تُصَنَف متلازمة أسبرجر (بالإنجليزيّة: Asperger Syndrome) ضمن اضطرابات طيف التوحد عالي الأداء،[١] حيث تكون الأعراض فيه أقل حِدّة وتأثيرًا على الشخص المصاب، ويُمكنه التحدّث، والقراءة، والكتابة، كما يمتلك المهارات الحياتية الأساسية، بما في ذلك تناول الطعام وارتداء الملابس،[٢] وفي هذا المقال نقدم لكم معلومات أكثر عن هذه المتلازمة عند المراهقين تحديدًا:
سبب متلازمة أسبرجر عند المراهقين
يُعتبر السبب الرئيسي لمتلازمة أسبرجر غير معروف حتى الآن، ولكنّ العلماء يُرجحون أنّ هناك عِدة عوامل تُساهم في ذلك، تشمل العوامل الوراثية والعصبية، بالإضافة إلى بعض الحالات المتعلقة بفترة الحمل، مثل الحمل في سنٍ متأخر أو تناول الأم أثناء الحمل بعض أنواع الأدوية، مثل أدوية القلق واضطرابات المزاج، فكل ذلك يزيد من خطر إصابة الطفل المولود بمتلازمة أسبرجر.[٣]
حيث تظهر علامات متلازمة أسبرجر عمومًا في مرحلة الطفولة المبكرة، وتتطور تدريجيًا في مرحلة المراهقة، كما يجدر الذكر أنّ متلازمة أسبرجر عند المراهقين لا ترتبط بسوء المعاملة من قِبل الوالدين، أو الخوف والحماية الزائدة من قِبلهم، أو أيّ ظروف اجتماعية أخرى.[٣]
أعراض متلازمة أسبرجر عند المراهقين
تختلف أعراض متلازمة أسبرجر من مراهقٍ إلى آخر، ولكن بشكلٍ عام، يبدو المراهقون الذين يُعانون من هذه المتلازمة عصبيين يتصرفون بشكلٍ مختلف عن أقرانهم،[٣] ومن أهم الأعراض الأخرى التي قد تظهر عليهم ما يأتي:[٣][٤]
- الميل لاتباع أسلوب حياة رتيب وكراهية أيّ تغيير في الروتين اليوميّ.
- تجنب التفاعلات الاجتماعية وتكوين الصداقات واعتبار أنفسهم غير ملائمين للتواجد بين أقرانهم.
- التواصل البصريّ القليل جدًا أو حتى المعدوم في بعض الحالات.
- قِلة استخدام تعابير الوجه أثناء التحدّث مع الآخرين.
- الحساسية الزائدة من الضوء والصوت.
- صعوبة في تفسير الإشارات الاجتماعية، ولغة الجسد، ونبرة الصوت، وتعبيرات الوجه.
- صعوبة في التعاطف مع وجهة نظر الآخرين أو فهمها.
- صعوبة في الاستمرار في أداء مهمةٍ معينة وفهم التوجيهات أو اتباعها.
- مشاكل سلوكية، بما في ذلك العدوانية، أو الانفعال، أو العزلة.
- الميل للتواصل غير اللفظي وتجنب التحدّث مع الآخرين مع امتلاك مهارات لغوية جيدة.
علاج متلازمة أسبرجر عند المراهقين
فيما يأتي أبرز العلاجات التي تُساهم في تحسين المهارات السلوكية والاجتماعية عند المراهقين الذين يُعانون من متلازمة أسبرجر:
العلاج السلوكي المعرفي
يُساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) المراهق الذي يُعاني من متلازمة أسبرجر على تغيير طريقة تفكيره، ليتمكن من التحكّم بشكلٍ أفضل في عواطفه وسلوكياته المتكررة، وكذلك التعامل مع الهواجس والانهيارات التي قد يمر بها.[١]
العلاج الأسري
يشمل العلاج الأسري تعليم وتدريب الوالدين على بعض المهارات والأساليب التي يُمكنهم من خلالها تحسين مهارات أبنائهم المراهقين الذين يعانون من متلازمة أسبرجر في المنزل.[١]
العلاج بالأدوية
لا يُوجد أدوية معتمدة من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لعلاج متلازمة أسبرجر أو طيف التوحد تحديدًا، ولكن يُمكن أن يصف الطبيب المشرف على حالة المراهق بعض الأدوية للتقليل من أعراض هذه المتلازمة عنده، مثل القلق والاكتئاب،[١] وكذلك السيطرة على سلوكياته المتكررة والعدوانية.[٣]
نصائح للتعامل مع الأبناء المراهقين الذين يُعانون من متلازمة أسبرجر
أهمها ما يأتي:[٣]
- الحفاظ على التواصل الصحيّ معهم وتكوين علاقات إيجابية داعمة.
- وضع قواعد وحدود واضحة لضبط سلوكياتهم غير المرغوب فيها، والتوضيح لهم العواقب المترتبة على تجاوز هذه الحدود.
- التعامل معهم ضمن روتين محددٍ وواضحٍ معظم الوقت.
- تثقيفهم حول المهارات الأساسية للتعامل مع المواقف الصعبة أو المحرجة.
- التعزيز الإيجابي للسلوكيات الصحيحة التي تصدر منهم؛ لتنمية نقاط القوة لديهم وتعزيز احترامهم لذواتهم.
المراجع
- ^ أ ب ت ث "Asperger's Syndrome", webmd.com, 22/6/2022, Retrieved 10/9/2023. Edited.
- ↑ Beth Roybal (4/7/2023), "What Is High-Functioning Autism?", webmd.com, Retrieved 10/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح Vidya Tadapatri (17/8/2023), "Teenage Aspergers: Symptoms, Treatment And Care To Take", momjunction.com, Retrieved 10/9/2023. Edited.
- ↑ "What Are The Signs of Asperger’s in Teens?", sarahdooleycenter.org, 16/5/2018, Retrieved 10/9/2023. Edited.