إنّ الاعتناء بالجوانب النفسية عند المراهقين مهمٌ للغاية؛ فهو يساعدهم في تخطي صعوبات مرحلة المراهقة، بالإضافة إلى أنه يقوي أواصر العلاقة بين المراهقين وأهاليهم، الذين يُعتبرون المصدر الرئيسي للحب والدعم للمراهقين،[١] وعن احتياجات المراهقين النفسية؛ فهي عديدة، ونستعرض عددًا منها في العناوين التالية:[٢][٣]


الحاجة إلى الدعم النفسي

خلال مرحلة المراهقة، يكون المراهق ما زال في طور التعلم واكتساب الخبرات بشأن مختلف جوانب الحياة ومواضيعها، ويعتبر الدعم في هذه المرحلة من أهم احتياجاته النفسية، ويتم تقديمه من خلال الإصغاء إلى المراهق عندما يحتاج لمشاركة مخاوفه وهمومه، ويُنصح الأهل عند القيام بذلك بعدم التقليل من شأن أي شيءٍ يقوله المراهق، حتى لو بدا أمرًا عاديًا أو حتى سخيفًا، فكما ذكرنا سابقًا، ما زال المراهق يبني تجاربه الشخصية، ويتعرف على طبيعة الأشياء، وحقيقتها، وكيفية تمييزها، بالإضافة إلى ذلك، على الأهل عند تقديم الدعم النفسي للمراهق تجنب فرض اقتراحاتهم وحلولهم عليه بالإكراه، وتشجيعه بدلاً من ذلك ليقوم بوضع حلولٍ بنفسه، ثم يشرحون العواقب أو التبعات المترتبة على كل حل، دون الضغط عليه لاختيار حل معينٍ من بينها؛ وذلك كيلا ينفر المراهق منهم بسبب الضغوطات التي يفرضونها عليه، ولكيلا يُلقي اللوم عليهم في حال فشله.[٤]


الحاجة إلى إثبات النفس

يرى المراهق أنّ حاجتهُ إلى إثبات نفسه ضرورةٌ حتمية؛ فبهذا الأمر يجعل الآخرين يلاحظون وجوده، كما أنه يُشكل هوية شخصيته، التي يعتمد عليها في تحديد ملامح الطريق الذي سيسير عليه خلال مرحلة المراهقة، بالإضافة إلى أهمية إثبات النفس في تحديد طبيعة الأهداف التي سيسعى إلى تحقيقها خلال هذه المرحلة من عمره، وبطبيعة الحال، هناك عددٌ من الأمور التي يعتبرها المراهق وسيلةً لإثبات نفسه، ومنها: الالتزام بالفضائل والأخلاق، والقيام بأمور تفيد المجتمع، وتحقيق الإنجازات واكتساب المهارات والإمكانيات، وتجدر الإشارة إلى أنّ عجز المراهق عن إثبات نفسه يؤثر في كثيرٍ من الأحيان عليه بشكلٍ سلبي، كأن يغذو المراهق ضعيف الشخصية، أو أن يصبح ذا شخصية متمردة وعدوانية.


الحاجة إلى رعاية واهتمام الأهل

إنّ انتقال المراهق من مرحلة الطفولة إلى مرحلة المراهقة لا يعني أنه لم يعد بحاجة اهتمام أهله ورعايتهم؛ حيث يعتبر هذان الأمران من أهم احتياجاته النفسية، ويمكن للأهل تطبيقهما من خلال إظهار الاهتمام بكل ما يتعلق بحياته، وخصوصًا أحلامه، وهواياته، وطموحاته، وأهدافه، بالإضافة إلى عدم غض الطرف عن الأنشطة التي يقضي المراهق يومه بالقيام بها، وأين يذهب، ومع من، فهذه الأمور مهما بدت بسيطة، إلا أنها تُبقي الأهل على اطلاعٍ دائمٍ على حياة المراهق، والتأكد من أنه يقوم بكل ما هو صحيح، بعيدًا عن المشاكل، ومن الأمور الأخرى التي يستطيع الأهل من خلالها إشعار المراهق باهتمامهم أن يقوموا معه بنشاطاتٍ مشتركة، تسمح لهم بقضاء الوقت الخاص معًا، وتقوية العلاقة بينهم.


الحاجة إلى الشعور بالاستقلال

يرى العديد من المراهقين بالاستقلال بالنفس وسيلةً للتخلص من تحكم الأهل وسيطرتهم، بالإضافة إلى إثبات الذات وإثبات أنهم لم يعودوا أطفالاً، وبناء الشخصية التي لا تعتمد على أحدٍ آخر في مختلف الأمور، كما أنّ من المراهقين من يعتبرون الاستقلال وسيلةً لتحقيق الحرية وممارستها، ولا سيما بشكلها الجديد، الذي لم يعتادوا عليه خلال مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى اعتبارهم لها وسيلةً لتحقيق التطلعات والأهداف الشخصية.


الحاجة إلى الحب غير المشروط

عندما يحب أحدهم شخصًا آخر حبًا غير مشروط، فإنه لا ينتظر منه مقابلاً لقاء حبهِ واهتمامهِ هذا، ولا يقيد مشاعره تجاهه بأي شرط يجعل منها مؤقتةً أو قابلة للتغير، والحب غير المشروط من الاحتياجات النفسية التي يحتاج إليها المراهقون بشدة من طرف أهلهم؛ فهو يشعرهم بالأمان والطمأنينة، بالإضافة إلى أنه يعزز من الثقة المتبادلة بين المراهق وأهله، ويجعله يلجأ إليهم دائمًا، بسبب عدم وجود ما يمنعه من ذلك.[٤]


الحاجة إلى الثناء

يعيش المراهق خلال مرحلة المراهقة صراعًا مع الذات، قد يؤثر سلبًا على الثقة بالنفس لديه، وتصوره بخصوصها، نتيجة تأثره من أقل الأمور، وشعوره بالحساسية تجاهها، وعلى الأهل بذل الجهد للقضاء على أي شكوك قد تساور المراهق بخصوص ذاته، ومظهره، وقدراته، ومواهبه، وغيرها من الجوانب التي تتعلق به، من خلال الثناء عليه، وإظهار الجوانب الإيجابية في نفسه، والتي قد لا يكون مدركًا لأهميتها، والتي يمكن أن تقدم له دفعةً من الثقة يستمر تأثيرها الإيجابي عليه.


المراجع

  1. "Four things you can do to support your teen’s mental health", unicef.org, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  2. "Emotional Needs of Teenagers", aboutparenting, Retrieved 11/10/2022. Edited.
  3. عبلة محرز، الحاجات النفسية والاجتماعية للمراهق المتمدرس في مرحلة التعليم المتوسط، صفحة 45-50. بتصرّف.
  4. ^ أ ب a safe and loving,you when they are upset. "Understanding Your Teen’s Emotional Health", familydoctor, Retrieved 11/10/2022. Edited.