طرق التعامل مع اللامبالاة عند المراهقين

هناك حالاتٌ يصاب فيها الأهل بالصدمة عندما يكبر طفلهم المُفعم بالحيوية والحماس ليغدو مراهقًا لامباليًا وبارد المشاعر، مما يثير في أنفسهم القلق بسبب هذا التحول المفاجئ، وتعد اللامبالاة من صعوبات مرحلة المراهقة وإحدى المشاكل الشائعة فيها، والتي تؤدي لفقدان المراهق الاهتمام، والحوافز، والشغف بما يحيط بحياته، ويجب أن تركز طرق التعامل مع المراهق اللامبالي على إخراجه من حالة برود المشاعر وفقدان الشغف التي يعيشها، ومن الطرق التي يُنصح باتباعها ما يلي:[١][٢]


التواصل اللامنقطع

هناك من الأهل من يعتقدون أنّ تأدية مهمتهم تجاه أولادهم تقتصر فقط على توفير احتياجاتهم، مما يجعلهم يهملون جانب التواصل معهم، وخصوصًا في المراحل الصعبة من حياتهم، كمرحلة المراهقة؛ الأمر الذي يسبب لهم العديد من المشاكل والتي من ضمنها اللامبالاة، لهذا يجب على الأهل البقاء على تواصلٍ مع أولادهم المراهقين، وأن ينظموا أوقاتهم لقضاء الوقت الخاص معهم، كي يشعروا باهتمامهم لهم، ويشاركوهم مجريات حياتهم ومشاكلهم التي يحتاجون فيها إلى النصيحة.


دعم الاهتمامات

قد يكون السبب وراء لامبالاة المراهق أحيانًا شعوره بعدم أهمية اهتماماته، لهذا يجب على الأهل تشجيعه عليها ودعمه بكل الوسائل، حتى يشعر بقيمة ذاته وإنجازه، لأنّ هذه الاهتمامات تساعد المراهق على تطوير شخصيته وعيش حياة متوازنة، ويجدر التنويه إلى أنه من الضروري أن يتجنب الأهل انتقاد اهتمامات وهوايات المراهق، وإخباره بأنها مضيعة للوقت.


مدح المراهق

لا شيء قادرٌ على هدم شخصية المراهق وتحطيمها وتحطيم ثقته بنفسه وقدراته أكثر من مقارنته بالآخرين، لهذا من المهم إشعار المراهق بأهميته من خلال مدحه ومدح الجوانب الإيجابية فيه، أمامه وأمام الآخرين، فهذا الأمر سيحفزه على تحقيق أهدافه، والقيام بالمزيد من الأمور التي تبرز خصاله الحسنة.


عدم تقييد المراهق

يكون هذا من خلال السماح للمراهق باكتشاف نفسه واهتماماته، وخوض تجاربهِ الخاصة التي لا تتضمن عواقب خطرة، وعدم المبالغة في حمايته وتحمل مسؤولياتهِ بالنيابة عنه؛ حيث إنّ قيام الأهل بذلك يجعل المراهق يفقد المعنى من الحياة وتحقيق الأهداف، ليغدو لامباليًا بكل شيءٍ تقريبًا.


تعزيز العادات الصحية

قد يتساءل البعض ما علاقة العادات الصحية بعلاج اللامبالاة، والإجابة على ذلك تكمن في أنّ اتباع المراهق للعادات الصحية تعزز من مستويات الطاقة، مما يساعده على ضبط النفس، واتخاذ القرارات بشكلٍ أفضل، ومن العادات الصحية التي يجب أن يحافظ عليها المراهقون النوم 8-10 ساعات يوميًا، وممارسة الرياضة، وتجنب تناول الكثير من الكافيين، وإغلاق الهاتف وغيره من الأجهزة قبل النوم.



أسباب اللامبالاة عند المراهقين

ولعلاج مشكلة اللامبالاة، لا بدّ من تحديد وفهم أسبابها، لاتخاذ الإجراءات المناسبة للتعامل مع المراهق الذي يعاني منها، وتشمل هذه الأسباب الآتي:[٣]

  • التغييرات في الدماغ: يتعرض دماغ المراهق خلال مرحلة المراهقة لتغييراتٍ بسبب النمو الذي يشهده على كافة المستويات الجسدية، والفكرية، والنفسية، بالإضافة لتطور الشخصية؛ الأمر الذي قد يؤدي بالمراهق للظهور لامباليًا وغير مهتمٍ بالأمور السابقة التي كان يحبها.
  • نضج الاهتمامات: تعد مرحلة المراهقة محطة انتقالية بين الطفولة إلى البلوغ، وعليه فإن اهتمامات المراهق تتغير هي الأخرى، وتصبح أكثر نضجًا، من خلال تخليها عن الطابع الطفولي، وتغيرها لتركز أكثر على الأمور التي يهتم بها الراشدون، وقد يأخذ المراهق وقته لاكتشاف اهتماماتهِ الجديدة، ويتخذ اللامبالاة طريقة للتعبير عن الأمور التي لا تثير اهتمامه.
  • الافتقار إلى المحفزات: عندما يَعد الأهل طفلهم بجائزةٍ ما في حال تفوقه في المدرسة، فإنه في هذه الحالة سيملك محفزًا يدفعه لتحقيق هدفه لنيل المكافأة، ولكن هذا الأمر لا ينجح دائمًا في تحفيز المراهقين، الذين مع تقدمهم في السن يفقدون الاهتمام بمحفزات الطفولة، ويبدأون في اكتشاف محفزاتهم الداخلية الخاصة، والتي يكونون لامبالين بدونها أو لحين العثور عليها.
  • الاكتئاب: قد تكون اللامبالاة عند المراهق مؤشرًا على بداية الإصابة بالاكتئاب، والذي من أعراضه الانسحاب من الحياة الاجتماعية، وفقدان الاهتمام بالتواصل مع الآخرين، بسبب ما يشعر به من صراعٍ داخلي وخيبة أمل.


أنواع اللامبالاة عند المراهقين

يوجد 3 أنواع للامبالاة عند المراهقين، وتشمل ما يلي:[٤][٥]

  • اللامبالاة السلوكية: يتمثل هذا النوع من اللامبالاة بافتقار المراهق للسلوكيات الناتجة عن التحفيز الذاتي، والتي يقوم بها المراهق من نفسه، دون توجيهٍ من الآخرين.
  • اللامبالاة الاجتماعية: تشمل هذه اللامبالاة ضعفًا في الاستجابة العاطفية والاهتمام بمشاعر الآخرين، إلى جانب قلة التواصل مع العائلة والأصدقاء.
  • اللامبالاة العاطفية: يشعر المراهق على إثر هذه اللامبالاة بعدم الاهتمام بالأشياء التي تحدث في حياته، بالإضافة إلى عدم الشعور بطريقة سلبية أو إيجابية تجاه أي شيء.


أعراض اللامبالاة عند المراهقين

يمكن من خلال الأعراض التالية الاستدلال على أنّ المراهق لامبالي، وهي:[٤][٦]

  • صعوبة القيام بالمهام اليومية المعتادة، مثل الاستحمام وتناول الطعام.
  • إضاعة الكثير من الوقت في أنشطة غير مفيدة في الغالب، مثل مشاهدة التلفاز، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي، والتسوق، وألعاب الفيديو.
  • فقدان المراهق الشغف بالأمور التي اعتاد الاهتمام بها بشكلٍ واضح.
  • التوقف عن القيام بأنشطة اعتاد المراهق القيام بها وكانت جزءًا مهمًا من حياته.
  • فقدان القوة والطاقة عند التفكير بأداء مهمة أو تحقيق هدف ما.
  • تجنب التواصل مع الأصدقاء الذين يعيشون أسلوب حياة مليء بالحوافز والدوافع لإنجاز الأمور وتحقيق الأهداف، بسبب الانزعاج أو الشعور بالإحراج منهم.
  • الافتقار إلى أي دافع يحفز على تحديد وتحقيق الأهداف في الحياة.
  • انخفاض عام في مستوى الطاقة.


المراجع

  1. "7 Things You Can Start Doing Today to Motivate Your Teen", raisingteenstoday, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  2. "How to Motivate a Teenager: 13 Tips Guaranteed to Work", daniel-wong, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  3. "Factors Affecting Self-Esteem in Teens", healthfully, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  4. ^ أ ب "HOW TO DEAL WITH APATHETIC TEENAGERS", liahonaacademy, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  5. "Understanding Apathy, or Lack of Emotion", healthline, Retrieved 11/8/2022. Edited.
  6. "5 Ways to Cope with Teen Apathy", allroundclub, Retrieved 11/8/2022. Edited.