ما هي مرحلة المراهقة المبكرة؟

مفهوم مرحلة المراهقة المبكرة

تُعرف مرحلة المراهقة على أنها تلك المرحلة الانتقالية من حياة الإنسان، والتي ينتقل الفرد خلالها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرُشد، وتُقسم المراهقة إلى ثلاث مراحل، وهي: المراهقة المبكرة، والمراهقة المتوسطة، والمراهقة المتأخرة،^[١] وبالنسبة للمراهقة المبكرة (بالإنجليزية: Early Adolescence)؛ فهي تعرف على أنها تلك المرحلة العمرية التي تقع بين الطفولة والمراهقة، والتي تبدأ من سن 10 سنوات، وتنتهي في سن 13 إلى 15 سنة، ويبدأ المراهق في مرحلة المراهقة المبكرة بدخول المراحل الأولى في رحلته نحو أن يصبح بالغًا، ولهذا فهو يتعرض للعديد من التغيرات؛ سواءً من ناحية المظهر الخارجي، أو من ناحية طريقة التفكير، والنظرة للعالم وللآخرين، كما تصبح الخصوصية والاستقلالية هاجسًا عند المراهق في مرحلة المراهقة المبكرة.^[٢][٣]

خصائص مرحلة المراهقة المبكرة

تتسم مرحلة المراهقة المبكرة بعدد من الخصائص، والتي تميزها عن مراحل المراهقة الأخرى، والتي نستعرض أبرزها في النقاط التالية:^[٤][٥]

الخصائص الجسدية

تشمل هذه الخصائص ما يلي:

• في هذه المرحلة من المراهقة، يبدأ البلوغ عند الكثير من المراهقين.
• تبدأ التغيرات الجسدية، التي تُمثل علامات البلوغ، بالظهور على المراهقين في هذه المرحلة، ومن أبرز هذه التغيرات بدء الدورة الشهرية ونمو الثديين عند الإناث، وزيادة حجم الأعضاء التناسلية عند الذكور، إلى جانب نمو الشعر على العانة، وعلى الإبطين عند كلا الجنسين.
• تجدر الإشارة إلى أنّ التغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة المبكرة تبدأ في سنٍ مبكر عند الإناث مقارنة بالذكور؛ حيث تبدأ عندهن في سن 8 سنوات، في حين تبدأ عند الذكور في سن 9 سنوات.
• قد يتعرض المراهقون في مرحلة المراهقة المبكرة إلى حالة من القلق وعدم الارتياح، نتيجة ما يمرون به من تغيراتٍ في المظهر والجسد.

الخصائص العاطفية والنفسية

تشمل هذه الخصائص الآتي:

• يميل المراهق في هذه المرحلة إلى الحصول على قدرٍ أكبر من الاستقلالية والخصوصية، بالإضافة إلى تقليل تدخل أهله في حياتهِ.
• هناك من المراهقين من يشعرون في مرحلة المراهقة المبكرة بأنهم محطُ أحكام وانتقادات أقرانهم والناس الآخرين.
• تشهد الاهتمامات الفكرية للمراهق في هذه المرحلة نموًا، ويصبح مهتمًا بمواضيع ومسائل تمتاز بعمقها.
• يكون تفكير المراهقين في هذه المرحلة قيد التطور، ولهذا يرون الأمور من منظورين فقط، وهما منظور الخطأ، ومنظور الصواب.
• تعتبر مشاعر الخجل، والفضول، والقلق، من ضمن المشاعر التي قد تراود المراهقين خلال مرحلة المراهقة المبكرة.

احتياجات مرحلة المراهقة المبكرة

إنّ للمراهقين، خلال مرحلة المراهقة المبكرة، عدد من الاحتياجات، والتي يساعد توفرها لهم على نموهم خلال هذه المرحلة بشكلٍ سليمٍ وصحي، وفيما يلي، ذكرٌ لبعض أهمها:^[٦]

• النشاط الجسدي: إنّ ممارسة المراهقين للأنشطة البدنية في مرحلة المراهقة المبكرة يساهم في الحفاظ على صحتهم، كما يزيد من مستوى الطاقة لديهم، ويعلمهم انضباط النفس، ويساعدهم على اكتشاف قدراتهم الرياضية، ولهذا يجب توفير البيئات الآمنة والمناسبة التي تسمح لهم بممارسة التمارين والأنشطة الجسدية بكل أريحية.
• متسع من الحرية: يحتاج المراهقون في هذه المرحلة إلى منحهم الفرصة لاتخاذ القرارات الخاصة بهم، والتي لها علاقة بمستقبلهم، إلى جانب حاجتهم إلى السماح لهم باختيار الطريقة التي يرغبون بها في قضاء أوقاتهم وما يريدون القيام به، بناءً على اهتماماتهم الشخصية، ومواهبهم.
• فرص تطوير الذات وإثباتها: قد يشعر المراهقون خلال مرحلة المراهقة المبكرة بتدني تقدير الذات وانعدام الثقة؛ الأمر الذي يثير الحاجة إلى منحهم فرصًا يمكنهم من خلالها تطوير مهاراتهم ونظرتهم إلى الحياة، وتعلم كل ما هو جديد، بالإضافة إلى أنه من الضروري منحهم الفرص لإثبات إمكانياتهم، ومدحهم على إنجازاتهم، وجعل سقف التوقعات المحددة لهم واقعي، والاعتراف بما يحققونه من إنجازات، وتعليمهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع الفشل وتجاوزه، وتحويلهِ إلى نجاح.
• التواصل اجتماعيًا مع الآخرين: إنّ دخول المراهق مرحلة المراهقة المبكرة لا يُلغي دور الأهل من حياته، ولا يلغي أهمية التواصل والتفاعل معهم، بأي شكلٍ من الأشكال، ولكن هذا لا يعني أنّ التواصل الاجتماعي مع الأهل كافٍ لوحده بالنسبة للمراهق في هذه المرحلة، فهو بحاجة إلى بناء علاقاتٍ اجتماعية مع الآخرين، وتحديدًا مع الأصدقاء والأشخاص البالغين من أهل الثقة؛ حيث يساهم هذا في تطور مشاعره، وفي جعله يطلع على آراء وأفكار تطور من نظرته للحياة والعالم.
• الضوابط والحدود: تكمن أهمية هذه الضوابط والحدود في أنها تُبقي المراهق في هذه المرحلة في أمان، كما تعلمه تحمل المسؤولية، وتضمن استفادته وتفاعله مع كل ما هو مفيد، وفيه مصلحة له.