يُعرف العنف على أنه استخدام القوة الجسدية، وفرضها على الآخرين بالإكراه، لإلحاق الأذى بهم، ومن المعاني الأخرى له الأذية المقصودة للآخرين، سواءً كانت بالأفعال أم بالكلام المؤذي الجارح،[١][٢]ويعد تعرض المراهقين للعنف من المشاكل الشائعة في مرحلة المراهقة، ومن أشكاله العنف اللفظي، الذي تُوجه فيه الإهانات اللفظية للمراهق، كشكلٍ من أشكال السخرية، أو اللوم، أو الشتيمة، بالإضافة إلى العنف الجسدي، والذي يقصد فيه إلحاق الأذى البدني بالمراهق، ومن أشكاله الضرب والبصق،[٣]وللعنف ضد المراهقين العديد من الآثار المدمرة، التي تعتبر المشاكل السلوكية من الأمثلة عليها، ونستعرض في النقاط التالية هذه الآثار وأهم تفاصيها:[٤][٥]


الآثار الجسدية للعنف ضد المراهقين

إنّ ممارسة العنف ضد المراهقين قد يسبب لهم أذىً جسديًا، نذكر من أشكالهِ الآتي:[٤][٥]

  • الإصابات الخارجية والداخلية: من الأمثلة على الإصابات التي قد يتعرض لها المراهقون بسبب العنف: الرضوض والجروح، بالإضافة إلى الكسور، وهناك إصاباتٌ أخرى سببها العنف تسبب للمراهقين فقدان الوعي أو النزيف.
  • الأمراض المزمنة: أثبتت الأبحاث وجود علاقة بين تعنيف المراهقين جسديًا وبين إصابتهم بالأمراض المزمنة، والتي تشمل ضعف المناعة، وأمراض القلب، والتهاب المفاصل، والقولون العصبي، والربو.


الآثار السلوكية والنفسية للعنف ضد المراهقين

يؤدي تعرض المراهقين للعنف إلى ظهور اضطراباتٍ سلوكية ونفسية عندهم، ندرجها في النقاط التالية:[٤][٥]

  • ظهور السلوك العنيف عند المراهق: إنّ تعرض المراهق للعنف بصورة متكررة يؤدي لاكتسابهِ إياه ليغدو هو الآخر ذا شخصية عنيفة تؤذي من حولها، وتفرض عليهم القوة.
  • تأثر المراهق بالعنف عندما يكبر: في كثيرٍ من الأحيان يكون اكتساب المراهق للعنف سمةً دائمةً عنده؛ بمعنى أنه سيكبر ويستمر بممارسة العنف حتى وهو راشد، وقد يمارسه على عائلته عندما يكبر، ويعنف أفرادها ويعاملهم بنفس الأسلوب الذي كان يتعرض له في مرحلة المراهقة.
  • الانحراف الأخلاقي: ولأنّ العنف يؤدي إلى تحويل شخصية المراهق إلى شخصية ذات سلوك عدواني؛ فإنّ هذا قد يؤدي به إلى الانحراف عن القيم والضوابط الأخلاقية التي تنظم السلوك وتهذبه، وقد يرفض المراهق بسبب شخصيته هذه الامتثال لمثل هذه القيم، بل وفعل ما يعاكسها من تصرفاتٍ غير أخلاقية وغيرها مما يؤذي الآخرين ويُفسد المجتمع وقيمه.
  • الاضطرابات النفسية: يُسبب العنف للمراهقين اضطراباتٍ نفسية، تجعل حياتهم الشخصية والاجتماعية صعبة، ومن أشكال هذه الاضطرابات: الإصابة بالاكتئاب، والميل لأذية النفس والآخرين دون سبب، والعزلة الاجتماعية وتجنب التواصل مع الآخرين، وتدني التقدير الذاتي بسبب فقدان الرعاية والاهتمام أو التعرض المستمر للإساءات أكثر من التعزيز النفسي، بالإضافة إلى مشاكل التركيز والذاكرة، والتي تؤدي إلى تدني الأداء في المدرسة، وفقدان الثقة بالنفس، وصعوبة اتخاذ القرارات.


الآثار الاجتماعية للعنف ضد المراهقين

المراهقون جزءٌ من تكوين المجتمعات، وقد ينعكس العنف الذي يتعرضون له بشكلٍ مباشر على استقرار ووضع المجتمع الذي يعيشون به، وبالشكل التالي:[٥]

  • ارتفاع مستويات الجرائم وأعمال العنف في المجتمع.
  • ظهور خلل في تماسك المجتمع، بسبب ظهور الانحرافات السلوكية التي سببها الابتعاد عن القيم الاجتماعية.



المراجع

  1. "violence", dictionary.cambridge, Retrieved 26/8/2022. Edited.
  2. "violence ", merriam-webster, Retrieved 26/8/2022. Edited.
  3. سميرة أحمد محمد البستكي، الخصائص السيكومترية لمقياس العنف لدى المراهقين في مملكة البحرين، صفحة 166. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت "عنف الآباء ضد الأبناء بهدف “التأديب”.. ما الآثار النفسية؟"، جريدة الغد الأردنية، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2022. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت ث "اثر العنف على الاطفال و المراهقين نفسيا و جسمانيا"، المجلس العربي للطفولة والتنمية، اطّلع عليه بتاريخ 26/8/2022. بتصرّف.