تجدر الإشارة بدايًة إلى أنّ مفهوم الانطواء (Introversion) بشكلٍ عام يُشير إلى شعور الشخص بالراحة عند التركيز على أفكاره الداخلية بدلًا من التركيز على الأحداث الخارجية،[١] وفي هذا المقال نُسلط الضوء أكثر حول الانطواء عند المراهقين تحديدًا:
ما هي سمات المراهق المنطوي؟
- الاستمتاع بالتواجد في الأماكن الهادئة والتعامل مع أشخاصٍ محددين، دون وجود أيّة مشاعر خوف أو كراهية اتجاه الآخرين أو شعور بالوحدة الشديدة.
- الميل إلى قضاء الكثير من الوقت في التفكير عند الحاجة لاتخاذ قرارٍ معين.
- الاستماع للآخرين بشكلٍ جيّد والتمتع بمهارات انتباه وتركيز عالية.
- عدم التأثّر غالبًا بآراء الآخرين أو الانقياد لضغط الأقران.
- الميل للوحدة لبعض الوقت، خاصًة بعد التفاعلات واللقاءات الاجتماعية المكتظة.
- قضاء أوقات الفراغ بتنمية مهارات إبداعية خاصة، مثل الرسم.
هل الانطواء أمر طبيعي عند المراهقين؟
يُعتبر الانطواء من السمات الشخصية الطبيعية عند بعض المراهقين في مرحلة المراهقة، حيث يُوجد مراهقين يُفضلون الانطواء وآخرين يُفضلون الانفتاح،[٢] وذلك طالما لم يترافق هذا السلوك مع أعراض لأمراضٍ أو اضطرابات نفسية، مثل اكتئاب المراهقة، أو القلق، أو تدني احترام الذات، حيث يتصرف المراهق وفق السمات المذكورة في الأعلى، دون مواجهة مشاكل في التعامل مع الآخرين أو ممارسة الأنشطة اليومية المعتادة.[١]
هل الانطواء عند المراهقين هو نفسه الخجل؟
غالبًا ما يتم الخلط بين مفهوم الانطواء والخجل؛ لأنّ كلاهما يتميز بتفاعل اجتماعي محدود، لكن التشابه يتوقف عند هذا الحد، فالمراهقين الخجولين عادًة يرغبون بالتعامل مع الآخرين ولكنّهم يشعرون بالخوف اتجاه ذلك، بينما المراهقين الانطوائيين لا يشعرون بالخوف حيال ذلك ويُمكنهم التواصل مع الآخرين بفعاليّة، ولكنّهم يُفضلون التواصل مع أشخاص محددين في معظم الأحيان.[٤]
نصائح للتعامل مع المراهق المنطوي
فيما يأتي أبرزها:[٥]
- تقبّل سلوك المراهق كما هو وعدم انتقاده أو إجباره بأن يُصبح منفتحًا، حيث يُمكن أن يُؤثر ذلك سلبًا على تقديره لذاته.
- احترام رغبة المراهق بالعزلة، حيث يحتاج الانطوائيون إلى الخصوصية وقضاء بعض الوقت بمفردهم، حتى لو كان ذلك كل يوم.
- تشجيع المراهق على التحدّث وإبداء رأيه، حيث قد يشعر المراهقون الانطوائيون في بعض الأحيان أنّ رأيهم غير مهم ولا داعي لإبداءه.
- مساعدة المراهق على التعبير عن مشاعره، فقد يواجه المراهقون الانطوائيون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم أو التحدّث عما يفكرون فيه؛ نظرًا لأنّهم يميلون إلى الكتمان، مما يتسبب ببعض المشاكل النفسية في بعض الأحيان.
- مساعدة المراهق على تكوين صداقات مع أشخاصٍ آخرين حتى لو كانوا يُشبهونه ويميلون لنفس السلوك، وتشجيعهم على قضاء أوقات ممتعة معًا.
- مساعدة المراهق على خوض بعض التجارب الجديدة والخروج من منطقة الراحة؛ لاكتساب الخبرات وتنمية الشخصية.
تجدر الإشارة إلى أنّ النصائح المذكورة في الأعلى تخص الانطواء الطبيعي عند المراهقين والذي لا يرتبط بمشاكل نفسية معينة.
المراجع
- ^ أ ب "Introversion", psychologytoday.com, Retrieved 10/1/2023. Edited.
- ^ أ ب "Teenage Introvert vs. Extrovert: Understanding Teenagers", teenrehab.org, 30/9/2020, Retrieved 10/1/2023. Edited.
- ↑ Seth Taylor (26/9/2018), "Introversion in Teen Children Has Upsides for Future", citydadsgroup.com, Retrieved 10/1/2023. Edited.
- ↑ Susan Borison (2/9/2016), "How to Help an Introverted Teenager", yourteenmag.com, Retrieved 10/1/2023. Edited.
- ↑ "How to Raise an Introverted Teenager", wikihow.com, 3/11/2022, Retrieved 10/1/2023. Edited.
