كيف أزرع الثقة في ابنتي المراهقة؟

تعاني العديد من الفتيات المراهقات من مشكلة تدني الثقة بالنفس واحترامها، والتي يقف وراءها العديد من الأسباب، والتي من أبرزها: التعرض للتنمر وسوء المعاملة، وتأثير الأقران، وتدني المستوى الدراسي، والمشاكل العائلية، والمعاناة من الأمراض المستعصية، واضطرابات المزاج، مثل اكتئاب المراهقة، بالإضافة إلى التعرض للصدمات، والعيش في وسط عائلي خالٍ من الدعم، ويسوده الإهمال، والانتقاد،^[١][٢]ولتعزيز ثقة الفتاة المراهقة بنفسها، هناك عددٌ من الأمور التي يمكن القيام بها، والتي نستعرض عددًا منها في العناوين التالية:^[٣][٤]

المشاركة في الرياضات والأنشطة الجماعية

في كثيرٍ من الأحيان، قد يكون لانعزال الفتيات المراهقات عن أقرانهن دورٌ في معاناتهن من تدني الثقة بالنفس، ولعلاج هذا الأمر، لا بدّ من تشجيعهن على المشاركة في الأنشطة والرياضات الجماعية، القائمة على مبدأ الفرق والتعاون بين أفرادها، وقد أظهرت نتائج الكثير من الدراسات التي أجريت بخصوص هذه المسألة أنّ هناك علاقة بين ممارسة أو عدم ممارسة مثل هذه الأنشطة والرياضات، وبين ارتفاع أو تدني ثقة الفتاة المراهقة بنفسها؛ حيث إنّ المُراهقات اللواتي يشتركن فيها يتمتعن بقدرٍ عالٍ من الاحترام الذاتي، بسبب إتاحة الفرصة لهن لتحقيق الإنجازات، والتواصل والتفاعل اجتماعيًا مع الفتيات الأخريات، على عكس المُراهقات اللواتي لا يشتركن فيها، ويفتقرن إلى مثل هذه الأمور التي تعزز الثقة بالنفس.

عدم معاملة البنت المراهقة ككائن ضعيف

يخطئ الكثير من الأهالي في معاملة ابنتهم المراهقة مثل كائن ضعيف، يحتاج إلى المساعدة دائمًا، وليس بإمكانهِ تحمل المسؤولية، وقد يٌؤدي هذا الأمر إلى جعل البنت المراهقة تعتقد هذا الأمر عن نفسها بالفعل وتصدقه، وتعيش حياتها بناءً عليه، بشخصيةٍ ضعيفة، لا تثق بذاتها وبقدراتها، ولتجنب هذا الأمر، على الأهل التوقف عن معاملة ابنتهم المراهقة بهذا الشكل، والسماح لها بالاعتماد على نفسها، وتجربة الأمور الجديدة التي تعزز من احترامها لشخصها، كما على الأهل تقديم الدعم لابنتهم كي تبني شخصيةً قوية، عبر السماح لها بالتعبير عن آرائها، وتطوير مهاراتها التي تفيدها في الحياة.

لعب الأم لدورها في حياة ابنتها المراهقة

عندما تكون الأم حاضرةً في حياة ابنتها المراهقة، وتمارس دورها فيها بكل فعالية، فإن هذا يزيد من ثقة البنت المراهقة بنفسها، على عكس الفتاة التي تعاني من إهمال الأم، وغياب دورها، والتي قد تعاني بسبب هذا من تدني ثقتها بذاتها، ولهذا، على الأم أن تحرص على الاهتمام بابنتها المراهقة، وإثبات هذا بالأفعال، ومن الطرق التي يمكنها القيام بهذا من خلالها أن تحرص على أن تكون قدوةً إيجابية في حياة الفتاة المراهقة، وأن تتحلى أمامها بالثقة بالنفس وتقدير الذات واحترامها، كي تتعلم ابنتها هذا الأمر منها، بالإضافة إلى ذلك، يمكن للأم إظهار الاهتمام للبنت المراهقة عبر مشاركتها اهتماماتها والأمور التي تحبها، كالهوايات مثلاً، والقيام بالأنشطة الممتعة، التي تسمح للأم وابنتها المراهقة بقضاء الوقت الخاص، والتواصل معًا.

الحب غير المشروط

عندما تصل البنت إلى مرحلة المراهقة، فإنها تبدأ بالتأثر بآراء الأقران وكلامهم، بخصوص جميع الأمور التي تتعلق بحياتها، وكيفية قيامها بالأشياء، وهناك من الأهل من يعتقدون خطئاً أنّ الفتاة في هذه المرحلة لا تأبه لآرائهم، وتميل أكثر لأصدقائها، وهذا الأمر قد يؤثر بشكلٍ سلبي على ثقة الفتاة المراهقة بنفسها، ولا سيما إذا رافقه اعتقادٌ منها أن أهلها لم يعودوا يحبونها أو يهتمون بها كما كانوا يفعلون عندما كانت طفلة، ولهذا على الأهل التأكيد لابنتهم المراهقة أنهم يحبونها حبًا غير مشروط، لا علاقة له بالمراهقة وتغيراتها التي تؤثر عليها، سواءً بالسلوك أو بالشكل، وغيرهما.

الثناء على البنت المراهقة بأسلوب بنّاء

من الأمور الأخرى التي تُعزز ثقة الفتاة المراهقة بنفسها الثناء عليها بأسلوب يعتمد على العبارات الصحيحة، والمواقف المناسبة؛ بمعنى أنه عندما تبذل البنت المراهقة جهدًا كبيرًا لفعل أمرٍ ما، فيجب دائمًا الثناء على جهدها الذي بذلته، بغض النظر عن نتيجته، بالإضافة إلى ذلك، على الأهل ألا يركزوا مديحهم المُوجه للمُراهِقة على أشياء معينة، ولا سيما شكلها الخارجي، والتركيز على أمور مهمة أخرى، مثل الإنجازات، والسلوكيات الإيجابية.