your Child or Teen Hits You", empoweringparents.com, Retrieved 11/4/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Pre-teen and teenage violence in the home: how to help teenagers who use violence", raisingchildren.net.au, 31/5/2022, Retrieved 11/4/2023. Edited.