الوسواس القهري عند المراهقين: معلومات تهمك

مفهوم الوسواس القهري عند المراهقين

إنّ القلق، والمخاوف، والشكوك، من المشاعر والأحاسيس التي قد تراود كثيرًا من المراهقين خلال مرحلة المراهقة، وقد تتولد هذه المشاعر تجاه أمورٍ تُوصف أنها غير منطقية، ولكن، لا بدّ من التمييز بينها وبين الوسواس القهري (بالإنجليزية: Obsessive–compulsive disorder (OCD))، الذي يُعرف على أنه حالةٌ من التفكير والقلق المفرط في شيءٍ ما، وعدم القدرة على التوقف عن التفكير أو القلق بشأنه، رغم محاولة ذلك؛ الأمر الذي يؤدي بالمصاب به إلى التعبير عن مخاوفه من خلال القيام بأمورٍ وتصرفاتٍ محددة بشكلٍ متكرر،^[١][٢] ويعتبر الوسواس القهري من الاضطرابات النفسية الشائعة عند الأطفال والمراهقين على حد سواء، حيث يعاني منه 1-3% من هذه الفئات العمرية، وبشكلٍ عام، يعاني ما نسبته 70% من الأفراد المصابين بالوسواس القهري من اضطراب نفسي آخر واحد، أو أكثر.^[٣]

أسباب الوسواس القهري عند المراهقين

هناك العديد من الأسباب التي تقف وراء إصابة المراهقين بالوسواس القهري، والتي نستعرضها فيما يلي:^[٤][٥]

• الوراثة: ترتفع احتمالية إصابة المراهق بالوسواس القهري إلى أربعة أضعاف في حال وجود أفراد مصابين به في عائلته، كما ترتفع احتمالية الإصابة به في حالة عيش المراهق في بيئة أسرية يشاهد فيها أفراد عائلته يعانون من الوسواس القهري وسلوكياته.
• خلل التوازن الكيميائي في الدماغ: يربط أخصائيو الصحة العقلية عادةً بين خلل التوازن الكيميائي في الدماغ وبين الإصابة بالوسواس القهري، ووفقًا للدراسات المُجرية بخصوص هذا الموضوع، يتم التركيز على الخلل الذي يصيب السيروتونين (بالإنجليزية: Serotonin)، وهو مادة كيميائية في الدماغ، تعتبر مسؤولة عن تنظيم مشاعر القلق، بالإضافة إلى الذاكرة، والنوم.
• الصدمات: عندما يتعرض المراهق للصدمات والتجارب المُرهقة، التي تولد الضغوطات والإجهاد، فإن هذا قد يولد لديه أفكارًا تتسم بالشك بخصوص المستقبل والتشاؤم، وتُوصف على أنها تطفلية، وغير مرغوبٍ بها، مما يزيد من احتمالية إصابته بالوسواس القهري.
• أساليب التربية السلبية: من الأسباب الأخرى التي يُصاب المراهق على إثرها بالوسواس القهري أساليب التربية السلبية التي يتعرض لها المراهق من قبل أهله، والتي تؤذي شخصيته ونفسيته.

أعراض الوسواس القهري عند المراهقين

كما ذكرنا سابقًا، فإنّ إصابة المراهق بالوسواس القهري تولد لديه أفكارًا وسلوكياتٍ قهرية، تحدث رغمًا عنه، ولا يقدر على منعها، وتمثل هذه الأفكار والسلوكيات كذلك أعراضًا تدل على الإصابة بالوسواس القهري عند المراهقين، ومن أكثرها شيوعًا الآتي ذكره:^[٦][٧]

• الحاجة المُلحة لترتيب الأشياء بطريقة معينة.
• الخوف من الإصابة بالمرض، بسبب لمس الأشياء المتسخة.
• قضاء الكثير من في التفكير في الأرقام والمتتاليات، بالإضافة إلى عد الأشياء بشكل متكرر، مثل عد الخطوات عند المشي.
• تخيل أنّ الأشخاص المقربين يتعرضون إلى الأذى.
• القيام بالواجبات والأمور بترتيب محدد.
• فقدان الأعصاب والتصرف بعصبية عند مشاهدة أنّ الأمور لا تجري بشكل صحيح، أو مشاهدة شيء ليس في مكانهِ.
• الشعور بالخوف تجاه لمس مقبض الباب وغيره من الأشياء الأخرى، إلى جانب الشعور بالخوف من الأشياء خارج المنزل، والتي يعتبر وجودها عاديًا، مثل الأشجار والحيوانات.
• الخوف من أي شيء ملوث، وقد يحمل الجراثيم والأوساخ.
• القيام بحركات جسدية متكررة، وإصدار أصوات متكررة كذلك.
• الخوف على الحالة الصحية.
• فقدان الرغبة باللعب مع الأقران، أو اللعب بألعاب غير مألوفة.
• الشعور بالقلق من القيام بمصيبة عن طريق الخطأ، مثل حرق المنزل دون قصدٍ مثلاً.

علاج الوسواس القهري عند المراهقين

يمر علاج الوسواس القهري عند المراهقين بعدد من المراحل، والتي على الأهل، والمراهق، والمُعالج النفسي التعاون فيما بينهم لضمان نجاحها وحل هذه المشكلة، وتشمل مراحل علاج الوسواس القهري عند المراهقين ما يلي:^[٣]

• التحدث مع المراهق: عندما يلاحظ الأهل أعراض وعلامات الوسواس القهري على المراهق، فإنّ أول شيءٍ عليهم القيام به هو التحدث معه، والتعبير له عن قلقهم بخصوص التصرفات التي يقوم بها، وإخباره أنهم مستعدون لمساعدته والإصغاء إليه دائمًا، وعلى الأهل في هذه المرحلة توقع أن ينكر المراهق حالته، أو أن يتصرف بدفاعية، ربما بسبب خجله مما يعاني منه، وخوفه من أن يتعرض للإحراج والانتقاد، وعلى الأهل تجنب إصدار الأحكام على المراهق في هذه الحالة وانتقاده، لأن هذا لن يؤدي إلا لتعقيد المشكلة أكثر، وعليهم إظهار الدعم له وطمأنته.
• اصطحاب المراهق إلى الطبيب: يمكن قبل اصطحاب المراهق إلى الطبيب النفسي، أخذه أولاً لطبيب الأسرة، ليقوم بفحصهِ فحصًا أوليًا للتأكد من أنه لا يعاني من أي مشاكل أو أمراض صحية لها علاقة بأعراض الوسواس القهري، وبعد ذلك يمكن أخذه إلى طبيب نفسي مختص، له خبرة في علاج الوسواس القهري.
• علاج الوسواس القهري عند المراهق: إنّ التدخل المبكر لعلاج الوسواس القهري عند المراهقين مهمٌ للغاية، وذلك لأنّ أعراضه تتفاقم وتتعقد مع مرور الوقت، ولا بدّ من وضع حدٍ لها لمنع ذلك، أما عن طرق العلاج النفسي التي تستخدم في حالة الوسواس القهري عند المراهقين؛ فتشمل كلاً من: (أولاً) العلاج بالكلام (بالإنجليزية: Talk Therapy)، والذي يساعد المراهق على فهم ما يمر به من أفكار وسلوكيات قهرية، بمساعدة المعالج النفسي، (ثانيًا) وعلاج التعرض ومنع الاستجابة (بالإنجليزية: Exposure and response prevention)، والذي يعتبر أكثر أنواع العلاج فعالية في حالة الوسواس القهري؛ حيث يتم تعريض المراهق في هذا النوع من العلاج إلى الأشياء التي تثير المخاوف والقلق لديه، ويتم تعليمه الطرق الصحيحة للتعامل معها، بعيدًا عن أي استجابات قهرية.