يتفق معظم الآباء والمربّين على أن فترة المراهقة هي واحدة من أصعب التحديات التي يواجهونها طوال فترة التربية، في حين يرى البعض أنها فترة صعبة بالفعل إلا أنها فترة ممتعة إذا ما تم التعامل مع المراهق بشكل صحيح، بناء على فهم سلوكياته والتغيرات التي يمر بها وطرق التعامل مع كل منها. ويُعزى السبب وراء صعوبة هذه المرحلة بشكل أساسي إلى التغيرات الكبيرة والسريعة التي يمر بها المراهق على المناحي الجسدية والهرمونية والعاطفية، في ظل قلة خبرة بعض الآباء بالتعامل مع تحديات هذه المرحلة أو التكيف مع فكرة تحول طفلهم إلى بالغ.


التغيرات التي يمر بها المراهق

تعد فترة المراهقة هي الفترة التي يتحول بها الطفل إلى شخص بالغ، أو بصورة أخرى هي الفترة التي يظن بها الطفل أنه أصبح شخصًا بالغًا ويمكنه التصرف كالبالغين، دون العلم أنه ليس جاهزًا بعد لأن يعتمد على نفسه بشكل تام. ومن التغيرات التي يمر بها المراهق في هذه الفترة والتي قد تكون دافعًا لديه لمثل هذا الظن ما يلي:[١]ّ



التغيرات الجسدية خلال مرحلة المراهقة

يمر المراهق في أولى سنوات سن المراهقة بتغيرات جسدية كبيرة وضمن وتيرة سريعة، حيث يبدأ الأولاد في سن الثالثة عشرة والفتيات في سن الحادية عشرة بدخول ما يسمى بمرحلة البلوغ، وهي الفترة التي يصل فيها الفرد إلى مرحلة النضج الجنسي والقدرة على إنتاج النطف أو البويضات، ويصاحب هذه الفترة تغيرات جسدية أخرى أهمها:[٢][٣]


للأولاد:

  • خشونة الصوت.
  • نمو الشعر على الوجه، وزيادة خشونته على مناطق أخرى من الجسم.
  • زيادة حجم القضيب والخصيتين، والقدرة على إنتاج النطف.
  • زيادة عرض الكتفين وظهور العضلات بشكل أوضح.


للفتيات:

  • بدء نمو الثديين، وهي أول علامة لدخول مرحلة البلوغ لدى الإناث.
  • سرعة النمو وزيادة في الطول، يصاحبها اتساع متفاوت للوركين.
  • تجمع بعض الدهون على مناطق مثل البطن والأرداف والفخذين والسيقان وهذا أيضا أمر متفاوت الحدوث.
  • بدء الدورة الشهرية.


لكلا الجنسين:

  • ظهور حب الشباب
  • زيادة التعرق وظهور رائحة مميزة للجسم.
  • نمو الشعر في منطقة الإبط، وحول الأعضاء التناسلية.
  • زيادة في الطول.


التغيرات الهرمونية خلال مرحلة المراهقة

يتغير تفكير المراهقين في هذه الفترة، ويمكن وصفهم بالمزاجيين لكونهم يغيرون آرائهم بشكل متككر ويأتون بقرارات جذرية بشكل مفاجئ. وفي ما يلي بعض التغيرات التي تظهر على شخصية المراهق والتي يعود سببها لتغير في هرمونات جسمه:[٤][٥]


  • الاهتمام بالعلاقات العاطفية مع الجنس الآخر والرغبة باكتشاف الهوية الجنسية.
  • الدخول في خلاافات مع الأهل ومحاولة فرض الاستقلالية.
  • الميل لقضاء وقت أكثر مع الأصدقاء على حساب الوقت مع العائلة.
  • المطالبة بالخصوصية وعدم اطلاع الأهل على كل ما يجري بالحياة اليومية.
  • الثقة الزائدة بالنفس لدى البعض، وتدني الثقة بالنفس بشكل مفرط لدى البعض الآخر.
  • عدم تقبل أية تعليمات من العائلة، والملل من الواجبات المدرسية.
  • الاهتمام بتحسين المظهر والثياب والموضة.


ما الصعوبات التي تواجه المراهق خلال هذه الفترة؟

يمكن أن يواجه المراهق عددًا من الصعوبات خلال فترة مراهقته، يعود السبب في معظمها إلى التغيرات التي يمر بها على الصعيد الجسدي والهرموني، ومن هذه المشكلات ما يلي:[١]ّ


مشاكل عاطفية

قد يكون الإفراط في تناول الطعام أو انسداد الشهية، أو النوم الزائد أو الاستمرار في القلق بشأن المظهر علامات على الضيق العاطفي لدى المراهق، وقد يؤدي هذا القلق الزائد إلى الرهاب ونوبات الهلع.


ولكون المراهقين غير ذوي خبرة في شؤون الحياة، ولا يستطيعون التعامل مع مشكلاتهم العاطفية التي تعتبر جديدة بالنسبة لهم، فقد يبالغ البعض في ردات فعله وقد يفرط بالحزن أو قد يصاب باليأس، وقد يكون السبب في هذه المشكلات العاطفية الانفصال عن الآباء بسبب التفكك الأسري أو وفاة واحد من الأبوين، أو فشل علاقة غرامية مر بها المراهق أو خلافات مع الأصدقاء.




تشير الأبحاث إلى أن الاضطرابات العاطفية بالغالب لا يتم التعرف عليها حتى من قبل العائلة والأصدقاء.





مشاكل جنسية

قد تكون التغيرات الجسدية التي تحصل في مرحلة المراهقة مقلقة للغاية لبعض المراهقين، خاصة لأولئك المراهقين الخجولين والذين لا يحبون طرح الأسئلة والمشاركة بمثل هذه المواضيع، ولكن بالنسبة للبعض الآخر، فقد يعبرون عن قلقهم حيال هذا الجانب من خلال التباهي المفرط بالقدرة والتجارب الجنسية.


كما تعد النشاطات الجنسية غير الآمنة لدى المراهقين من المشكلات الشائعة، ففي ظل حب الفضول وحس المجازفة الزائدين لدى المراهقين، يسعى بعضهم لاستكشاف هويته الجنسية من خلال الانخراط بعلاقات جنسية مع الجنس الآخر، دون اكتساب الخبرة الكافية للقيام بجنس آمن، فتشيع الممارسات الجنسية الخاطئة أو الحمل المبكر غير المخطط له.


مشاكل سلوكية

يشتكي المراهقون وأولياء أمورهم من سلوك بعضهم البعض. فيشعر الآباء غالبًا أنهم فقدوا سيطرتهم وتأثيرهم على أطفالهم، في حين يقاتل المراهقون من أجل فرض استقلاليتهم وتحديد مساحتهم الخاصة، وقد يستاءون من فرض أية قيود على حريتهم.


وقد يميل بعض المراهقين أحيانا لسلوكيات مجازفة مثل البدء بالتدخين، أو تناول الكحول أو المواد المخدرة، وذلك عائد إلى شعورهم باستقلاليتهم وحريتهم بالتصرف في أمور حياتهم الخاصة، أو بداعي الفضول أو بسبب ضغط الأقران والاضطرار إلى مجاراتهم.


مشاكل دراسية

قد تنعكس المشكلات السابقة على التحصيل الدراسي بشكل مباشر، وتبدأ درجات المراهق بالتدني، وفي بعض الأحيان تكون الدراسة هي بحد ذاتها مشكلة يعاني منها المراهق وتؤثر على بقية حياته، فقد يصاب بالاكتئاب بدرجات متفاوتة بسبب الرغبة بتحصيل درجات عالية وعدم القدرة على ذلك، أو قد يشعر بالضغط بسبب الامتحانات.


ومن الممكن أيضا أن يكون المراهق معرضًا للتنمر بالمدرسة، أو قد يواجه أشخاصًا ممن سببوا له الأذى العاطفي، فتزيد محاولاته للتغيب عن الدراسة وقد يطلب من الآباء الانتقال لمدرسة أخرى بطريقة غير مباشرة.

المراجع

  1. ^ أ ب "Surviving Adolescence", patient, 30/12/2016, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  2. "Stages of Puberty", web md, 11/02/2021, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  3. "Adolescence and the Problems of Puberty", psychologytoday, 13/04/2010, Retrieved 27/12/2021. Edited.
  4. "Teenagers (15-17 years of age)", Centers for disease control and prevention , Retrieved 27/12/2021. Edited.
  5. "Young Teens (12-14 years of age)", centers for disease control and prevention , Retrieved 27/12/2021. Edited.