هناك من المراهقين من يعانون من مشكلة العصبية نتيجة تعرضهم للضغوط التي تفرضها عليهم طبيعة مرحلة المراهقة، وفي كثيرٍ من الأحيان، يخفي المراهق العصبي وراء سلوكهِ هذا معاناتهِ من عددٍ من المشاكل، والتي منها على سبيل المثال: المشاكل العائلية، وتدني الثقة بالنفس، والشعور بالحزن، والتعرض للعنف، والصدمات المبكرة، بالإضافة إلى ذلك، تظهر على المراهقين الذين يعانون من مشكلة العصبية، والذين يكونون قد وصلوا لمرحلة خطرة غير طبيعية تستدعي تدخلاً سريعًا لمساعدتهم، عددٌ من العلامات، والتي من أبرزها: ممارسة العنف الجسدي، وإيذاء النفس، وتدمير الممتلكات، والتنمر على الآخرين،[١][٢] أما طرق التعامل مع المراهق العصبي، فهي كثيرة، ويمكن أن يستفيد منها الأهل لمساعدة أولادهم المراهقين الذين يعانون من هذه المشكلة، لمنع تفاقمها ووصولها لمرحلة يصعب التحكم بها، وفي العناوين التالية استعراضٌ لعددٍ منها، إلى جانب أهم تفاصيلها:[٣][٤]


معاملة المراهق بما يتناسب مع عمره

يتصرف كثيرٌ من المراهقين بعصبية، ولا يجدون ما يمنعهم من التصرف بهذا الشكل، عندما لا يكون للأهل سلطةٌ عليهم؛ فكثيرٌ من الأهالي يعاملون أولادهم المراهقين كالأطفال، ولا يأخذون تصرفاتهم على محمل الجد، مما يؤثر على سلوك بعضهم سلبًا، ويمنعهم من التصرف بما يتناسب مع فئتهم العمرية؛ أي بنضجٍ ووعي ودون غضب، ولهذا، على الأهل، عند تعاملهم مع المراهق العصبي، توجيه الكلام له والتعامل معه كالأشخاص البالغين، من خلال استخدام نبرة صوت حازمة، واتخاذ موقفٍ جدي، فهذا الأمر سيشعر المراهق أنّ أهله يأخذونه على محمل الجد، كشخصٍ واعٍ، ولا يجب أن يقتصر أمر إشعار المراهق بأنه لم يعد طفلاً على الأقوال دون الأفعال؛ إذ يجب أن يسمح له الأهل بالقيام بأمور تعزز من هذا الشعور في نفسه، مثل السماح له باتخاذ بعض القرارات المهمة المتعلقة بحياته، بالإضافة إلى السماح له بالانخراط والتفاعل مع الآخرين.


التعاطف مع المراهق والاستماع له

هناك أوقاتٌ يكون فيها السبب وراء تصرف المراهق بعصبية هو تراكم مشاكلهِ، وعدم وجود أذنٍ مُصغية تستمع له ولهمومه، وإلى ما يحتاج لمشاركته، وعلى الأهل في هذه الحالة، بل في كل الحالات، تخصيص وقتٍ للحديث مع المراهق والتواصل معه، والاستماع لكل ما يدور في نفسه، حتى لو بدا ما يقوله أمر غير مهمٍ، ولا يجب التهاون في أهمية مثل هذا الوقت الخاص، فهو يُشعر المراهق بأهميتهِ عند أهله، بالإضافة إلى أنه يُشعره بالطمأنينة من ناحية أنّه يستطيع اللجوء إليهم في كل الأوقات، ولا يحتاج لتحمل مشاكله وهمومه، التي قد تحفز السلوك العصبي، لوحده، بالإضافة على ذلك، على الأهل أن يدركوا أنه ليس بالضرورة أن يوافقوا على كل ما يقوله المراهق، بل يكفي أن يظهروا تعاطفهم وتفهمهم، من خلال إخبارهِ مثلاً أنهم سيشعرون بنفس الطريقة التي شعر بها، بسبب أحد المواقف المزعجة، لو كانوا هم من تعرضوا له.


تمثيل القدوة الإيجابية في إدارة الغضب

عندما يتصرف الأهل بعصبية في أغلب المواقف، ويعانون من مشاكل في التحكم بغضبهم والسيطرة عليه، فسيصعب عليهم في هذه الحالة تقويم سلوك المراهق العصبي، ومساعدته على إدارة غضبه، على عكس الأهل الذين يعرفون جيدًا كيفية ضبط أعصابهم والتحكم بغضبهم وانفعالاتهم؛ فالمراهق بطبيعة الحال، يتعلم مباشرةً من سلوك أهله ويحتذي به، ولهذا إذا ما أراد الأهل معالجة مشكلة العصبية عند أولادهم المراهقين، فإن عليهم البدء أولاً بأنفسهم، من خلال تجنب الصراخ، وتفريغ المشاعر السلبية، وغيرها من أشكال السلوك العصبي أمامهم، وفي سياقٍ متصل، يحتاج الأهل لتعليم المراهق العصبي طرق واستراتيجيات تهدئة النفس عند الشعور بالغضب، وليس تعليمهم القضاء عليه مرةً واحدة وكبته، ومن الأمثلة على هذه الطرق: تفريغ المشاعر السلبية عبر التعبير عنها كتابةً في دفتر اليوميات، أو ممارسة التمارين الرياضية.


وضع قواعد السلوك وتطبيقها

إنّ قيام الأهل بتحديد عددٍ من الضوابط والقواعد، التي يجب على المراهق الالتزام بها لاحتواء سلوكه ومنع انحرافه، أمرٌ مهم للغاية خلال مرحلة المراهقة، وفي حالة المراهق العصبي، على الأهل وضع حدود خاصة لتصرف المراهق بغضب وعصبية، وتوضيحها له بالكامل، وتوضيح الأمور التي لا تعتبر مقبولة وتستحق العقاب في هذا السياق، مثل الشتائم، أو تكسير الأشياء، أو تصرف المراهق بعدوانية، وعلاوة على ذلك، على الأهل الشرح للمراهق ما هي العقوبات التي تنتظره في حال عدم التزامه بهذه القواعد، مثل دفع التعويضات، أو إصلاح الأضرار، أو سحب الأجهزة الإلكترونية، وعدم السماح للمراهق بالخروج لفترة معينة؛ فهذه الطريقة تساهم في الحد من السلوك العصبي والغاضب عند المراهق إلى حدٍ كبير، عبر توعيته بما يعد مقبولاً أو غير مقبول، بالإضافة إلى العواقب، التي سيبذل جهده لتجنب السلوكيات غير المقبولة لتفاديها، وتجدر الإشارة إلى أنّ القواعد التي يضعها الأهل لا يجب أن تكون شكلية، بمعنى أنّ عليهم متابعة تطبيقها، وعدم التهاون بخصوصها أبدًا.


الحفاظ على هدوء الأعصاب وتجنب العصبية

عندما يجد الأهل أنفسهم في موقفٍ يواجهون فيه المراهق العصبي، عليهم التصرف بحكمة، والحفاظ على دورهم ومكانتهم كأهل، وذلك من خلال تجنب تقليد المراهق العصبي في سلوكه، والتصرف بغضبٍ وانفعالٍ شديدين؛ فإذا صدر من المراهق كلامٌ أو تصرف يثير الغضب، على الأهل تجنب الصراخ أو أذية المراهق، وعليهم بدلاً من ذلك توجيه الكلام للمراهق بنبرة هادئة وببطء، وذلك لمنع ازدياد التوتر في الموقف، وللتحكم بانفعالات المراهق، أما إذا وجد الأهل أنفسهم أمام طريقٍ مسدود مع المراهق العصبي، فيمكنهم في هذه الحالة الانسحاب من النقاش معه حتى يهدأ، ويهدأوا هم أيضًا، قبل أن يعودوا للحديث معه بخصوص سلوكهِ ومشكلته.


المراجع

  1. is a normal part,often respond by lashing out. "Parenting an Angry Teen: A Proven Guide", aspiroadventure, Retrieved 10/10/2022. Edited.
  2. "Is My Teen’s Anger Out Of Control? 12 Signs Of Anger Issues In Teens", outbacktreatment, Retrieved 10/10/2022. Edited.
  3. "The Best Ways to Handle Teen Anger, According to Psychologists", goodhousekeeping, Retrieved 10/10/2022. Edited.
  4. "8 TIPS FOR DEALING WITH YOUR ANGRY TEENAGER", healthcare.utah, Retrieved 10/10/2022. Edited.