تشمل مراحل سن المراهقة نمو المراهقين من عِدة جوانب بشكلٍ تدريجي، بما في ذلك النمو الجسدي، والمعرفي، والعاطفي، والاجتماعي، وفي هذا المقال نُسلط الضوء على جانب النمو الاجتماعي تحديدًا:


ما هو النمو الاجتماعي للمراهق؟

يُشير مفهوم النمو الاجتماعي (Social Development) للمراهق إلى عملية تكوين حِس بالهوية وتأسيس دور وهدف خلال مرحلة المراهقة،[١] ويُعتبر أحد جوانب النمو المهمة لتطوّر المراهق وتكيّفه مع البيئة والمجتمع من حوله، ويختلف هذا النمو من مراهقٍ إلى آخر، ويشمل تغيّرات ملحوظة في السلوكيات مع العائلة والأصدقاء على نحوٍ أساسي.[٢]


يجدر الذكر أيضًا أنّ النمو الاجتماعي للمراهق يرتبط مع النمو العاطفي بشكلٍ وثيق، حيث أنّ التنظيم العاطفي من خلال السيطرة على العواطف والقدرة عن التعبير عنها بالطرق الصحيحة من أهم ما يلزم لتحقيق نمو اجتماعي صحي وسليم.[٣]


ما هو النمو الاجتماعي للمراهق وفقًا لعلم النفس؟

أشار عالم النفس إريك إريكسون إلى أنّ النمو الاجتماعي للمراهق خلال مرحلة المراهقة يتمثل بالنقطة التي يُواجه فيها أزمة الهوية مقابل ارتباك الدور، حيث يبدأ بطرح أسئلة مثل: "من أنا؟" و"ما أريد أن أكون؟"، مما يُساهم في التنمية الاجتماعية لديه وتكوين إحساس أكثر رسوخًا بمفهوم الذات.[٤]


العوامل المؤثرة بالنمو الاجتماعي للمراهق

يعتمد النمو الاجتماعي للمراهق على عِدة عوامل، أهمها ما يأتي:[٤]

  • العائلة

كلما كانت علاقة المراهق بوالديه وعائلته بشكلٍ عام إيجابية وقويّة، ساهم ذلك في نموه اجتماعيًا وتكوينه لعلاقات مع الأصدقاء إيجابية وقوية أيضًا، وعلى العكس من ذلك، في حال كان هناك مشاكل بيت المراهق والأهل، وكانت العلاقة متوترة ويتخللها الكثير من الخلافات والمشاكل، يُصبح المراهق أكثر ميّلاً لتكوين علاقات حادّة وغير صحيّة مع الآخرين.

  • الأصدقاء

لأصدقاء المراهق تأثير كبير في تكوين شخصيته، قد يكون أكثر من تأثير العائلة والعوامل الوراثية حتى، خاصًة في حال كانت العلاقة فيما بينهم قوية وإيجابية، فعادًة ما يتبنى المراهق ثقافة وسلوكيات أصدقائه، ويُفكر ويتعامل بطريقةٍ متشابهة معهم.

  • ثقافة المجتمع

تلعب البيئة وثقافة المجتمع المحيط بالمراهق دورًا أساسيًا في النمو الاجتماعي لديه، فالمراهق الذي ينشأ في مجتمع يُشجع الثقافة الفردية مثلاً، تظهر عليه معالم الاستقلالية بشكلٍ واضح مقارنًة بالمراهقين الآخرين من ثقافاتٍ أخرى.

  • وسائل التواصل الاجتماعي

وسعّت وسائل التواصل الاجتماعي دائرة الأصدقاء والعلاقات التي يُمكن أن يُكونّها المراهق، كما أتاحت له الفرصة للتعبير عن ذاته وأفكاره وما إلى ذلك، وبالتالي لها تأثير مباشر في نموه اجتماعيًا، سواءً كان ذلك النمو إيجابيًا أو سلبيًا.


معالم النمو الاجتماعي للمراهق

أهمها ما يأتي:[٥]

  • البحث عن الهوية وإثبات الذات: ينشغل المراهق بالتعرّف على نفسه وقيمه ومبادئه وما الدور المناسب له في المجتمع، فقد يُلاحظ عليه البدء بتجربة أمور جديدة مختلفة، مثل التعرّف على أصدقاء جُدد أو تجربة نمط ملابس معين وما إلى ذلك.
  • السعي للحصول على المزيد من الاستقلالية: يسعى المراهق للحصول على الخصوصية والاستقلالية أكثر من ذي قبل، على سبيل المثال، المطالبة بالمزيد من الاستقلالية في كيفية الخروج من المنزل وقضاء الوقت مع الأصدقاء.
  • خوض تجارب محفوفة بالمخاطر: يستكشف المراهق حدوده وقدراته من خلال الخوض في تجارب غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، دون التفكير في عواقبها.
  • التفكير أكثر في مفهوم الصواب والخطأ: يبدأ المراهق في تطوير منظومة القيّم والأخلاق الخاصّة به بشكلٍ أقوى وأفضل من ذي قبل بناءً على التجارب التي يخوضها، والتفكير أكثر في مفهوم الصواب والخطأ.
  • الميل إلى الجنس الآخر: قد يحاول المراهق إقامة علاقات عاطفية ورومانسية مع الجنس الآخر.[٢]

المراجع

  1. "Physical, social, emotional and cognitive development", futurelearn.com, Retrieved 17/4/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "Social and Emotional Changes in Adolescence", healthlinkbc.ca, 30/11/2014, Retrieved 17/4/2023. Edited.
  3. "Adolescent Social Development", mentalhelp.net, Retrieved 17/4/2023. Edited.
  4. ^ أ ب "Social Development in Adolescence", studysmarter.co.uk, Retrieved 17/4/2023. Edited.
  5. "Social and emotional changes in pre-teens and teenagers", raisingchildren.net.au, 12/7/2021, Retrieved 17/4/2023. Edited.