بحسب تعريف منظّمة الصحّة العالميّة لمرحلة المراهقة فهي المدة التي تمتد من عمر 10 سنوات إلى 19 سنة، وهي المرحلة الانتقالية التي تفصل عمر الطفولة عن عمر البلوغ،[١] وهذه السنوات قد تكون فترة ممتعة من حياة الفرد، إلا أنها مليئة بالتحديات للمراهق نفسه ولأبويه، إذ يصبح المراهق سريع التغير من الناحية العاطفية، ويتأثر بالعديد من العوامل المحيطة به، كعلاقاته مع زملائه وأقرانه، وما يشاهده على وسائل الإعلام والانترنتت، ويبدأ المراهق في هذه المرحلة بتكوين صورة لذاته ومقارنة نفسه مع الآخرين. ولكن ما هي مراحل فترة المراهقة؟ وما الذي يميز كل مرحلة منها؟[٢]

تنقسم فترة المراهقة إلى ثلاث مراحل، المرحلة المبكرة والمرحلة الوسطى والمرحلة المتأخرة، وفي ما يلي توضيح لكل فترة، والتغيرات التي تصاحبها:[٣]


المراهقة المبكرة

تمتد هذه المرحلة من عمر 10 إلى 13 عامًا، وخلال هذه الفترة يبدأ الأطفال غالبا بالنمو الجسدي بشكل كبير، ويبدأ الشعر بالنمو على الجسم بمنطقتة تحت الذراعين وحول الأعضاء التناسلية، كما يبدأ الثدي بالتطور عند الإناث وتبدأ الخصيتين بالتضخم عند الذكور، وفي سن 12 تبدأ الدورة الشهيرة عند الإناث، أي بعد سنتين أو ثلاثة من بدء نمو الثدي.


وفي هذه المرحلة وبسبب التطورات الجسدية التي يمر بها المراهقون، ينشأ لديهم عاملا الفضول القلق، ويبدأون بالتساؤل حول هويتهم الجنسية ولا يعرفون ما هو الطبيعي من غير الطبيعي بخصوص هذه التغيرات الجسدية.


يكون تفكير المراهقين في هذه الفترة غير مرن، لا يعرفون سوى الصواب والخطأ، ولا شيء بينهما، ويكونون خجولين حول مظهرهم ويبدأون بالتفكير بطريقة "التمركز حول الذات" ويشعرون بالحاجة المتزايدة للخصوصية ويبدأون بالتفكير والحديث عن رغبتهم بالاستقلالية عن أسرهم.


المراهقة المتوسطة

وهي المدة بين عمر 14 و 17 عاما، وتستمر التغيرات الجسدية لكلا الجنسين في هذه الفترة، وتبدأ بها طفرات النمو وظهور المراهق بصورة قريبة من صورته كبالغ، وتبدأ أصوات الذكور بالتغير وتصبح أخشن، كما قد يظهر لدى البعض حب الشباب في هذه الفترة، وبالنسبة للفتيات، فغالبيتهم يبدأون بالشعور بأن الدورة الشهيرة لديهم قد أصبحت منتظمة.


يصبح المراهقون في هذا العمر أكثر ميلًا للمجادلة، ويفضلون قضاء الوقت مع الأصدقاء على العائلة، كما يهتمون بالجانبين العاطفي والجنسي لديهم، فيبدأون مرحلة اكتشاف الهوية الجنسية من خلال الانخراط في علاقات مع الجنس الآخر، أو من خلال ما يسمى بالتحفيز الذاتي أو العادة السرية.


يستمر الدماغ في التغير والنضج في هذه المرحلة، ولكن لا تزال هناك اختلافات كثيرة في طريقة تفكير المراهق المتوسط ​​الطبيعي مقارنة بالبالغ، والسبب في هذا هو أن الفصوص الأمامية هي آخر المناطق التي تتطور وتنضج من الدماغ ولا يكتمل نموها حتى يبلغ الشخص العشرينات من عمره. ويلعب الفص الأمامي دورًا كبيرًا في تنسيق اتخاذ القرارات المعقدة، والتحكم في الانفعالات، والقدرة على التفكير في خيارات وعواقب متعددة.


المراهقة المتأخرة

وهي المرحلة الأخيرة من مراحل المراهقة الثلاث، وهي تمتد من عمر 18 عامًا إلى 21 عامًا، وقد تزيد في بعض الحالات، وفي هذه المرحلة يكون المراهقون المتأخرون عمومًا قد أكملوا نموهم البدني ونموا إلى أقصى طول ممكن.


غالبا ما يكون المراهقون في هذا العمر قد أصبحوا أكثر قدرة على السيطرة على انفعالاتهم، وأكثر عقلانية في قياس مدى المخاطر والمكافئات الناتجة عن قراراتهم. ويتمتع المراهقون الذين يدخلون مرحلة البلوغ بإحساس أقوى بفرديتهم ويمكنهم تحديد قيمهم الخاصة. قد يصبحون أكثر تركيزا على المستقبل ويبدأون باتخاذ قراراتهم بناء على آمالهم ومثلهم العليا.


تصبح الصداقات والعلاقات الرومانسية أكثر استقرارًا في هذه الفترة، ويصبحون أكثر انفصالا عاطفيًا وجسديًا عن عائلاتهم، ومع ذلك فإن الكثيرين يعيدون تأسيس علاقة "الأشخاص البالغين" مع والديهم، معتبرين إياهم أكثر تساويًا معهم وليسوا أفرادا ذوي سلطة.


المراجع

  1. Mihalyi Csikszentmihalyi, "adolescence", britannica, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  2. "Growth and Development, Ages 15 to 18 Years", mottchildren, Retrieved 21/12/2021. Edited.
  3. Brittany Allen & Helen Waterman (28/03/2019), "Stages of Adolescence", healthychildren, Retrieved 21/12/2021. Edited.