كيف أتعامل مع ابني المراهق العاق؟

على الوالدين حُسن تربية أبنائهم واتباع كافّة الطرق والوسائل الممكنة لتحقيق ذلك، خاصًة في مرحلة المراهقة، ولكن بالرغم من القيام بذلك قد ينشأ الابن عاقًا مُتحديًا لوالديه، غير مطيع لهما، وهنا يجب على الوالدين بذل المزيد من الجهد واتباع طرق أخرى مختلفة لتعديل سلوك ابنهم المراهق وإعانته على الاستقامة وبرّهما، ومن أهم هذه الطرق ما يأتي:

الحفاظ على الهدوء والتماسك

يتطلب ذلك بالتأكيد قوة إرادة وصبر، فليس من السهل الحفاظ على الهدوء والتحدّث بنبرة صوت معتدلة عند التصادم والتعامل مع الابن المراهق العاق، والذي يتصرف بطريقةٍ غير محترمة مع والديه، ولكن يُساعد ذلك على السيطرة على الموقف وتجنب تفاقم المشكلة، لذا من المهم الحرص على ضبط الذات والهدوء.^[١]

الوعظ والتوجيه باللين

يُنصح بأن يحرص الوالدان على التعامل مع ابنهم المراهق العاق بلينٍ، وحكمةٍ، وصبر، مع وعظه بطرقٍ مناسبة ولطيفة، من خلال تذكيره بأهميّة برّ الوالدين ونُصحه وتوجيهه إلى الطرق الصحيحة للتعامل معهما وتعريفه بحقوقهما عليه، بالإضافة إلى العمل على إحاطته بالصحبّة الصالحة وإرشاده إلى الطرق الصحيحة لاختيارهم.^[٢]

تعزيز سلوك البرّ والاحترام

يُمكن من خلال تعزيز سلوكيات البرّ الإيجابية عند المراهق والتركيز عليها أكثر من التركيز على سلوكيات العقوق وغيرها من السلوكيات السلبية مساعدته على تعديل سلوكه، والتخلّص من مشكلة العقوق بشكلٍ تدريجي، وكذلك تقوية العلاقة بين الطرفين، على سبيل المثال، مدح المراهق والثناء عليه عندما يتحدث مع والديه بنبرة صوت معتدلة، ولا يرفع صوته عليهما.^[٣]

معرفة الاحتياجات الكامنة وراء سلوك العقوق

قد يُشير سلوك العقوق وعدم احترام الوالدين عند المراهق إلى أنّ بعض الحاجات العاطفية لديه لا يتم تلبيتها من قِبل الوالدين، فيلجأ للعقوق والتصرّف بعنادٍ وتحدٍ لجذب انتباههم، كما قد يكون علامة على شعوره بعدم القبول والأمان، أو حتى مجرد وسيلة لإثبات ذاته وحصوله على الاستقلالية خلال مرحلة المراهقة.^[٤]

لذا يُنصح بالجلوس مع المراهق وتقوية العلاقة بين الطرفين، ومحاولة التعرّف على احتياجاته والعمل على تلبيتها بالطرق الصحيحة، وكذلك التعرّف على مخاوفه ومساعدته على تجاوزها والتعامل معها.^[٤]

وضع حدود واضحة لضبط سلوك العقوق

من أهم أسباب المشاكل السلوكية عند المراهقين بشكلٍ عام، بما في ذلك العقوق وعدم احترام الوالدين، هو عدم وجود حدود وقواعد تضبط سلوكهم، لذا يجب على الوالدين التأكد من وضع حدود وقواعد واضحة لضبط سلوك ابنهم المراهق العاق، خاصًة في حال تماديه بالعقوق والإيذاء، حيث لا ينبغي التساهل مع تصرّفاته غير المقبولة، أو التغاضي عنها.^[١][٢]

مع التوضيح له العواقب المترتبة على تجاوز هذه القواعد والحدود، على سبيل المثال، التوضيح للمراهق أنّه سيتم الاتصال بالشرطة أو الجهات المُختصّة في حال تماديه بالعقوق، مثل ضرب المراهق لوالديه وتعامله بعنفٍ معهما، أو حتى تهديده بالمقاطعة من قِبل الوالدين، والإخوة، والأهل، فلا يتكلمون أو يتعاملون معه حتى يرجع عن تصرّفاته العاقّة ويُحسّن من سلوكه.^[٢]