تُعد مرحلة المراهقة المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى البلوغ، وتترافق عادًة مع مجموعة من التغيّرات الجسدية والنفسية، مما يجعلها مرحلة صعبة بعض الشيء، سواءً بالنسبة للمراهق أو الوالدين، وفي هذا المقال نذكر لكم أبرز التغيّرات والأعراض النفسية تحديدًا عند المراهق:


التقلّبات المزاجية السريعة وغير المتوقعة

يُظهِر المراهق مشاعر وعواطف قويّة، كما تكون حالته المزاجية مُتقلّبة وغير متوقعة في معظم الأوقات؛ وذلك بسبب التغيّرات البيولوجية التي تحدث في الدماغ خلال هذه المرحلة، بالإضافة إلى التغيّرات الجسدية والهرمونية بشكلٍ عام.[١]


تُعتبر التقلّبات المزاجية عند المراهق أمرًا طبيعيًا، ولا تُشير إلى وجود مشكلة نفسية معينة، ولكن في بعض الحالات عندما تترافق المزاجية مع مجموعة من الأعراض الأخرى ولمدةٍ طويلة، قد يُشير ذلك إلى معاناة المراهق من أحد الاضطرابات النفسية، مثل اكتئاب المراهقة، والتي تستوجب تشخيصًا من قِبل الطبيب النفسي للحصول على الرعاية والعلاج المناسب،[٢] وفيما يأتي أبرز هذه الأعراض:[٣]

  • الشعور باليأس والحزن وانعدام القيمة.
  • الشعور بالوحدة وعدم الأمان.
  • اللامبالاة وفقدان الاهتمام بأشياء كانت ممتعة في السابق.
  • تغيّرات واضحة في أنماط الأكل والنوم.
  • محاولة إيذاء النفس أو الانخراط في سلوكٍ محفوفٍ في المخاطر.


الشعور بالقلق اتجاه التغيرات الجسدية

يزداد الوعي الذاتي عند الطفل في مرحلة المراهقة، حيث يبدأ بملاحظة التغيّرات الجسدية التي تظهر عليه، مثل بدء ظهور الشعر في مناطق مختلفة في الجسم، وظهور حَبّ الشباب، والزيادة في الطول والوزن وغيرهم من علامات البلوغ، مما يجعله يشعر بالخجل والقلق اتجاه ذلك، ويُقارن نفسه مع المراهقين الآخرين من نفس العمر.[٤]


يجدر الذكر أنّ مشاعر القلق والخجل الناجمة عن الوعي بالذات والتغيّرات الحاصلة للجسم غالبًا ما تختفي في أواخر مرحلة المراهقة، حيث يبدأ المراهق بالشعور بالارتياح وعدم القلق اتجاه التغيّرات التي تحدث لجسده.[٤]


الحساسية اتجاه الآخرين

في مرحلة المراهقة، يُصبح الطفل قادرًا أكثر على قراءة وفهم مشاعر الآخرين وتحليلها، ولكنّه في بعض الأحيان يُخطئ في فهم هذه المشاعر وقراءة تعبيرات الوجه ولغة الجسد، ويكون حساسًا اتجاه الآخرين وتصرّفاتهم، لذا غالبًا ما يحتاج إلى المساعدة والتوجيه من قِبل الأهل والبالغين للتعامل مع ذلك وفهم ما يشعر به الآخرون بطريقةٍ صحيحة.[١]


الحاجة إلى الاستقلالية وإثبات الذات

يُبدي المراهق حاجة أكبر للخصوصية والاستقلالية وإثبات الذات، كما قد يبدأ بالابتعاد عن والديه، ويُظهِر اهتمامًا أقل بالأنشطة العائلية، وقد يرفض القيام بالأعمال المنزلية المطلوبة منه، ويطلب أن يتخذ القرارات التي تخصّه لوحده ودون تدخل والديه، وغالبًا ما تكون قراراته غير صائبة ودون تفكيرٍ جيّد؛ بسبب ما يمر به من تغيرات جسدية وهرمونية بشكلٍ عام خلال هذه المرحلة.[٤]




يجدر الذكر أنّه يُنصح بالتعامل مع التغيّرات والأعراض النفسية في سن المراهقة بتفهّم وتعاطف، حيث يجب الاستماع للمراهق وبناء علاقة فعّالة وإيجابية معه، والعمل على تنمية مهاراته وتشجيعه بشكلٍ مستمر، بالإضافة إلى تقديم المساعدة والتوجيه له عن حاجته لذلك.



المراجع

  1. ^ أ ب "Social and emotional changes in pre-teens and teenagers", raisingchildren.net.au, 12/7/2021, Retrieved 12/3/2023. Edited.
  2. Liza Torborg (31/5/2016), "Mayo Clinic Q and A: Rapid Mood Changes Normal For Teens", mayoclinic.org, Retrieved 12/3/2023. Edited.
  3. Amy Morin (11/7/2021), "Are My Teenager's Rapid Mood Swings Normal?", verywellfamily.com, Retrieved 12/3/2023. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Psychosocial Development", utmb.edu, Retrieved 12/3/2023. Edited.