يفقد معظم الناس حوالي 50 إلى 100 شعرة من الرأس يوميًا، وهذا الشعر أو الشعيرات يتم استبدالها مرة أخرى بشكل طبيعي، وتعد هذه الكمية من تساقط الشعر أمرًا طبيعيًا ولا يدعو للقلق، ولكن إن كانت خسارة الشعر بكميات تزيد عن هذا الحد فهنا يجب معرفة السبب وإيجاد الحل لهذه المشكلة.[١]


عادة ما يكون تساقط الشعر أو الصلع أمرًا لا داعي للقلق بشأنه سوى لدى الأشخاص البالغين، لكن في بعض الأحيان يفقد المراهقون شعرهم أيضًا - وقد تكون هذه علامة على أن المراهق مصاب بمرض معين أو لا يحصل على التغذية الجيدة، كما أن تركيب خصلات الشعر أو الضفائر الاصطناعية لوقت طويل قد يسبب فقدانًا للشعر خصوصًا إذا ما كانت هذه الخصلات تسحب الشعر أو تشده باتجاهات معينة غير طبيعية. ويذكر أيضًا أن أسبابا وراثية أو استخدام بعض الأدوية أو العلاجات (العلاج الكيميائي على سبيل المثال) قد تكون من مسببات تساقط الشعر الزائد.


تساقط الشعر لدى المراهقين

قد يكون تساقط الشعر لدى المراهقين أمرًا مؤقتًا، وعادة ما ينمو الشعر المتساقط مجددًا، حتى في الحالات المرضية، فمن الممكن استعادة الشعر المتساقط في حال تم علاج السبب المؤدي لتساقط الشعر.[١][٢]


ما هي أهم مسببات تساقط الشعر لدى المراهقين؟

في ما يلي بعض الأسباب التي قد تكون وراء تساقط الشعر لدى المراهقين:[٣]


أسباب وراثية

يمكن أن يكون الصلع الوراثي سببًا لتساقط الشعر في مراحل المراهقة، ويمكن التنبؤ به أو اكتشافه إذ أنه يبدأ ويستمر ضمن نمط معين. فيبدأ الذكور بملاحظة تكشف فروة الرأس في منطقة التاج الأمامية من الرأس على شكل حرف (M  أو V أو U) في حين تلاحظ الفتيات ترققًا تدريجيًا للشعر على طول جزء معين من الرأس. تبدأ هذه الحالة بعد وصول الشخص إلى سن البلوغ عادة، ولكنها قد تحدث أحيانًا في فترة المراهقة. تزيد فرص الإصابة بهذه الحالة إن كان أحد الأقارب مصابًا بها أيضًا.


داء الثعلبة

الثعلبة البقعية هي واحدة من أمراض المناعة الذاتية، وتتسبب في تساقط الشعر على شكل بقع بشكل غير منتظم. وتحدث هذه الحالة عندما يهاجم الجسم الخلايا السليمة لاعتبارها خلايا غير سليمة، وفي حالة داء الثعلبة يهاجم الجهاز المناعي بصيلات الشعر مما يؤدي إلى تساقط الشعر النامي منها. قد يلاحظ المصاب تساقط الشعر من فروة الرأس أو الحاجبين أو الرموش أو أي من أجزاء الجسم. تصيب الثعلبة البقعية حوالي 2٪ من الناس في مرحلة ما من حياتهم،[٤] وتتطور لدى معظم المصابين بها قبل سن الثلاثين،[٥] ويمكن أن تبدأ أيضًا في وقت مبكر مثل الطفولة.


سوء التغذية

يكون سوء التغذية نتيجة لعدم تناول ما يكفي من الطعام، أو الإفراط في تناوله، أو عدم الحصول الكميات المتوازنة والكافية من العناصر الغذائية الأساسية المطلوبة للجسم الصحي، وقد تكون الأسباب في ذلك عدم القدرة على الحصول على الطعام الكافي والمتوازن، أو الاضطرابات التغذوية، أو أمراض بالجهاز الهضمي.


ومن أهم العناصر الغذائية المطلوبة للحفاظ على شعر صحي وتجنب تساقطه ما يلي:

  • فيتامين أ.
  • فيتامين د.
  • فيتامين هـ.
  • فيتامين سي.
  • الزنك.
  • الحديد.
  • النياسين.
  • البيوتين.
  • حمض الفوليك.
  • السيلينيوم.


خلل في إفرازات الغدة الدرقية

قد تؤدي زيادة أو نقص إنتاج هرمونات الغدة الدرقية إلى تساقط الشعر أو تقصفه، وغالبًا ما يظهر تساقط الشعر الناجم عن حالات الغدة الدرقية على شكل ترقق منتظم في فروة الرأس، ويعتبر تساقط الشعر أكثر شيوعًا لدى الأشخاص المصابين بأمراض الغدة الدرقية الشديدة أو المزمنة، ولكن يجدر الذكر أنه غالبًا ما ينمو الشعر المفقود بعد تلقي العلاج المناسب.


مرض الذئبة

وهي حالة من أمراض المناعة الذاتية أيضًا، وتنجم عن استهداف الجهاز المناعي للأنسجة والأعضاء السليمة. يمكن أن يسبب مرض الذئبة أعراضًا مثل آلام المفاصل والتعب والطفح الجلدي على شكل فراشة وتساقط الشعر، وقد يظهر على الأشخاص المصابين بمرض الذئبة ترقق تدريجي بالشعر وقد ينمو الشعر المتساقط من جديد أو قد لا ينمو مرة أخرى.


متلازمة المبيض متعدد التكيسات

وهي مشكلة صحية تشيع لدى الإناث، وتؤدي إلى زيادة مستويات الأندروجين أو الهرمونات الجنسية الذكرية في الجسم، ويعد من الطبيعي أن تفرز أجسام الإناث هرمونات ذكرية مثل هرمون التستوستيرون، ولكن عندما يزيد هذا الهرمون عن حده الطبيعي في جسم الأنثى تظهر أعراض مثل اضطراب الدورة الشهرية، وحب الشباب، وتساقط الشعر. يمكن استعادة الشعر المفقود بسبب هذه الحالة عند علاج الاختلالات الهرمونية المسببة لها.


المداومة على بعض الأدوية أو العلاجات الطبية

يمكن أن يؤدي تناول عدد من الأدوية والعلاجات الطبية إلى تساقط الشعر. بعض الأمثلة على هذه الأدوية ما يلي:

  • أدوية حب الشباب.
  • بعض المضادات الحيوية.
  • الأدوية المضادة للتجلط.
  • مضادات الاختلاج.
  • مضادات الاكتئاب ومثبتات المزاج.
  • العلاجات المضادة للفطريات.
  • بعض أدوية ضغط الدم.
  • العلاج الكيميائي.
  • أدوية خفض الكوليسترول.
  • دواء النقرس.
  • أدوية تثبيط المناعة.


كثرة علاج الشعر وتلوينه وتصفيفه

يمكن أن يؤدي صبغ الشعر أو تبييضه أو إخضاعه لعلاجات كيميائية بشكل متكرر إلى زيادة تكسره أو تلفه، ومن الجدير ذكره أن مثل هذه العلاجات لا تؤثر بالغالب على جذور الشعر، لذا قد ينمو الشعر مجددًا بشكل صحي عند إيقاف الأصباغ أو العلاجات الكيميائية عنه.


كما يعتبر الكلورين الموجود في برك السباحة، أو كثرة تعريض الشعر للحرارة الزائدة أمورًا قد تساهم في إتلاف الشعر وتساقطه.


ثعلبة الشد

وهي حالة تشبه في أعراضها داء الثعلبة، ولكنها تنتج عن أسباب خارجية مثل ربط الشهر على شكل كعكة أو ديل حصان وإبقاءها مشدودة لفترة طويلة، مما يؤدي إلى تلف في المناطق المعرضة للشد من الرأس وفقدان الشعر منها. يمكن علاج هذه الحالة في حال التدخل المبكر.


نتف الشعر

وهو اضطراب نفسي يشعر المراهق فيه بالحاجة الملحة إلى نتف شعره، تاركًا بقعة صلعاء في فروة رأسه مع مرور الوقت، وتظهر هذه الحالة عادةً بين سن 10 إلى 13 عامًا. يحتاج المصاب بهذه الحالة إلى مساعدة معالج أو غيره من متخصصي الصحة النفسية ليتمكن من التوقف عن نتف شعره.[١]


سعفة فروة الرأس

والسعفة هي عدوى فطرية يمكن أن تسبب بقعًا من الجلد المتقشر والحكة على فروة الرأس. قد تتطور هذه الحالة وتسبب التهابًا يؤدي إلى تندب وتساقط الشعر في بعض الأحيان.


تساقط الشعر الكربي

وهو حالة مؤقتة لتساقط الشعر يفقد بها المصاب الشعر بشكل مفرط، ويعد الإجهاد أو المرض أو الولادة أو فقدان الوزن من بين العديد من الأسباب المحتملة لهذه الحالة.


متى يجب مراجعة الطبيب لحالات تساقط الشعر؟

إذا كان المراهق يعاني من تساقط الشعر فمن الأفضل زيارة الطبيب المختص بأسرع وقت، إذ يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان هناك سبب طبي يؤدي إلى تساقط الشعر أو ما إذا كان ناتجًا عن عوامل وراثية، في أغلب الحالات، يمكن أن يزيد التشخيص المبكر من فرص إعادة نمو الشعر المفقود.[٦]

المراجع

  1. ^ أ ب ت "Hair Loss", Johns Hopkins Medicine, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  2. "What Causes Hair Loss in Teenagers, and How to Treat It", Health Line, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  3. "Causes of teenage hair loss in males and females", Health Line, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  4. "Alopecia areata", National Center for Biotechnology Information, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  5. "HAIR LOSS TYPES: ALOPECIA AREATA CAUSES", American Academy of Dermatology Association, Retrieved 28/12/2021. Edited.
  6. "When to see a doctor about teenage hair loss?", Health Line, Retrieved 28/12/2021. Edited.