تُعرف منظمة الصحة العالمية (بالإنجليزية: World Health Organization) مرحلة المراهقة على أنها تلك المرحلة من حياة الإنسان التي ينتقل عبرها من مرحلة الطفولة إلى مرحلة الرشد، ومن المعروف أنّ المراهق يتعرض خلال هذه المراحلة لعدد من التغيرات العقلية والجسدية، التي تؤثر على مشاعره، وتفاعله مع البيئة والآخرين من حوله، إلى جانب تأثيرها على خياراته واحتياجاته، التي تتغير عمّا كانت عليه في مرحلة الطفولة،[١] وفي النقاط التالية نستعرض عددًا من أهم احتياجات المراهقين، التي تمثل جزءاً مهمًا من نموهم وهويتهم العمرية:[٢]
الاستقلالية
تُحتم الحاجة للاستقلالية عند المراهقين عليهم الميل للقيام بأمورهم الخاصة دون تدخل الأهل وإشرافهم، وتكمن أهمية الاستقلالية للمراهقين بأنها تعلمهم المسؤولية والاعتماد على الذات؛ الأمر الذي يمهد الطريق أمامهم ليصبحوا راشدين، ولكن يجب على الأهل عند منحهم الاستقلالية للمراهقين التأكد من ربطها بقواعد السلوك؛ لمنع تحولها إلى شكلٍ من أشكال التمرد الذي يؤدي بهم إلى اتباع السلوكيات السيئة.[٣]
اتخاذ القرارات
من الاحتياجات الأخرى للمراهقين اتخاذ القرارات؛ حيث يجدون في هذا فرصة لإثبات أنفسهم، لهذا لا يجب على الأهل حرمان المراهق من اتخاذ بعض القرارات، مع المحافظة في نفس الوقت على الحدود والقواعد التي تضبط سلوك وخيارات المراهق لمصلحته، وتجدر الإشارة إلى أنه من الصحي السماح للمراهق في بعض الأحيان بارتكاب الأخطاء، لأن هذا يعلمه دروسًا حياتية يحتاج إليها في مرحلة المراهقة، كما على الأهل عند مناقشة هذه الأخطاء مع المراهق عدم انتقاده أو إلقاء المحاضرات الطويلة، والتركيز بدلاً من ذلك على توجيهه للطريقة الصحيحة للقيام بالأمور، كي يستفيد من ذلك في المرات القادمة.
نشاطات التخلص من التوتر
بسبب التغيرات النفسية والجسدية التي يتعرض لها المراهقون خلال مرحلة المراهقة، ترتفع احتمالية إصابتهم بالتوتر والقلق؛ الأمر الذي يجعلهم في أمس الحاجة للقيام بنشاطات تخلصهم من ذلك، مثل ممارسة التمارين الهوائية لـ30 دقيقة 3 مرات في الأسبوع على الأقل، والتي تُخلصهم من أعراض التوتر والاكتئاب بنسبة 70%، إلى جانب أهميتها في معالجة اضطرابات النوم، وزيادة قدرتهم على التركيز.[٤]
الحاجة إلى الفهم
إلى جانب كونها من أهم احتياجات المراهقين، تعتبر الحاجة إلى الفهم من الاحتياجات النفسية الرئيسية عند جميع الناس بدون استثناء، وتعتبر أيضًا من طرق إظهار الاهتمام بالمراهق واكتساب ثقته، ويكون فهم المراهق من خلال الإصغاء إليه، لمعرفة ما يدور في ذهنه ونفسه من أفكار ومخاوف وغيرها.[٥]
الاستمتاع بالوقت
في كثيرٍ من الحالات، يختلف مفهوم الاستمتاع بالوقت عند المراهقين، مما قد يجعلهم لا يستمتعون بنفس النشاطات التي كانوا يقومون بها خلال مرحلة الطفولة، والتي كانت تمثل خيارات الأهل غالبًا؛ لهذا، ولأجل تلبية حاجة المراهق في الاستمتاع بوقته، يجب السماح له باتخاذ القرار حول النشاطات التي ستقوم بها العائلة في أوقات الفراغ أو في العطلة، وعدم التردد في مشاركته هذه النشاطات، خاصة إذا كانت تتضمن القيام بشيءٍ جديد، أو شيءٍ فيه شكلٌ من المغامرة غير الخطرة.
المساحة الشخصية
تمثل هذه المساحة حاجة المراهق للخصوصية، التي تساعده في بناء شخصيته، وتوسيع علاقاته الاجتماعية؛ فخلال مرحلة المراهقة، يميل المراهقون لقضاء وقت أقل مع العائلة، وقد يقضون في المقابل وقتًا أطول مع أنفسهم والأقران، ولا يجب على الأهل أن يظنوا أنّ المساحة الشخصية تعني قطعًا للعلاقة مع المراهق؛ فهو يحتاج دائمًا لدعمهم مهما كبرت مساحته الشخصية وامتلأت بالأشخاص الآخرين.
النشاطات اللامنهجية
لا يجب أن تقتصر حياة المراهق على الدراسة وحل الواجبات المدرسية طوال الوقت؛ فهو في حاجة للانخراط في النشاطات اللامنهجية التي تتيح له فرصة ممارسة هواياته، وتنمية مهاراته، أو تعلم مهارات جديدة، ولهذه الأنشطة عدة فوائد، من أهمها المساعدة في بناء شخصية المراهق بطريقة إيجابية، وزيادة تقديره واحترامه لذاته وإنجازاته.[٤][٣]
القواعد العائلية
قد يظن البعض خطئًا أنّ هدف المراهقين في هذه الحياة هو تجاوز القواعد العائلية والتمرد عليها، في حين أنّ هذه القواعد في الواقع من أهم احتياجات المراهقين، لدورها في ضبط حياتهم وتعريفهم بالمسار الذي عليهم سلوكه في حياتهم، كما أنّ هذه القواعد تُشعر المراهقين بالأمان وباهتمام أهلهم، ويُسبب غيابها لهم القلق والضياع، وقد يؤدي بهم للانحراف إلى طريق السلوكيات السيئة.[٤][٥]
العلاقات مع الأقران
يحتاج المراهق إلى تكوين الصداقات مع المراهقين الآخرين من نفس سنه؛ لأهمية مثل هذه العلاقات في جعله يطلع عن قربٍ على شخصيات الآخرين، وطرق التعامل معهم، وغيرها من المهارات الاجتماعية، بالإضافة إلى ذلك، تكمن أهمية الأصدقاء للمراهقين في كونهم مصدرًا للدعم، والتفهم، إلى جانب قضاء الأوقات الممتعة.[٣]
التقدير والاحترام
يكون المراهق خلال مرحلة المراهقة حساسًا تجاه النقد والتعليقات، والتي قد تسبب زعزعةً في شخصيته إذا لم تُوجه له بأسلوبٍ صحيح؛ فالمراهقون بطبيعتهم يحتاجون للشعور بالاحترام من الآخرين، لأن هذا الاحترام سيؤثر عليهم بشكلٍ إيجابي، ويجعلهم يشعرون بقيمة أنفسهم.[٦]
المراجع
- ↑ "Adolescent health", who, Retrieved 21/8/2022. Edited.
- ↑ "Meeting the Needs of Teens", extension.psu, Retrieved 21/8/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "The 6 Needs of Your Teenager", allprodad, Retrieved 21/8/2022. Edited.
- ^ أ ب ت "5 Things Every Teen Needs", psychcentral, Retrieved 21/8/2022. Edited.
- ^ أ ب "5 Fundamental Needs of Teenagers", ydisciple, Retrieved 21/8/2022. Edited.
- ↑ "What your teenager needs", familylives, Retrieved 21/8/2022. Edited.