مفهوم القلق النفسي عند المراهقين

يعتبر القلق من المشاكل النفسية التي قد يعاني منها المراهقون خلال مرحلة المراهقة، ويُعرف على أنهُ إحساسٌ تسودهُ حالةٌ من التوتر والمخاوف، التي تُسبب للمصاب به اضطراباتٍ نفسية وجسدية، تجعله على الصعيد النفسي في حالة تخوفٍ مستمرٍ طويل الأمد، وفي حالةٍ من عدم الراحة، وتوقع حدوث الأمور السلبية، أما على الصعيد الجسدي، فيؤثر القلق على عمل أنظمة الجسم، ويؤدي لتحفيزها بصورةٍ تختلف عن المعتاد، بسبب ما يشعر به المصاب بالقلق من تهديدٍ واحتمالية تعرضٍ للخطر في أي وقت، وسواءً أكانت توقعاته هذه مُتخيلةً أم حقيقية.[١][٢]


أسباب القلق النفسي عند المراهقين

يقف وراء إصابة المراهقين بالقلق العديد من الأسباب، والتي نذكر عددًا منها فيما يلي:[٣]

  • طبيعة الدماغ عند المراهقين: من المعروف أنّ أدمغة المراهقين تختلف عن أدمغة البالغين، ولا سيما أنها تتعرض خلال مرحلة المراهقة لعدد من التغيرات، والتي تسبب زيادةً في مستوى شعورهم بالتوتر، بالإضافة إلى ذلك، تمتاز أدمغة المراهقين المصابين بالقلق بوجود مستويات متفاوتة من النواقل العصبية (بالإنجليزية: Neurotransmitters)، والتي تُعرف على أنها مواد كيميائية تتواجد في المناطق التي ترتبط بها الخلايا العصبية ببعضها، ومن الأمثلة على هذه النواقل العصبية: النورإبينفرين، والسيروتونين، والدوبامين، ويؤثر هذا الأمر على انفعالات المراهقين وتصرفاتهم.
  • الصدمات: من الأسباب الأخرى لإصابة المراهقين بالقلق النفسي تعرضهم للصدمات في حياتهم، والتي تكون نتيجة الحوادث التي يتعرضون لها، كالتعرض للعنف، أو الاعتداء الجنسي، وغيرها من المشاكل.
  • التغيرات الهرمونية: خلال سن البلوغ، تطرأ على المراهقين عدد من التغيرات الهرمونية، والتي تسبب لهم الشعور بالضغوطات والتوتر، إلى جانب شعورهم بالاختلاف عن أقرانهم، وتؤثر جميع هذه الأمور على حالتهم المزاجية العامة.
  • المشاكل في البيئة المحيطة: عندما يعيش المراهق في بيئةٍ منزلية، أو مدرسية، أو مجتمعية، تسودها المشاكل والصعوبات، فإنّ هذا الأمر قد يؤثر بشكلٍ مباشر على صحته النفسية، ويؤدي لإصابته بالقلق، ومن الأمثلة على هذه المشاكل: الفقر، والمشاكل العائلية، والإهمال، والإساءة، والتهديدات.
  • التفكير السلبي: إذا كان المراهق ينظر إلى العالم، وكل ما يحيط به نظرةً سلبية، فإنّ هذا قد يُسبب له الإصابة بالقلق، ولا سيما إذا كان هذا الأمر متواصلاً، ويقوم به الأهل من حوله أيضًا.
  • تناول المواد المحظورة: يلجأ بعض المراهقين لتناول المواد المحظورة في محاولةٍ منهم للتأقلم مع مشاعرهم والتعامل معها، ولكن هذا الأمر يأتي بالعديد من النتائج السلبية، والتي تعتبر الإصابة بالقلق أحدها.
  • وراثة القلق من العائلة: في بعض الحالات، لا يكون السبب وراء إصابة المراهق بالقلق مرتبطًا بالأسباب والعوامل المذكورة أعلاه، ويكون بدلاً من ذلك مرتبطًا بالتاريخ العائلي المرضي، الذي يثبت أنّ عائلة المراهق سبق أن عانت من القلق وغيرها من اضطرابات المزاج، مما يرفع من فرص إصابته بها.


أعراض القلق النفسي عند المراهقين

لمعالجة مشكلة القلق عند المراهق وتحديد إصابتهِ به، لا بدّ من التعرف على أعراضه، والتي تشترك جميعها بتأثيرها السلبية على حياة المراهق وأدائه العام، وتاليًا استعراضاً لأبرز أعراض القلق النفسي عند المراهقين:[٤]

  • اضطراب الأكل، وفقدان الشهية، ولا سيما الأطعمة التي اعتاد المراهق تناولها.
  • صعوبة في الاسترخاء والتركيز.
  • الانعزال عن الآخرين اجتماعيًا، وتجنب التفاعل معهم.
  • الإصابة بنوبات ذعر (هلع).
  • فقدان المراهق الشغف للقيام بالأنشطة التي اعتاد الاستمتاع بالقيام بها.
  • ظهور علامات جسدية تدل على القلق، مثل الارتعاش، والتعرق، والغثيان، والصداع، وآلام المعدة، والتوتر العضلي.
  • الابتعاد عن مثيرات القلق بشكل عام، سواءً أكانت هذه المثيرات على هيئة أشياء، أم أماكن، أم أشخاص.
  • توقع حدوث المصائب دائمًا.
  • حدة الطبع، والتصرف بمزاجية.
  • تراجع الأداء في المدرسة، والحصول على علامات وتقييمات متدنية.
  • اضطرابات النوم، ولا سيما مواجهة صعوبة في النوم ليلاً.
  • اللجوء إلى القيام بسلوكيات خطيرة، مثل تناول الممنوعات.
  • الشعور الدائم بالتعب والإرهاق دون سبب.
  • النظر إلى النفس من منظور سلبي، والتقليل من شأنها، والتعبير عن هذا علنًا، مثل قول المراهق أنه ليس مناسبًا للقيام بأي أمر، بالإضافة إلى النظر بسلبية إلى الآخرين والحياة بشكل عام.


علاج القلق النفسي عند المراهقين

من الطرق التي يمكن أن تساعد المراهق على احتواء القلق النفسي الذي يعاني منه ما يلي:[٥][٦]

  • تفهم الأهل أنّ علاج القلق عند المراهق قد يستغرق وقتًا، وعدم استعجال المراهق للتخلص منه.
  • تشجيع المراهق على تجنب الوجبات السريعة، وتناول الأطعمة الصحية، التي تتضمن الحبوب الكاملة، والخضراوات، والفواكه، والبروتين.
  • اهتمام الأهل بالمراهق، وجعله يشعر بذلك من تصرفاتهم معه، وتجنب طرح الأسئلة الفضولية عليه، أو توجيه المحاضرات الطويلة له، عند الكلام معه.
  • حماية المراهق، وإشعاره بالأمان.
  • ممارسة التمارين الرياضية بشكل يومي، مثل الركض أو المشي.
  • مساعدة المراهق على تنظيم وقته، من خلال مشاركته وضع جدول لتنظيم المهام والنشاطات والتخطيط لها.
  • الحرص على حصول المراهق على كفايته من النوم، والتي تكون من 7 إلى 8 ساعات في اليوم.
  • مدح المراهق على الإنجازات والمهام التي يقوم بها.


المراجع

  1. is an emotion characterized,certain situations out of worry. "Anxiety", American Psychological Association (APA), Retrieved 3/11/2022. Edited.
  2. "What Is Anxiety?", psychologytoday, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  3. "What to know about teen anxiety and depression", medicalnewstoday, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  4. "Signs and Symptoms of Anxiety in Teens", newportacademy, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  5. "Anxiety in Teens", embarkbh, Retrieved 3/11/2022. Edited.
  6. "Symptoms of Teen & Young Adult Anxiety", paradigmtreatment, Retrieved 3/11/2022. Edited.