تعتبر الانفعالات التي يُعبر من خلالها المراهق عن مشاعره بمثابة مرآة تعكس الحالة النفسية، والعقلية، والعاطفية التي يمر بها، ويقف وراء هذه الانفعالات عددٌ من العوامل، والتي نستعرض أهمها وأكثرها شيوعًا في النقاط التالية:[١][٢]


التنشئة الأسرية

يعتبر أفراد العائلة أول أشخاصٍ يتفاعل معهم المراهق اجتماعيًا في حياته، كما تعتبر التنشئة والأجواء العائلية أول مؤثراتٍ على نفسيتهِ وشخصيته، والتي يمتد تأثيرها طوال مرحلة المراهقة، وما بعدها في كثيرٍ من الأحيان؛ فعندما ينشأ المراهق منذ طفولته وحتى في مرحلة مراهقته وسط أجواء تسودها الإيجابية والاحترام المتبادل بين أفراد العائلة، فإن هذا يؤثر بنفس الشكل على انفعالاته، لتغدو إيجابية، ويكون قادرًا على التحكم بها، أما إذا نشأ المراهق في أسرة تسودها العنف والسلوكيات السيئة، فإن احتمالية اكتسابه وتأثره بمثلها تزداد، وينمو ليعاني من العديد من المشاكل النفسية ومشاكل الشخصية؛ مثل مشكلة العناد، والتمرد، وغيرها.


التغيرات الجسدية

يتعرض المراهقون للعديد من التغيرات الجسدية خلال مرحلة المراهقة، وقد لا يشعر المراهقون بالراحة دائمًا إزاءها؛ الأمر الذي يسبب لهم الخجل، والقلق، وفقدان الثقة، وقد تؤثر هذه النظرة السلبية على انفعالاتهم، ويغدون بسببها حساسين، وانطوائيين.


العوامل الاجتماعية والاقتصادية

عندما تكون الحالة الاجتماعية والوضع الاقتصادي للمراهق وعائلته صعبة ومتدنية؛ فإن لهذا تأثيرٌ مباشرٌ وسلبي على انفعالاته، فتدني الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية يُشعر المراهق بتدني الذات، وقد يفتقر بسببها إلى احتياجاته الضرورية التي تمثل أساس استقراره النفسي.


البيئة المدرسية

يقضي المراهق أغلب يومه في المدرسة، وسط زملائه الآخرين، وتتأثر انفعالاته ونفسيته بشكلٍ مباشر بأسلوب تفاعله مع أقرانه، وتفاعل أقرانه معه، ويعاني المراهقون الذين يتعرضون للمضايقات والتنمر في المدرسة من الانفعالات السلبية، وقد يمتد أثرها ليطال أيضًا المستوى الدراسي للمراهق، في حين تكون انفعالات المراهق إيجابية عندما يرتاد مدرسة يسودها التعاون والتفاهم مع الأقران.


الاهتمام والرعاية

يمتاز المراهقون الذين يحظون بقدرٍ كافٍ من الاهتمام والرعاية طوال حياتهم بانفعالاتهم الإيجابية التي تنعكس على تعاملهم مع الآخرين واتخاذ القرارات، في حين أنّ المراهقين الذي يفتقرون للاهتمام الرعاية يتسمون بالانفعالات السلبية التي تؤثر على جميع مناحي حياتهم.


تجارب الطفولة المبكرة

إنّ ما يواجه المراهق من تجارب في مرحلة الطفولة المبكرة يؤثر على انفعالاته في مرحلة المراهقة؛ فتأثير هذه التجارب والحوادث لا يتلاشى بسهولة، ويؤثر على النمو العاطفي للمراهق، ومدى شعورهِ بالأمان والثقة تجاه بيئته المحيطة ومن فيها، فعندما يتعرض المراهق في طفولته المبكرة لتجارب قاسية، مثل التعرض للعنف أو الاعتداء، فإن انفعالاته قد تأخذ منحىً عنيفًا وسلبيًا، وذلك لأنها ظلت عالقة في ذهنه وأثرت على تشكل شخصيته ونظرته للآخرين والحياة.


الحالة الصحية

إنّ الصحة الجيدة التي مصدرها التغذية السليمة أساسيةٌ لضبط انفعالات المراهق، كما تعتبر مهمة لنموهِ النفسي والعاطفي؛ فنوع التغذية يتحكم بمزاج المراهق إلى حدٍ كبير، لهذا يُنصح الأهل دائمًا بتجنيب أولادهم المراهقين الوجبات السريعة، وإعداد الأطعمة المليئة بالمغذيات والعناصر المفيدة لهم.


تغيرات الدماغ

من العوامل الأخرى المؤثرة في انفعالات المراهقين التغيرات التي تصيب الدماغ خلال مرحلة المراهقة، والتي تؤدي إلى إفراز الهرمونات التي تؤثر على الحالة المزاجية للمراهق، كما أنّ هذه التغيرات تسبب للمراهق أيضًا صعوبة في التحكم بمشاعره وقراراته.


طرق التعامل مع انفعالات المراهق

من الطرق الفعالة التي يُنصح باتباعها لاحتواء انفعالات المراهق، التي تتضمن مشاعر سلبية وتقلباتٍ مزاجية، ما يلي:[٣][٤]

  • استمرار التواصل مع المراهق حتى وإن كان المراهق لا يتكلم أو يستجيب بالشكل المطلوب أو استمر في إظهار الانفعالات بشكلٍ مبالغ؛ وذلك كي يشعر ويبقى مطمئنًا أنّ هناك من يسانده، ويستطيع اللجوء له في الأوقات الصعبة.
  • تجنب مواجهة المراهق بانفعالاته عند الشعور بالغضب بسببها، والهدوء أولاً والانتظار لحين هدوء المراهق أيضًا قبل إجراء محادثة معه.
  • تحكم الأهل بانفعالاتهم أمام المراهق، وتجنب فقدان الأعصاب والتصرف بعصبية أمامه، سواءً في المحيط العائلي، أو أمام الآخرين.
  • إذا رافقت انفعالات المراهقين سلوكياتٌ سلبية بحاجة إلى تقويم؛ فيجب في هذه الحالة التركيز على عملية تقويمها وتصحيحها بدلاً من التركيز على لوم المراهق وإلقاء المحاضرات التربوية عليه.
  • عدم اعتبار انفعالات المراهقين إساءة شخصية، والأخذ بعين الاعتبار أنّ ما يمرون به هو في كثيرٍ من الحالات بسبب ما يتعرضون له من ضغوطاتٍ نتيجة التغيرات التي تفرضها عليهم مرحلة المراهقة.


المراجع

  1. and emotional factors,as they move towards independence. "Moods: helping pre-teens and teens manage emotional ups and downs", raisingchildren, Retrieved 24/8/2022. Edited.
  2. "Factors Affecting Emotional Development of the Children", educationsummary, Retrieved 24/8/2022. Edited.
  3. "Teen Emotions: 3 Ways for Parents to Deal with Them", healthyplace, Retrieved 24/8/2022. Edited.
  4. "9 TIPS FOR DEALING WITH TEEN EMOTIONS", connectionsacademy, Retrieved 24/8/2022. Edited.