اضطراب الوسواس القهري (بالإنجليزيّة: Obsessive-Compulsive Disorder) أو كما يُشار إليه اختصارًا بـ (OCD)، يُعتبر من الاضطرابات النفسية التي تشمل مجموعة من المخاوف وأنماط التفكير غير المرغوب فيها (وساوس) تدفع الشخص إلى القيام بسلوكياتٍ متكررة (سلوكياتٍ قهرية)، مما يؤثر سلبًا على حياة الفرد اليومية بشكلٍ عام،[١] وفي هذا المقال معلومات أكثر عن أسباب الوسواس القهري عند المراهقين تحديدًا، بالإضافة إلى معلوماتٍ أخرى ذات صِلة:
أسباب الوسواس القهري عند المراهقين
على الرغم من أنّ السبب الرئيسي للإصابة باضطراب الوسواس القهري ما يزال غير معروف، إلّا أنّ هناك عِدة عوامل يُشير المختصون إلى أنّ لها دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب عند المراهقين،[٢] تشمل الآتي:
الجينات الوراثية والتاريخ العائلي للمرض
يُشير بعض العلماء إلى أنّ اضطراب الوسواس القهري قد يكون وراثيًا ومرتبطًا بالجينات، أيّ في حال وجود شخص مُصاب أو أكثر بهذا الاضطراب في عائلة المراهق، فهذا يزيد احتمالية أن يُصاب به هو أيضًا، على الرغم من أنّه لم يتم تحديد ما إذا كان لجيناتٍ معينة دونًا عن غيرها دورًا في الإصابة بهذا الاضطراب حتى الآن.[٣]
التأثّر بسلوك أفراد آخرين في البيئة المحيطة
تلعب البيئة المحيطة بالمراهق دورًا كبيرًا في تحديد حالته النفسية، ففي حال وجود أفراد آخرين محيطين به في الأسرة مثلاً يُعانون من هذا الاضطراب، ويكررون سلوكياتٍ معينة بشكلٍ قهريّ، سيتعلم هو أيضًا هذه السلوكيات مع مرور الوقت، ويزيد احتمالية معاناته من هذا الاضطراب.[٣]
المرور بحدثٍ صادم ومُجهِد
يزيد مرور المراهق بحدثٍ صادم ومُجهد من احتمالية معاناته من اضطراب الوسواس القهريّ،[٢] خاصًة المراهقين الذي لديهم قابلية للإصابة بهذا الاضطراب أكثر من غيرهم؛ بسبب الجينات أو غير ذلك من نقاط الضعف.[٣]
ولكن يجدر الذكر أنّ هناك فرقاً بين إصابة المراهق باضطراب الوسواس القهري بعد التعرّض لصدمة وإصابته باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD)، حيث تشمل أعراض اضطراب الوسواس القهريّ شكوكاً وسلوكياتٍ قهرية يتم القيام بها في الوقت الحاليّ أو في المستقبل، بينما يرتبط اضطراب ما بعد الصدمة بأفكار ووساوس تتعلق بالحدث الصادم الذي مرّ به المراهق في الماضي فقط.[٣]
التغيّرات الطارئة على عمل الدماغ والجسم بشكلٍ عام
يُمكن أن تُسبب التغيّرات في الخصائص الحيوية وكيماء الجسم الطبيعية، وكذلك وظائف الدماغ عند المراهق إصابته باضطراب الوسواس القهري، بغض النظر عن سبب هذه التغيّرات،[١] ولكن في حالاتٍ نادرة يُمكن أن يُصاب الأطفال والمراهقون بأعراض الوسواس القهري بعد الإصابة بالبكتيريا العُقديَّة، أو أنّ العدوى تجعل أعراض هذا الاضطراب أكثر شدّة.[٢]
نصائح للتعامل مع الوسواس القهري عند المراهقين
أهمها ما يأتي:[٤]
- التذكّر دائمًا أنّ المراهق الذي يُعاني من هذا الاضطراب ليس لديه سيطرة كاملة على أفكاره وأفعاله، لذا يجب الابتعاد عن انتقاده أو لومه بشكلٍ متكرر، ومساعدته على التحكّم أكثر بسلوكياته، بدلاً من إخفائها بسبب الخجل أو الخوف.
- محاولة توفير بيئة أُسرية هادئة وخالية من التوتر للمراهق الذين يعاني من هذا الاضطراب، واتباع روتين معين وواضح معه للدراسة مثلاً والنوم، والقيام بالواجبات المنزلية المختلفة.
- تعزيز المهارات الإيجابية عند المراهق وتعليمه بعض الاستراتيجيات الفعّالة التي يُمكنه تطبيقها عندما يشعر بالتوتر والقلق، ويبدأ بتكرار سلوكياتٍ قهرية.
المراجع
- ^ أ ب "اضطراب الوسواس القهري "، مايو كلينك، اطّلع عليه بتاريخ 5/9/2023. بتصرّف.
- ^ أ ب ت "Obsessive compulsive disorder (OCD) in children and teenagers", raisingchildren.net.au, 31/12/2022, Retrieved 5/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "Everything You Need To Know About OCD in Kids and Teens", mcleanhospital.org, 31/3/2021, Retrieved 5/9/2023. Edited.
- ↑ "Obsessive-Compulsive Disorder (OCD) in Children and Teens", healthychildren.org, 17/5/2023, Retrieved 5/9/2023. Edited.