قد تتزامن مرحلة المراهقة مع مرحلة البلوغ في نفس السنوات تقريبًا من عمر الإنسان، إلا أنهما تختلفان عن بعضهما البعض من حيث المفهوم، وأحيانًا يتم استخدام هذين المصطلحين بشكل متبادل للدلالة على نفس المرحلة العمرية، وهو أمر مقبول نوعًا ما نظرًا لارتباط المفهومين ببعضهما بعدد من السياقات، ولكن لا بد من التمييز بينهما عند الحديث في سياقات معينة متعلقة بالتغيرات التي يمر بها الفرد في هذا الفترة. ويمكن تلخيص الفرق بينهما بأن البلوغ هو مصطلح عام يمكن استخدامه لوصف مدى نضج الفرد جنسيًا، بينما تشير المراهقة إلى التغيرات النفسية والسلوك.[١]

مرحلة المراهقة

يمكن تعريف المراهقة على أنها المرحلة التي ينتقل بها الفرد من الطفولة إلى الشباب. وتبدأ هذه المرحلة في عمر بين 11 إلى 13 عامًا، وتستمر حتى سن 19. يكتسب المراهق خلال هذه الفترة نموه النفسي والاجتماعي اللازمان ليصبح شابًا مستقلاً بذاته. يواجه بعض المراهقين خلال هذه الفترة عددًا من المشاكل تتعلق بتعاطي المخدرات أو شرب الكحول أو التدخين، بالإضافة لخوض ممارسات جنسية خاطئة، أو تقصير في أمور تتعلق بالواجبات الدراسية أو الحياة الاجتماعية.[٢]


مرحلة البلوغ

أما مرحلة البلوغ فهي مرحلة التغيرات الفيسيولوجية والهرمونية التي تحدث في الجسم حتى يصل إلى مرحلة النضج الجنسي والمقدرة على إنتاج النطف والبويضات. وتدوم هذه المرحلة عادة بين سنة وثلاث سنوات تقريبًا، وتبدأ عند الإناث قبل بدايتها عند الذكور بسنة واحدة تقريبًا، حيث يعتبر العمر الوسطي للبلوغ عند الإناث هو الثانية عشرة، أما بالنسبة للذكور فهو الرابعة عشرة، مع العلم أنه قد يتم البلوغ قبل أو بعد هذا العمر في بعض الأحيان.[٢]


ما هي أهم التغيرات المرتبطة بمرحلة البلوغ؟

تختلف التغيرات التي تطرأ على الذكور عن التي تطرأ على الإناث، ولكنها بطبيعة الحال تغيرات تعود للنضج الجنسي والتطور الهرموني لكلا الجنسين، ويعتبر عمر البلوغ لدى الإناث هو 11 عاما، بينما يعتبر سن 10-14 (أو ما معدله 12 عاما) هو عمر البلوغ لذى الذكور. وفيما يلي توضيح لهذا التغيرات:[٣]


الذكور:

1- تغير في الصوت ليصبح أكثر خشونة.

2- ظهور الشعر على الوجه وزيادة كثافته على باقي الجسم.

3- تضخم في حجم القضيب والخصيتين، والقدرة على إنتاج النطف في حالة الاستيقاظ أو النوم.

4- زيادة عرض وحجم الكتفين، وظهور العضلات بشكل أوضح.

5- تغير في شكل الوجه ليصبح أقل استدارة وأقرب من شكل وجه الشخص البالغ.


الإناث:

1- بدء نمو الثديين، وهي العلامة الأولى لدى الإناث على دخول مرحلة البلوغ.

2- النمو السريع وزيادة الطول، يصاحبها اتساع الوركين واستمرار في كبر حجم الثديين.

3- تجمع بعض الدهون على مناطق مثل البطن والأرداف والفخذين والسيقان.

4- بدء الدورة الشهرية، والتي تتطلب مراجعة الطبيب في حال تأخرها عن سن 16 عامًا.


كلا الجنسين:

1- ظهور حب الشباب وزيادة التعرق وظهور رائحة مميزة للجسم.

2- نمو الشعر في مناطق تحت الإبط، وحول الأعضاء التناسلية.

3- زيادة في الطول.


ما هي أهم التغيرات المرتبطة بمرحلة المراهقة؟

تتشابه التغيرات بين الذكور والإناث إلى حد ما فيما يتعلق بمرحلة المراهقة، وفيما يلي أهم هذه التغيرات:[٤]


الهوية

ينشغل المراهقون خلال هذه الفترة بتحديد هويتهم ومعرفة المكان الأنسب لهم في هذا العالم، فتلاحظ أن المراهق يجرب أشياء جديدة مثل أنماط الملابس الغريبة أو يتبنى ثقافات فرعية أو يستمع لأنواع معينة من الموسيقى والفنون أو يغير مجموعات الأصدقاء بشكل متكرر. وتعد وسائل الإعلام والإنترنت إلى جانب الأصدقاء والعائلة هي عوامل مؤثرة على اختيارات المراهق وميوله.


الاستقلالية

يسعى المراهقون لتحقيق أكبر قدر ممكن من الاستقلالية فيما يتعلق بحرية التنقل والأماكن التي يذهبون إليها، وطريقتهم في قضاء وقتهم، ومع من يقضونه، وكيف يتصرفون بأموالهم، وهذا يتطلب بعض التغييرات في روتين الحياة اليومي للعائلة، فقد يضطر الآباء لتغيير مواعيد الطعام لتتناسب مع نمط الحياة الجديد لابنهم المراهق، أو قد يضطرون لتغيير الأمكان التي اعتادوا الذهاب إليها لإرضاء ابنهم الذي لم يعد يحب هذه الأماكن.


المسؤولية

قد يكون المراهق راغبًا بتحمل المزيد من المسؤوليات في المنزل والمدرسة خلال هذه المرحلة العمرية. إذ يمكن أن يقوم بأعمال تشعره بأنه واعٍ مثل تحضير العشاء للعائلة أو رعاية الأخوة الأصغر منه، أو الانضمام إلى مجالس الطلاب في مدرسته. من الجيد دعم المراهق في هذه المرحلة وتعليمه أهمية تحمل المسئولية.


الخبرات الجديدة

من المرجح أن يبحث المراهق عن تجارب جديدة، حتى لو كانت محفوفة بالمخاطر، وهذا قد يساعده على استكشاف حدوده وقدراته وشخصيته، ولكن نظرًا لآلية تطور أدمغة المراهقين، فقد يجدون صعوبة في التفكير بعواقب أعمالهم ومخاطرها قبل تجربتها.


القيم

في هذا الوقت يبدأ المراهق بتطوير مجموعة فردية أقوى من القيم والأخلاق. حيث يبدأ بالتساؤل عن الكثير من الأشياء، ويبدأ بوضع الأمور بميزان الصواب والخطأ.


النظرة للذات

يتأثر المراهقون بشكل كبير بأقرانهم، خصوصًا بما يتعلق بالاهتمامات والمظهر والنشاطات التي يقضون بها أوقاتهم.


الهوية الجنسية

يبدأ المراهقون بإقامة علاقات رومانسية أو الخروج للمواعدة مع الجنس الآخر بهدف اكتشاف "عالم البالغين" وتحديد هويتهم الجنسية.


المزاج والمشاعر

قد يظهر المراهق مشاعر قوية وعواطف شديدة، وقد يصعب توقع حالتهم المزاجية، والسبب في هذه التقلبات العاطفية بشكل جزئي هو أن دماغه لا زال يتعلم كيفية التحكم في المشاعر والتعبير عنها بطريقة الكبار.


الحساسية تجاه الآخرين

عندما يكبر المراهق ستتحسن قدرته على قراءة وفهم مشاعر الآخرين، لكن بينما لا يزال بمرحلة المراهقة، فقد يخطئ أحيانًا في قراءة تعابير الوجه أو لغة الجسد للأشخاص من حوله، وهذا يعني أنهم قد يحتاجون إلى بعض المساعدة في معرفة ما يشعر به الآخرون.


الوعي الذاتي

غالبا ما يتأثر احترام الذات لدى المراهقين بمظهرهم الشخصي، ففي طور النمو، قد يشعر المراهق بالخجل بخصوص مظهره الجسدي وقد يقارن جسمه بجسم الأصدقاء والأقران، مما قد يؤثر على نظرته لذاته سلبًا أو إيجابًا.


صناعة القرار

قد يتصرف المراهقون في بعض الأحيان دون تفكير في عواقب أو تبعات هذه التصرفات، فهم لا زالوا في طور صقل مهارات صنع القرار ويحتاجون للخبرة التي يكتسبونها من خلال هذه التجارب.


المراجع

  1. "Youth vs Adolescence", difference between, 22/07/2014, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "Physical changes in puberty", raisingchildren, 13/07/2021, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  3. "Stages of Puberty", webmd, 11/02/2021, Retrieved 22/12/2021. Edited.
  4. "Social and emotional changes in pre-teens and teenagers", raisingchildren, 12/07/2021, Retrieved 22/12/2021. Edited.