خلال مرحلة المراهقة، هناك من الأهل من يجدون أنفسهم في موقفٍ صادم نتيجة تصريح ابنهم المراهق بكرههِ لهم، ولا شك أنّ مثل هذا الأمر كفيل في أن يؤذي مشاعرهم ويحطم قلوبهم، ولكن ما يهم حقًا في مثل هذا الموقف طريقة تجاوبهم معه، وقيامهم بالأمر الصحيح، وذلك لاحتواء المشكلة، وحلها بأسرع ما يمكن، كي لا تتفاقم وتؤثر على العلاقة بين الأهل والمراهق، وأول شيءٍ على الأهل القيام به، إذا أرادوا إصلاح الموقف، هي تفهم أنّ ابنهم لا يكرههم في الواقع، ولكنه يتجاوب معهم بهذا الشكل، ويعبر عن مشاعر الكره لهم نتيجة أمرٍ ما للأهل دخلٌ فيه، وفي هذا المقال، سنوضح الطرق الصحيحة للتعامل الأهل مع كره المراهق لهم، والتي تشمل (أولاً) معرفة الأسباب الحقيقية وراء هذا الكره، (ثانيًا) وإيجاد الحلول لهذه الأسباب:[١][٢]


الأسباب التي تجعل المراهق يكره أهله

لحل مشكلة كره المراهق لأهله، على الأهل أولاً وقبل كل شيء معرفة الأسباب وراء ذلك وعلاجها، فتحديد أصل المشكلة وحلها يلعب دورًا كبيرًا في منع تكرارها، وفي الحفاظ على العلاقة قويةً مع المراهق، وفي النقاط التالية، استعراض لأبرز الأسباب التي تسبب كره المراهق لأهله، والتي يُنصح الأهل بالاطلاع عليها، علها تكون أصل المشكلة:

  • افتقار المراهق إلى ثقة أهله، وعدم منحه سوى القليل من الفرص لإظهار أنه أهلٌ للثقة، دون وجود تفسيرٍ منطقي لذلك.
  • وضع الأهل للمراهق توقعات غير واقعية تفوق قدراته، وتوقعهم منه أن يحققها، والضغط عليه لذلك.
  • الرغبة في نيل الاستقلال عن الأهل، واللجوء إلى أسلوب التعبير عن الكره لهم لخلق حاجز أمام تدخلهم في خصوصية المراهق، وفي حياته الخاصة.
  • قلة تفهم الأهل لاحتياجات المراهق، وصعوبة طباعهم، وعدم تحليهم بالمرونة.
  • امتناع الأهل عن الاعتذار لابنهم المراهق عندما يخطئون في حقه.
  • فرض الأهل على المراهق القيام بأمور تمثل أجندة وطموحات خاصة بهم، دون مراعاة لمشاعر المراهق وطموحاته الخاصة.
  • إلقاء اللوم باستمرار على المراهق في كل ينشب فيها خلاف مع الأهل.
  • تعرض المراهق للانتقاد السلبي من قبل أهله، أكثر من نيله مديحهم.
  • عدم تعاطف الأهل مع المراهق، بالإضافة إلى رفضهم التواصل معه والإصغاء إليه، مما يجعله يشعر بأنه غير مهم.
  • تفريغ الأهل مشاعر الإحباط الخاصة بهم وغيرها من المشاعر السلبية على المراهق، وإلقاء اللوم عليه بخصوصها.
  • عدم أخذ الأهل دورهم في حياة المراهق على محمل الجد؛ الأمر الذي يخلق في نظر ابنهم صورة سلبية عنهم، قد تجعله يكرههم.


حلول مشكلة كره المراهق لأهله

بعد التعرف على الأسباب التي تجعل المراهق يكره أهله، يمكن للأهل في هذه الحالة تطبيق الحلول التالية لحل هذه المشكلة:[٣][٤]

  • الحفاظ على الهدوء: إنّ تعامل الأهل بعصبية أو حساسية مع المراهق عندما يعبر عن كرهه لهم يُفاقم من المشكلة أكثر، ولهذا على الأهل في مثل هذه المواقف الحفاظ على هدوء أعصابهم، وعدم خوض جدال معه، والابتعاد حتى يهدأوا، ويهدأ هو كذلك.
  • منح مساحة من الحرية: من المهم أن يمنح الأهل المراهق مساحةً مناسبةً من الحرية، يمكنه فيها اكتشاف إمكانياته، وتنمية شخصيته، وآرائه، واهتماماتهِ.
  • التعزيز الإيجابي: تكمن أهمية التعزيز الإيجابي في حياة المراهق في أنه يساعده على المداومة على السلوكيات الإيجابية والبناءة، ويُنصح الأهل باتباع هذا الأسلوب مع ابنهم، ومنحهِ مكافآتٍ بسيطة أو مدحهِ عندما ينجز أمرًا ما.[٥]
  • التواصل مع المراهق: على الأهل أن يبقوا على باب التواصل مع المراهق مفتوحًا دائمًا، من خلال إخباره أنهم متاحون دائمًا للإصغاء إليه إذا أراد التحدث معهم عن أي شيء، وأنهم سيستمعون إليه دون إصدارٍ للأحكام، وأنّ قيامهم بهذا لن يعرضهم للعقاب أو الوقوع في المشاكل.[٥]
  • تنويع الخيارات: هناك من المراهقين من يرفضون التجاوب مع الأهل عندما يطلبون منهم القيام بأمرٍ ما؛ بسبب محدودية الخيارات التي يضعونها أمامهم، والتي تجعلهم يشعرون أنهم مجبرون على القيام بها، دون أن يكون لهم رأي فيها، وفي هذه الحالة، على الأهل تنويع المهام والطلبات التي يطلبونها من المراهقين، وذلك كي يشعروا أنهم يمتلكون حرية الاختيار في القيام بما يشاؤون منها.
  • تقبل أصدقاء المراهق: تعتبر العلاقة مع الأقران مهمةً للغاية للمراهق خلال مرحلة المراهقة، ويُنصح الأهل بتجنب إصدار الأحكام السلبية على أصدقاء المراهق بشكلٍ يجعله ينفر من أهله.
  • القيام بالنشاطات المشتركة: من المهم أن يقضي المراهق وقتًا خاصًا مع عائلته، يقومون خلاله بنشاطاتٍ ترفيهية مشتركةٍ، يستمتع بها الجميع؛ فهذا الأمر يُشعر المراهق بأهميته عند عائلته، ويشعره أنه يمتلك دعمهم دائمًا.
  • التوقعات الواقعية: هناك أوقاتٌ يكون فيها المراهق متفوقًا في مجالٍ ما، وغير متفوق في مجالٍ آخر، ولهذا على الأهل ألا يضغطوا عليه بتوقعاتهم غير الواقعية، التي يتوقعون منه بناءً عليها أن يتفوق في أمور ومجالات تفوق قدرته وطاقته، ومن المهم جدًا في هذا السياق كذلك أن يناقش الأهل مع المراهق طموحاته والأهداف التي يطمح لتحقيقها في الحياة.[٥]
  • عدم الاستسلام: على الأهل ألا يفقدوا الأمل، ويظنوا أنّ ابنهم المراهق يكرههم للأبد، وعليهم بدلاً من ذلك البقاء أقوياء والتصميم على حل المشكلة، والتأكد من أنّ المراهق مهما أظهر من المشاعر السلبية لأهله، فإنه يبقى يحبهم ويحتاج إليهم.


المراجع

  1. "Help! My Teenager Hates Me: What Parents Can Do (and Say) When Your Teen Hates You", ashleyhudsontherapy, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  2. "Why Does My Teenager Hate Me? 10 Reasons With Solutions", rollercoasteryears, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  3. "Why does my teen hate me? Tips and assurance you’re not alone", health.choc.org, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  4. "How to Be a Parent to a Teen Who ‘Hates’ You", goodtherapy, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  5. ^ أ ب ت "Help! My Teenagers Hate Me", drrjjackson, Retrieved 20/11/2022. Edited.