يتم عادًة تشخيص الأطفال المصابين بالتوحد في مرحلة الطفولة المبكرة، ولكن في بعض الحالات، لا تظهر العلامات السلوكية للإصابة بالتوحد بشكلٍ واضح إلّا في مرحلة متأخرة من مرحلة الطفولة أو في مرحلة المراهقة،[١]لذا في هذا المقال نُسلط الضوء حول كيفية تشخيص التوحد عند المراهقين تحديدًا، بالإضافة إلى معلومات أخرى مهمة:
كيفية تشخيص التوحد عند المراهقين
يجدر الذكر أولاً أنّه لا يُوجد طريقة واحدة معينة أو اختبارٍ محدد لتشخيص التوحد عند الأطفال والمراهقين،[١] ولكن بشكلٍ عام يُوصي الأطباء المتخصصين لتشخيص التوحد عند المراهقين بإجراء تقييمين أساسيين، كالآتي:
تقييم شامل للاحتياجات
يتكون هذا التقييم من جزأين على النحو الآتي:[٢]
- تقييم الأداء
يبحث هذا الجزء من التقييم في نقاط القوة عند المراهق وقدراته ومهاراته في المجالات المختلفة، مثل مهارات الحياة اليومية، والتواصل مع الآخرين، والتفكير وحل المشكلات، كما يبحث في تاريخ المراهق الصحي، والطبي، والعائلي.
- التقييم الطبي
يشمل هذا التقييم إجراء فحوصات جسدية مختلفة للمراهق، مثل اختبار السمع؛ لمعرفة فيما إذا كان هناك مشكلة صحية معينة تفسر تصرفاته غير الطبيعية بدلاً من التوحد.
تقييم تشخيصي
في حال كانت نتائج التقييم الشامل للاحتياجات تُشير إلى أنّ المراهق يُعاني من التوحد، فيتم حينها إجراء تقييم تشخيصي يشمل مراجعة المعلومات التي تمّ جمعها في التقييم الشامل للاحتياجات، بالإضافة إلى تحديد نقاط القوة والضعف لدى المراهق بشكلٍ أفضل وأوضح، وكذلك الصعوبات التي يُواجهها في التفكير، والتعلّم، والتواصل، كما قد يشمل زيارة مدرسة المراهق، لمعرفة كيف يتعامل ويتواصل مع زملائه في الفصل الدراسي.[٢]
وقد يكون هذا التقييم بجلسةٍ واحدة فقط أو على عِدة جلسات يلتقي فيها المراهق الذي يُعاني من التوحد ووالديه مع أخصائي فريق التقييم، وعادًة ما يستعين هذا الفريق بالدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5-TR) الخاص باضطراب طيف التوحد، حيث يتضمن العلامات والأعراض التي يجب أن تكون موجودة عند الطفل أو المراهق لتأكيد تشخيصه باضطراب طيف التوحد.[٢]
يتم إجراء التقييمات المذكورة في الأعلى عادًة من قِبل فريق متعدد التخصصات، حيث يشمل الطبيب العام، والطبيب النفسي، وأخصائي أمراض النطق، وأخصائي العلاج الوظيفي.
علامات مهمة لتشخيص التوحد عند المراهقين
غالبًا ما يجد المراهقون الذين يُعانون من التوحد مرحلة المراهقة صعبة للغاية، مقارنًة بالمراهقين الآخرين من نفس العمر، حيث تظهر عِدة علامات للتوحد عند المراهقين، أهمها ما يأتي: [٣]
- صعوبة في التفاعل والتواصل الاجتماعي.
- صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية ولغة الجسد.
- مشاكل في تكوين الصداقات.
- الانسحاب الاجتماعي.
- صعوبة في التخطيط والتنظيم.
- ضعف التواصل البصري.
- التفكير بطريقةٍ غير مرنة.
- تدني احترام الذات.
- صعوبة في التعبير عن المشاعر.
- القلق النفسي المفرط والمزاجية.
أهمية تشخيص التوحد عند المراهقين
بما أنّ التوحد من الاضطرابات النمائية التي لا يُمكن علاجها بشكلٍ نهائي،[٤] فقد يتساءل بعض الآباء والأمهات عن أهمية تشخيص التوحد عند أبنائهم المراهقين، وهنا تجدر الإشارة إلى أنّ التشخيص يُساعد بشكلٍ كبير على فهم طبيعة التوحد عند المراهق والتعرّف على نقاط القوة لديه وتنميتها.[١]
وكذلك التعرّف على نقاط الضعف لديه والصعوبات التي يُواجهها ومساعدته على التعامل معها بالطرق الصحيحة، بالإضافة إلى التعرّف على أهم احتياجاته وتقديم الرعاية اللازمة بناءً عليها؛ لدعم نموه وتطوره بشكلٍ أفضل.[١]
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Late Autism Diagnosis: Older Children and Teenagers", lukepriddisfoundation.com, Retrieved 1/5/2023. Edited.
- ^ أ ب ت "Late autism diagnosis: older children and teenagers", raisingchildren.net.au, 26/10/2022, Retrieved 1/5/2023. Edited.
- ↑ "Signs and symptoms of autism in teenagers", aspriscs.co.uk, Retrieved 1/5/2023. Edited.
- ↑ Tim Jewell (12/11/2021), "What Are the Signs of Autism in Teenagers?", healthline.com, Retrieved 1/5/2023. Edited.
